رواية (أوراق برلين): حلب في مرآة برلين وصدمة انهيار القيَم!

رواية (أوراق برلين): حلب في مرآة برلين وصدمة انهيار القيَم!
لأنك لا يمكن أن تكتب عن حرب لم تعشها، أو لم تكن تعني لك شيئا على الأقل، أو لم تسهم في تغيير مسارات حياتك راضيا كنت بهذا التغيير أم رافضا له؛ فإن الكتابة عن الحروب لا يمكن أن تكون ترفاً، ففي كل عمل أدبي يحكي فصول الحروب وويلاتها، ثمة أناس يغيبون، وأماكن تدمر، وزمن يسرق من أعمار الناس، وخسارات تحصى أو لا تكاد تعد ولا تحصى أحيانا. فكأن الكاتب يكتب ليتأكد أنه ما زال قادرا على الحياة، وقادرا على الكتابة، وقادرا على الإحساس بمعنى الحياة من جديد، بعد أن دمرت الحرب عالماً كان هو جزءا منه، أو ربما ظنه عالمه كله.

تلك هي الفكرة الأساسية التي تطرح نفسها على قارئ رواية (أوراق برلين) للروائي السوري نهاد سيريس، الصادرة عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، في طبعة أولى 2021.. وهي الرواية الأولى له منذ اندلاع الثورة السورية قبل عشرة أعوام، فضلا عن أن آخر رواية له قبلها: (الصمت والصخب) تعود إلى عام 2004

ملامح من سيرة ذاتية

يتخذ نهاد سيريس من السيرة الذاتية إطاراً عاماً يؤطر بنية الرواية ويرسم ملامح بطلها. ولا يحتاج القارئ – المطّلع على الأقل- لكثير من الجهد كي يكتشف أن بطل الرواية وراوي أحداثها هو الكاتب نفسه، الذي يقدم باعتباره كاتباً يقوم بتأليف كتاب عن برلين، وهو ابن مدينة (حلب) الذي قدم لاجئا إلى ألمانيا بعد اندلاع الحرب في بلاده، وتدمير أجزاء واسعة من مدينته التاريخية التي ولد ونشأ فيها، والتي طالما كانت شخصية حاضرة في معظم رواياته، منذ أن أصدر روايته الأولى (رياح الشمال) عام 1989 التي كانت بدورها تتحدث عن الحرب، وترصد أحوال حلب خلال الحرب العالمية الأولى.

كانت الحرب في (رياح الشمال) جزءا من حياة مدينة لم تتحول هي نفسها إلى ساحة حرب، وإن تأثرت بها معيشياً واقتصادياً واجتماعياً من خلال سَوق أبنائها إلى جبهات القتال... أما خلال الحرب التي شنها نظام الأسد وحلفاؤه على السوريين الثائرين ضد حكمه الاستبدادي الوراثي، فقد أضحت سورية كلها تقريبا ساحة حرب، لم يوفر النظام في قصفه واستهدافه الأحياء السكنية المكتظة ولا المدارس ولا الجوامع الأثرية ولا المشافي، دخلت الحرب في نسيج المدن وحاراتها وأزقتها واشتعلت بين بيوت الناس. وكانت مدينة الكاتب (حلب) من المدن التي دفعت أثماناً باهظة، فغدت مدينة حرب بامتياز، كما هي برلين خلال الحرب العالمية الثانية.

تتمحور الرواية إذن حول كاتب سوري لاجئ في ألمانيا، يريد أن يؤلف كتابا عن الحرب، يستعيد فيه فصولا من سيرة مدينة برلين التي دمرتها الحرب، ولعل التقاطع بين شخصية الراوي وشخصية المؤلف نفسه معتمدا على تقنية التداعي البصري، والبحث التوثيقي في الذاكرة العمرانية والاجتماعية والثقافية لبرلين سواء في مرحلة الدمار أو إعادة البناء، ساردا قصصا وحكايات عن شوارع وأبنية وبشر ومثقفين شكلوا ذاكرة المدينة وثقافتها، ومقارنا أو مقاربا هذا كله بسيرة مدينته حلب وحكايات الدمار والخوف والصراع من أجل البقاء التي خاضها أبناؤها حين وجدوا أنفسهم فجأة في خضم ساحة الحرب ذاتها، بعد أن شطرت المدينة إلى مدينتين (شرقية وغربية) وبعد أن أضحى التنقل بين الشطرين مغامرة خطرة، تكشف حالة الاستقطاب الحاد التي تعيشها ويعيشها معا أطراف الصراع.

