مهمة مزدوجة.. من هو الحاج رسول مبعوث إيران الجديد إلى دير الزور (صور)

مهمة مزدوجة.. من هو الحاج رسول مبعوث إيران الجديد إلى دير الزور (صور)
تحاول إيران من خلال تعزيز نفوذها في معظم المناطق التي يسيطر عليها النظام شكلياً، فرض ثقافتها، والسيطرة على الفكر والإنسان، بالتزامن مع الهيمنة على الأرض والمواقع العسكرية، في محاولة لتكرار تجربتها في العراق، ولاسيما في محافظة دير الزور.

خطوات إيران للسيطرة الثقافية من خلال تغيير الفكر لم تعد في مراحلها الأولى، بل حققت تقدماً وتطورت خلال السنوات الأربع الماضية، خاصة بعد طرد تنظيم داعش من دير الزور عام 2017، وذلك من خلال النشاطات الثقافية التي تركِّز في معظم فعالياتها على الأطفال بشكل عام، والمدارس بكل مراحلها بشكل خاص.

"رسول" رئيساً للمركز الثقافي الإيراني

تعيين قيادي عسكري بمليشيات الحرس الثوري الإيراني رئيساً للمركز الثقافي الإيراني في دير الزور، خطوة لها دلالات كبيرة بحسَب المطّلعين، أولها أن العمل على السيطرة الثقافية لاتقل أهمية لدى إيران عن السيطرة العسكرية، ولا سيما مع تعيين (الحاج رسول) رئيس قسم الأسلحة بـ"مقر نصر" أكبر قلاع إيران الحصينة بمدينة دير الزور، والواقع في كلية التربية ومحيطها، رئيساً للمركز الثقافي بالمدينة.

قرار التعيين صدر بتاريخ 2-11-2021، وسط غموض يكتنف شخصية الحاج رسول التي بدأت تظهر من خلال تغييرات في سياسة المركز منذ استلامه وخلال فترة قصيرة.

النشاطات التي فرضها المسؤول الجديد

 

بدأت سياسة المدير المُعيّن حديثاً واضحة باتجاه فرض سطوة المركز على المنظمات الإنسانية، ولا سيما المموّلة من الأمم المتحدة، وتحويل أماكن معظم نشاطاتها إلى ((حديقة كراميش)) التي حوّلت ميليشيات إيران اسمها لـ "حديقة الأصدقاء"، نتيجة أهمية موقعها، بالإضافة إلى استخدام الحرس الثوري لهذه الحديقة في التمويه على أهم مقراتها وأكثرها سرية في منطقة (حويجة صكر)، حيث تعتبر هذه المنطقة عسكرية بالكامل ولا يُسمَح لأحد بتخطي الحديقة إلا بأمر من الحرس الثوري حصراً.

واصل الحاج رسول سياسة من سبقه من رؤساء المركز الثقافي الإيراني في السيطرة على قرار ونشاطات منظمة (طلائع البعث) التي تضم كل أطفال دير الزور بمناطق النظام، وعمل جاهداً على حضور معظم الفعاليات التي تقام تحت رعايته عملياً، وإن كان بشكل غير رسمي، إذ توضع في الواجهة أسماء من تم تعيينهم وفق ولائهم لإيران.

بدأ المدير الحالي بالتعاون مع العاملين في المركز الثقافي بالتغلغل في صفوف الأطفال ونشر الفكر الشيعي، من خلال إقامة حفلات وفعاليات في حدائق دير الزور، وتسيير (قطار الفرح) التابع للمركز الثقافي في شوارع المدينة، لكسب الأطفال من خلال ترغيبهم باللعب واللهو، وتوزيع كرّاسات وقصص خاصة بالثقافة الشيعية، كهدايا لكل من يشارك في هذه الفعاليات.

التوسّع في توزيع المساعدات الإغاثية على أهالي المدينة والريف يعتبر أداة أخرى، حيث تُفرَض عليهم مراجعة مكتب قتلى الميليشيات الإيرانية في المدينة، الواقع في حي الفيلات بجانب المركز الثقافي، كما يتم دعم عمل "حسينية الملالي" في قرية حطلة الواقعة بالمدخل الشمالي لمدينة دير الزور، والتي أنشأتها إيران لتكون مركزاً لتوزيع المساعدات على الأهالي المتشيعين، بعد منحهم بطاقات خاصة شبيهة ببطاقات الهلال الأحمر لاستلام المساعدات بموجبها.

أهمية منصب "رئيس المركز الثقافي الإيراني"

تأتي أهمية هذا المنصب، حسب مختصين تواصلت معهم "أورينت" من خلال ترقية من تقلّدوا هذه المهمة سابقاً، ما يدل على أن من يتسلّم هذا المنصب يكون مُعَدّاً لاستلام مواقع أكبر في صفوف ميليشيات إيران، ويظهر ذلك جلياً بعد نقل ((الحاج حسين)) مدير المركز الثقافي الإيراني السابق بدير الزور، وترقيته ليستلم بعد ذلك العمل في المستشارية الإيرانية بدمشق، ليكون ((الحاج رسول)) خلفاً له، بالإضافة لشغله منصبه العسكري في "مقر نصر" كرئيس لقسم الأسلحة.

أبرز المتعاونين مع المركز الثقافي الإيراني

"عامر الحسين" أحد أبناء قرية حطلة بريف دير الزور، شيعي المذهب، وهو خريج كلية الآداب قسم الأدب الفارسي، بدأ العمل منذ افتتاح المركز الثقافي الإيراني بدير الزور كمترجم ومرافق شخصي لـ ((الحاج أبو صادق)) مدير المركز الأسبق، لينتقل بعدها لمرافقة خلفه ((الحاج حسين))، وبدأ بتزكية وتقريب من يُعرفون بولائهم لإيران إلى هؤلاء القادة، وكان له الدور الأكبر في اختيار أعضاء قيادة فرع منظمة "طلائع البعث" بدير الزور.

قام ((عامر الحسين)) بعدة زيارات لإيران والعراق (كربلاء)، وأدى هناك طقوس (الحج) الشيعية، وظهر في إحدى الصور على رأس مجموعة من الزوار لضريح الحسين في كربلاء العراقية، كما ظهر في صور أخرى يحمل السلاح مع عناصر المليشيات الإيرانية، وكان له الدور الأكبر في رسم خطط وسياسة النشاطات التي يقيمها المركز الثقافي الإيراني، وذلك لمعرفته بالظروف الاقتصادية والاجتماعية لأهالي دير الزور.

ليس عامر الحسين الشخص الوحيد الذين تعتمد عليهم إيران في نشر المذهب الشيعي في محافظة دير الزور، لكنه أحد أذرعها الثقافية إلى جانب عدد آخر أغلبهم من القرية التي ينتمي إليها هذا الشخص، بالإضافة إلى آخرين تشيّعوا حديثاً وتم تفريغُهم للقيام بهذه المهمة التي تركّز عليها طهران بشكل كبير في سوريا.

التعليقات (1)

    واحد من هالزبالة تبع الايارنة

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    شعب زبالة شو بدوا يطلع منو غير وسخ، ليش اختاروهن الاوربيين والبلقان خاصة لانهم شعب قذر لايستحم ولايغسل يديه، فقط انظروا كمية المي والصابون، وهم من سلم شاوشبسكو لفرنسا
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات