وخلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب تقديمه لاستقالته وقع قرداحي في مجموعة مغالطات وأورد مجموعة افتراءات تصل لحد الكذب البواح وتخالف الحقائق التي باتت بديهيات للقاصي والداني سواء في لبنان أو دول الخليج والمنطقة.
لن أقصد في الإساءة لأحد
أولى تلك المغالطات كان الادعاء في حديثه الذي أثار الأزمة مع دول الخليج بخصوص حرب اليمن "لم يقصد به الإساءة لأحد بل كانت دعوة صادقة لمصلحة الأطراف المتحاربة"، حسب تعبيره، رغم أن قرداحي خلال حديثه في برنامج "برلمان شعب" تحيز علانية إلى جانب الحوثيين مؤكداً أنهم يدافعون عن أنفسهم ووصف حرب اليمن بالعبثية والعمليات التي ينفذها التحالف العربي بالعدوان.
الظلم سيقع على اللبنانيين في دول الخليج
وروّج قرداحي إلى أن دول الخليج حمّلت الشعب اللبناني كاملاً تبعات تصريحه، كما وزعم أن دول الخليج كانت بصدد الانتقام من اللبنانيين المقيمين على أراضيها بسبب تصريحاته وهو ما لم يحدث، حيث لم تهدد أي دولة خليجية بطرد اللبنانيين لديها ولم تتخذ أي حكومة خليجية إجراءات ضد اللبنانيين باستثناء الكويت التي اعتقلت خلية مرتبطة بميليشيا حزب الله اللبناني تقوم بتجنيد الشبان.
لا أقبل لأكون سبباً لأذية اللبنانيين
وأدعى قرداحي أنه لا يقبل أن يكون سبباً في أذية الشعب اللبناني وقد كان اعتراف بعظمة لسانه أنه شخصياً كان مصراً على رفض الاستقالة خلال الفترة الماضية بداعي السيادة رغم ما لحق بمصالح اللبنانين من أضرار وخسائر بسببه على مر الشهرين الماضيين.
السياسيين والإعلاميين تحاملوا عليي
وحاول قرداحي الذي خبر الإعلام لعقود تبرير أخطائه بإلقاء المسؤولية على غيره حيث زعم أن مسؤولين ومجموعة من وسائل الإعلام المتحاملة كانوا وراء توتر العلاقات مع دول الخليج، متناسياً أن تصريحاته هي ما أشعلت فتيل الأزمة وأن ردود أفعاله اللاحقة فاقمت الأمر سوءاً نتيجة مكابرته ورفضه تصحيح الموقف بالشكل السليم وهو ما دفع ثمنه غالياً الشعب اللبناني.
وخلال خطابه، قال قرداحي محاولاً الدفاع عن نفسه: "الناس وبأكثريتهم في لبنان والعالم العربي كانوا يطالبوني بعدم الاستقالة وعندي مئات القصائد وآلاف آلاف الرسائل بهذا المعنى"، وذلك على تناقض واضح مع الواقع اللبناني حيث شهد لبنان احتجاجات شعبية قبل أيام نتيجة تدهور سعر صرف الليرة الذي هوى جراء الأزمة التي تسبب بها قرداحي نفسه، يضاف إلى ذلك حالة التململ التي ضجت بها مواقع التواصل نتيجة العواقب الاقتصادية للأزمة. ولعل من أكثر التناقضات التي وقع فيها القرداحي غرابة كانت تأكيده مراراً على أن موقفه الرافض للضغوطات على مر الأسابيع الماضية كان نابعاً من الحفاظ على القرار والسيادة اللبنانية رغم إقراره بأن استقالته جاءت بطلب فرنسي لاسترضاء السعودية. أما الأمر الأكثر إحراجاً لقرداحي فكان حينما سألته إحدى المراسلات عما إذا كان حزب الله الذي هدد سابقاً بالانسحاب من الحكومة لو استقال القرداحي قد تخلى عنه اليوم وأبرم اتفاقاً مع فرنسا ليجيب القرداحي بالنفي زاعماً أن حزب الله وحركة أمل لم يتخليا عنه دون أن يبرر سبب امتناعهما عن تنفيذ ما هددا به. دوافع الأزمة وكانت تصريحات عدائية تجاه السعودية والإمارات، أدلى بها قرداحي ضمن برنامج "برلمان شعب"، قبل توزيره، أدت لأزمة غير مسبوقة بين لبنان ودول الخليج ،حين أعرب الإعلامي الشهير من خلالها عن وقوفه وتضامنه مع ميليشيا الحوثي في اليمن، وقال إن "الحوثيين يدافعون عن أنفسهم.. في وجه اعتداء خارجي"، وإن "منازلهم وقراهم وجنازاتهم وأفراحهم تتعرض للقصف بطائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية". ورفض الوزير الحالي والإعلامي المعروف حينها التراجع عن تصريحاته التي اعتبرها "آراء شخصية"، وقال في تغريدة على حسابه في تويتر: "أنا لم أخطئ في حق أحد، ولم أتهجم على أحد. فلِمَ أعتذر؟". ودفعت تلك التصريحات العدائية كلاً من السعودية والإمارات والبحرين والكويت واليمن لسحب سفرائهم من لبنان ومطالبة السفراء اللبنانيين بمغادرة أراضيهم، إلى جانب سلسلة إجراءات عقابية كان أبرزها وقف الواردات من لبنان إلى المملكة والبحرين، ووقف شركات الشحن والبريد على خط لبنان – السعودية، ولبنان – البحرين، ووقف منح تأشيرات الدخول للبنانيين إلى الكويت، ووقف الكويت طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة في إجراء تحويلات مالية إلى بيروت، كما أضافت الخارجية الكويتية لبنان إلى قائمة الدول التي جمّدت تحويل التبرعات إليها.الناس طالبوني بعدم الاستقالة
حريص على السيادة ويتنحى بأمر من ماكرون
حزب الله لم يتخلّ عني
التعليقات (3)