 إلى جانب ذلك يعيش الكاتب / بطل الرواية، الذي يقدم الكثير من المعلومات التي تتقاطع مع شخصيته الحقيقية باستمرار مجموعة من العلاقات الاجتماعية والعاطفية مع مواطنين ألمان، فيما تبدو علاقته مع مجتمع اللاجئين السوريين في ألمانيا علاقات محدودة جداً، ربما لا يبررها سوى بحثه عن قصص الحرب في مدينته وسعيه لتدوينها.. كما نرى من خلال علاقته مع الملازم المنشق عن الجيش (صبري) الذي يروي له قصة انشقاقه وإصابته وهروبه في سياق غرائبي يختلط فيه الواقع بالخيال، وقصص البشر المعاشة، بحكايات الجن وحالات اقترانهم العاطفي بالإنس.

البنية النفسية للبطل المهزوم

رغم أهمية ما يقدمه نهاد سريس على صعيد استحضار تاريخ الحرب في ذاكرة برلين، والجهد المعرفي الملحوظ في تتبع  مظاهر وشواهد ذلك من خلال تاريخ الأدب والثقافة والفنون والعمران وسيرة كتاب وفلاسفة وموسيقيين وفنانين تشكيليين، فإن الإشكالية الأساسية التي تطرحها هذه الرواية تبقى متعلقة بشخصية بطلها: المؤلف والراوي في آن معا. ولعل البنية النفسية لهذا البطل تطرح على القارئ عدة تساؤلات جوهرية:

- ما هو الدافع لدى لاجئ هرب من الحرب في بلاده، كي يحفر عميقا في تاريخ الحرب في بلد اللجوء؟ هل كان يريد أن يهرب وينسى أو يصر على أن يتذكر ويتبصر؟ وما هي النتيجة التي أراد أن يصل إليها؟ ما هو الهم المعرفي الذي كان يبحث عن إيجاد إجابات شافية له؟ هل يحقق له هذا البحث شيئا من التوازن النفسي لا ككاتب فقط، بل كشخص انتزعته الحرب من قلب عالمه الأثير، ورمت به في أحضان مدينة لا شيء يشبهه فيها، أم يحاول أن يسبر أغوار ثقافة شكلت ذاكرة المدينة وغيرت مصائر وتوجهات مدعيها؟  

 إن كل هذه التساؤلات يمكن أن تسهم في تحليل بنية شخصية بطل الرواية، وفهم حالة الذهول والتشتت التي تتسم بها شخصيته، ليس على صعيد مقاربة موضوع الحرب فحسب، بل على صعيد العلاقات العاطفية الشخصية التي يخوضها، والتي لا يسبغ عليها السرد أية حرارة عاطفية حقيقية.. باستثناء المشاهد التي يصور فيها لقاءاته الجنسية، والتي لا تخلو من نزعة نرجسية عميقة، تجعله مرغوبا ومشتهى من الطرف الآخر، أكثر مما يظهر من مشاعر تجاهه.. بل حتى زوج عشيقته كريستا، الموسيقي البوهيمي (غونتر) يتمنى أن يأتي الطفل التي تحمل به زوجته شبيها له، معجبا بشخصه وبمهنته ككاتب، ومتوقعا أنه يليق بأن يصبح مع كريستا: "صديقين حميمين".

