رحيل حسن البطل: اختار صدام على الأسد ووصف بـ"سيد من أسياد النثر الفلسطيني"

رحيل حسن البطل: اختار صدام على الأسد ووصف بـ"سيد من أسياد النثر الفلسطيني"
عن عمر يناهز (77) عاماً، ومسيرة حافلة في العمل الإعلامي، توفي في مدينة رام الله الفلسطينية، صباح اليوم الأربعاء، الكاتب والصحفي حسن البطل، الذي وصفته وكالة (وفا) الفلسطينية للأنباء بأنه "أشهر كتّاب العمود والمقال الصحفي، ومن الذين أثرَوا المشهد الفلسطيني بإبداعهم على مدار أكثر من أربعين عاماً من العمل الثقافي والكتابة السياسية والوطنية".. فيما كتب المفكر الفلسطيني البارز أحمد برقاوي على صفحته في فيسبوك ناعياً البطل بالقول: "رحل حسن البطل، سيد من أسياد النثر الفلسطيني، وجزء من ذاكرتي وذاكرة سيرورتنا الفلسطينية كلها، وسيظل حاضراً في الذاكرة الوطنية".

اتحاد كتاب فلسطين: صاحب رؤية جميلة ولغة خاصة

الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، نعى بدوره الكاتب والإعلامي حسن البطل، وقال الاتحاد في بيان صحفي: "إن البطل شكّل فضاءً إبداعياً يخصه من خلال مقالة فارقة جعلته واحداً من أهم كتابها، فهو صاحب رؤية مغايرة ولغة خاصة مكّنته من اجتراح سياق معرفي استثنائي وتجربة لها حضورها الذي يعرفه المشهد الفلسطيني والعربي، واللذان يفقدان طاقة إبداعية أرست مداميك وعيها في فلسطين الثورة ومسيرة الثورة الفلسطينية قولاً وفعلاً ناجزاً".

ولد حسن البطل في 14 تموز 1944 في بلدة (طيرة) جنوب حيفا، وشهد نكبة عام 1948 طفلاً وهو دون الخامسة، حيث توجهت عائلته إلى سوريا، وعاش طفولته في ريف دمشق حيث درس المراحل المدرسية الأولى في (دوما) كبرى بلدات غوطة دمشق الشرقية،  ثم تابع تعليمه في جامعة دمشق وحصل على درجة الماجستير في الجغرافيا الجيولوجية عام 1968.

عاش القطيعة بين سورية والعراق في بغداد!

بعد انقلاب حافظ الأسد المسمى (الحركة التصحيحية) غادر حسن بطل إلى العراق، فعمل محرراً يومياً في إذاعة فلسطين بالعاصمة العراقية بغداد، وكاتباً لتعليق يومي ما بين العامين 1972 و1994، وخلال تلك الفترة عاش القطيعة بين جناحي البعث في سورية والعراق، كما عاصر حوادث إغلاق السفارات وطرد السفراء المتبادل، ثم إغلاق الحدود في عهد الرئيس الراحل صدام حسين.. فاختار أن يكون في الضفة العراقية.  

 عام 1994 غادر حسن بطل العراق إلى لبنان، لينضم إلى هيئة تحرير مجلة (فلسطين الثورة) في بيروت، محرراً للشؤون العربية، ثم للشؤون الإسرائيلية، كما كتب فيها مقالة أسبوعية بعنوان “فلسطين في الصراع”، ومقالة يومية في جريدة “فلسطين الثورة” بعنوان “في العدو”، واستمر كذلك حتى الخروج من بيروت. 

العائد يرثي شاعر العودة! 

تمكن من العودة إلى فلسطين العام 1994، والتحق بهيئة تحرير “جريدة الأيام” اليومية الفلسطينية بمدينة رام الله منذ تأسيسها في 25 كانون الأول من العام 1995، وكتب فيها عامودها اليومي “أطراف النهار” بشكل يومي حتى شباط من العام 2016، حيث باتت تظهر “أطراف النهار” لثلاث مرات في الأسبوع.

نال جائزة فلسطين في المقالة العام 1988، حين كان الشاعر محمود درويش رئيساً للجنة التحكيم، كما حصل على وسام ودرع اتحاد الصحافيين العرب في القاهرة العام 2015، بمناسبة اليوبيل الذهبي للاتحاد، واختير الراحل البطل، شخصية العام الثقافية عام 2018.

حين رحل الشاعر الفلسطيني (هارون هاشم رشيد) في تموز، كتب حسن البطل يقول عنه في صحيفة (الأيام) الفلسطينية:

 "مات شاعر "العودة" في منفاه الكندي، وبقيت الأغنية "سنرجع يوماً"، لنا وللشاعر القومي، الذي عاد ولداً متسلّلاً مع أبيه إلى البلاد وأن يكون له قبره في ثرى البلاد.. وقصائده أغاني المرحلة وما بعدها". فكان مفارقة الأقدار أن هذا العائد الذي عاش سنوات طفولته وعمره في المنافي وهو يستمع لقصيدة (سنرجع يوماً)  يرثي  من قلب فلسطين، شاعر العودة الذي مات في المنفى!

هكذا يتبادل البشر الأقدار والألقاب والأشعار.. وهكذا يلتقي الداخل والخارج في لحظات رثاء الموت ليودِّعوا ثرى البلاد ويناموا في دفء ذاكرة العباد! 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات