ونشر مراسل وكالة سانا، عيسى حمود، تسجيلاً مصوراً في أحد أسواق مدينة حماة يظهر سيدة تفترش الأرض وتسأل المارة وتتسول.
غير أن السيدة وخلال حديثها عن معاناتها في ظل ارتفاع الأسعار وضيق ذات اليد كشفت أن ابنها الأكبر عسكري في صفوف ميليشيا أسد، مشيرة إلى أن الحاجة دفعتها للتسول.
وأكدت السيدة أنها منذ 10 أيام ليس لديها زيت ولا غاز ولا خبز، مشيرة إلى أنها بالكاد تطعم أطفالها الزيت والزعتر أو حتى الماء والزعتر بدون الشاي.
وأضافت أنها تسأل الناس من الصباح للعشاء لتوفير المال اللازم للبيت الذي تستأجره بمبلغ 125 ألف ليرة.
ونتيجة الوضع الاقتصادي المزري الذي أوصل نظام أسد الأهالي إليه، اعتبرت السيدة أن السجن بات أفضل من الشقاء الذي تكابده يومياً، معربة عن استعدادها بأن تدخل السجن بحكم مؤبد شريطة أن تقدم لها وجبة طعام يومياً.
وفي صرخة يأس، طالبت السيدة بنشر التسجيل على أي قناة تلفزيونية سواء كانت مؤيدة أو معارضة، مؤكدة أنها لم تعد تكترث بالعواقب.
ويعيش الأهالي في مناطق أسد حالة عوز غير مسبوقة جراء تعمد حكومته رفع أسعار السلع والمواد الأساسية بأضعاف مضاعفة دون أي اكتراث بمصير المدنيين.
وفيما يقبع معظم الأهالي بمناطق النظام تحت خط الفقر، تستأثر الدائرة الضيقة بعائلة أسد بالثروات والامتيازات الاقتصادية.
ودأبت حكومة أسد مؤخراً على رفع أسعار السلع المدعومة المقدَّمة عبر ما يسمى بالبطاقة الذكية، ولا سيما الوقود والغاز المنزلي، ورغم ذلك لا تزال تتباطأ في تأمين تلك المواد.
كما رفعت أسعار معظم الرسوم والمنتجات والخدمات في محاولة لتوفير الأموال بعد أن رهنت مقدرات البلاد الحيوية لروسيا وإيران.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، أكّد الشهر الماضي أن نسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر تقدَّر بأكثر من 90% من إجمالي سكان البلاد، مشيراً إلى أن كثيراً منهم يضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة للغاية لتغطية نفقاتهم.
التعليقات (8)