كان بطل الرواية قد أقام علاقة مع (كريستا) قبل أن تعود إلى (غونتر) مرة أخرى.. وكانت (هيلدا) والدة (كريستا) تتمنى ألا تعود ابنتها إلى (غونتر) راجية منه أن يدافع عن حبه لها.. لكنه في لحظة تحديد الخيارات خذل الأم التي كانت تأنس بزياراته لها وحديثه معها، ولم يدافع عن "حبه" وإن كان ثمة شكوك تدفع القارئ للتساؤل إن كانت علاقته هي حب في الأساس، أم مجرد رغبة في البحث عن صداقة نسائية لرجل لديه شعور عميق بالغربة والوحدة، ورغبة في الاندماج بمجتمع، لا يطلق عليه هذا البطل أية أحكام قيّمة.. بقدر ما ينساق وراء وصف تجليات الحرب العميقة على أجيال من العجائز والمسنين الذين بقيت حكايات الحرب عالقة في ذاكرتهم، وماثلة كالشبح في مسار حياتهم المشارفة على الأفول.

وهكذا في أجواء من البرود الحسي والعاطفي ينغمس الكاتب في الحديث عن جملة علاقات إنسانية وحالات عاطفية أحيانا يكون جزءا منها، وأحيانا أخرى مراقباً حيادياً لها، فتختفي شخصيته في سياق السرد، ثم تلوح بظلال باهتة لا تعمق حضوره، ولا تبرز رؤاه، ولا تكشف عن قناعاته الداخلية في كل ما يسرده. وبقدر ما يبدو هذا البطل هو الحامل الحقيقي للرواية، بقدر ما تغيب انفعالاته ومشاعره، وتتوارى خلف الانشغال بوصف طقوس الحياة اليومية في التجوال في الشوارع أو ارتياد المقاهي، أو التعرف على أزمات الآخرين وتدوين قصصهم.

صورة غائمة للصراع!

الإشكالية الأخرى التي تطرح نفسها في هذه الرواية هي مقاربة بنية الحرب التي دمرت برلين خلال الحرب العالمية الثانية، وبنية الحرب التي دمرت مدينة الكاتب حلب خلال سنوات الصراع السوري. لقد شنت ألمانيا النازية حربا على العالم كله، وخرجت من إطار حدودها الجغرافيا الألمانية لتهاجم دولا وتحتل أراضي، وتفتح خطوط جبهات، وتستخدم آلتها العسكرية المتطورة في مواجهة جيوش أخرى نظامية.. فهل بنية الحرب السورية هي ذاتها؟

قد نفهم أن المقصود بهذه المقاربة هو أثر الحرب على الحجر والبشر وذاكرة المدن أيا كانت أسبابها أو طبيعتها أو شكلها.. لكن هذا لا يعفينا في النهاية من توصيف طبيعة الصراع السوري، حين نريد أن نقارنه بصراع مدمر آخر، على الأقل  في إطار خصوصيته الاجتماعية والسياسية التي يغفلها الكاتب تماما. 

فتارة يسمي هذا الصراع: "نزاعاً بين الجيش والفصائل"، وأخرى: "حرباً أهلية"، وثالثة: تمرداً مسلّحاً.. ورغم أن الكاتب لا يتردد في إدانة الجيش الذي يقتل الأبرياء من خلال رواية صبري لسبب انشقاقه، بالقول:  "ففي المرة الفائتة كان في مهمة مماثلة. أصابت قذيفة الدبابة البيت الذي أمر بتنظيفه من الإرهابيين فدمرته، وحين كانوا يتفقدون الحطام وجدوا ثلاث جثث لامرأة وطفليها. جلس خارج غرفته وأشعل لفافة تبغ وراح يفكر؛ لم يكن مستعدا لقتل امرأة أخرى مع أطفالها" ص (96)،  فإن الكاتب لا يبدو معنياً على الإطلاق بذكر أي أثر لثورة أو احتجاجات شعبية، مع أنه يصف في مرة نادرة العلم ذا النجوم الحمراء الثلاث بـ"علم الثورة".

ومع أنه يذكر جريمة كبرى ضد الإنسانية كجريمة استخدام الكيماوي بعبارة خبرية باهتة يوردها على لسان أحد اللاجئين السوريين بالقول: "إن الجيش قد استعمل أمس الغازات السامة مرة أخرى" ويعقب عليها دون أن يذكر إن كان قد استخدمها ضد مدنيين أو مقاتلين أو كليهما: "وكنت قد عرفت بذلك من نشرات الأخبار"  ص (78). إن حالة اللا اكتراث بتحليل معطيات الصراع تعكس سمة أخرى من سمات البطل / الراوي الذي يبدو منفعلا في الحديث عن جرائم صراع النازية، وفظائع الجيش الروسي في اغتصاب النساء الألمانيات، أكثر مما يفعل حيال مأساة الحرب السورية.

ثمة حالة هروب من إعلان موقف لا تنجح مشاهده الملحمية الرائعة في تصوير مسار هروب صبري مع ثلة من المدنيين في طريقهم نحو الشمال السوري من إخفائها.. وكأنه يريد أن يقول: الحرب عندي هي الحرب، لا فرق بين جيش "حكومة" وبين مقاتلي "فصائل" أو متمردين، ما دامت النتيجة أن مدينتي دمرت، وعالمي قد سلب مني، وأصبحت لاجئا غريبا خارج وطني.

تلتبس حالة الهروب هذه بنموذج البطل المهزوم، وكأن حالة الهزيمة النفسية هي السمة التي تعمق كل إشكاليات هذه الشخصية الروائية، المتقطعة مع شخصية المؤلف في جانب من جوانب السيرة الذاتية له كلاجئ، والمتشحة بالمرارة والذهول والنزعة النرجسية التي تتجلى في علاقاته العاطفية سواء مع (كريستا) أو مع (لورا).ا

الراوي الذاتي ومستويات السرد

تسير الرواية وفق بنية سردية متماسكة، يقودها راوٍ ذاتي لا موضوعي، فالرواية ليس كلي المعرفة هنا، وهو يقدم لنا الوقائع والأحداث من خلال مشاهداته الآنية، وتداعياته البصرية، أو تداعيات ذاكرة الطفولة التي تقوده إلى مدينته حلب، وبعض ذاكرة ما قبل اللجوء، حين كان يذهب ليعاين ما جرى في حلب الشرقية بعد اشتعال القتال وتشظي المدينة. وتبدو لغة الكاتب مشغولة بثلاثة مستويات للسرد:

1- السرد الواقعي القائم على وصف مشاهدات حياته اليومية وعلاقاته الاجتماعية في برلين.

2- البحث الثقافي والمعرفي في ذاكرة الحرب التي رسمت مصير برلين وتركت فيها ندوبا وجراحا لم تندمل بعد.

3- السرد الغرائبي المرتبط بموروث الذاكرة الشعبية من الغيبيات وحكايات الجن والقرين وضرب المندل لدى الشيخة أم نوران، والتي لا يهتم الكاتب بمدى تبرير منطقيتها، لكنه يتركها سؤالا مفتوحا على الغرائبية التي تهزأ بمعادلات الواقع.. وربما كانت الملاحظة التي تطرح نفسها إزاء هذا المستوى السردي أن لغة الكاتب وإن استطاعت رسم الأجواء وملاحقة التفاصيل ببراعة، إلا أنها لم تعنَ ببلورة حالة لغوية غرائبية، تسهم في تصعيد هذا المناخ المختلف عن باقي مستويات السرد الأخرى.

صدمة انهيار القيم

تستغرق الرواية في تصوير حالة انهيار القيم خلال الحروب، وربما كان من أهم ما استشهد به الكاتب هنا وأسهب في وصف مشاهده ببراعة، حالة الفنان التشكيلي (أوتو ديكس) الذي تطوع للقتال في الجبهة خلال الحرب العالمية الأولى كي يكتشف أهوال الحرب بنفسه، ورسم العشرات من اللوحات أثناء معارك الخنادق، لكنه في الوقت نفسه كان قد شارك في القتال بشراسة وقتل العشرات، وبعد انتهاء الحرب وحين كان النازيون يخططون لحرب جديدة، قرروا أن يطاردوا كل من باتوا يناهضون الحروب في فنهم وأدبهم  فكان لزاما عليه التخفي بعد أن أن صار مع فنه عرضة للملاحقة.

لكن انهيار القيم لا ينسحب على ذاكرة الحروب، بل يحضر في ثنايا علاقات بطل الرواية التي تنتهي بمشهد ولادة (كريستا) صديقة البطل في المشفى. وفي حوار غريب عن الطفل الذي ولد بشعر أسود وبشرة وعينين غامقتين، يقول زوج كريستا، أنه يشبه البطل ولا يشبهه، ولكن ذلك لا يفسد لـ "الود" قضية، إذ يقرر الزوج (غونتر) دون أي تذمر أو اعتراض أن يسميه (عمر) كما اقترح بطل الرواية سابقا، حين سأله عن الاسم الذي يود أن يطلقه على الطفل فيما لو جاء شبيها به، مواصلاً فرحته بإنجاب زوجته لهذا الطفل!

تبدو هذه النهاية صادمة على الصعيد الاجتماعي والقيمي، وإن كان الكاتب قد بررها دراميا برسم شخصية (غونتر) ببوهيمية مطلقة منفلتة من أي رباط قيمي، بما في ذلك رباط الحب الذي يستوجب شيئا من الحرص على أبوة النسب على الأقل.. لكنها تطرح في الجانب الآخر، تساؤلات حول هذا الشكل الصادم من التماهي مع نمط العلاقات السائدة خارج إطار المؤسسة الزوجية، وبمباركة الزوج نفسه في ثقافة مجتمعية مختلفة كل الاختلاف عن بيئة بطل الرواية، وإن كانت تشترك معها  في هذا الأثر المدمر للحروب الذي يمتد لأجيال.. لكن السؤال: هل أراد الكاتب بهذه النهاية أن يجسد شكلا جديدا من أشكال التمازج بين ثقافتين مختلفتين كل الاختلاف... أم أنه تعبير عن انسلاخ البطل عن هويته المجتمعية بانسلاخه عن المكان والأرض وفقدانه لمفهوم الوطن كحاضنة لجملة مفاهيم اجتماعية أيضا؟!

توابل إيروتيكية!

في كل الأحوال لا يمكن أن نتجاهل حرص الكاتب على تصوير حالة الانفتاح الجنسي المتعدد الأشكال والميول من حديثه عن مقهى المثليين، إلى تصويره الإيروتيكي لعلاقات سحاقية بين امرأتين، إلى الانغماس بعلاقات نسائية متعددة، والحديث عن السباحة في شواطئ العراة، وهي توابل تجارية رائجة ومجرّبة، وكأن هذا العالم الغريب في قيمه، بات جزءا من صورة مجتمع ومن  بنية ثقافة، ومن توق لاجئ مغترب عن عالمه، إلى سبر أغوار علاقاتها وأشكال انحرافاتها العاطفية والاجتماعية المسكونة بالوحشة والدمار.

- إن رواية (أوراق برلين) التي تحقق أهدافها في التنقيب في تاريخ الحروب بنجاح فني ملحوظ، تمثل – في الوقت نفسه - نموذجاً لأدب سوري يوغل في الانفلات من سياقه المجتمعي والقيمي، أدب يصور حالة التلاقح مع عالم مختلف لا تجمعه به سوى بشاعة الحرب والانكسار الذي تخلفه لعقود طويلة بعد أن تضع أوزارها هناك، والحرب التي تخفي – هنا - ملامح الثورة وأحلامها ومعاني التوق للتغيير التي أشعلت شرارة بداياتها، فتضطرب بوصلة البشر الهاربين من الموت. إذ يجدون أنفسهم يفرون من الحرب إليها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات