قناص التاو ماهر كوجك:مقاتل جيش حر أوجع الروس وأجبرهم على تخليد بطولاته

على ذمة موقع "مليتيري فايلز" الحربي الروسي فإنّ جيش الاحتلال الروسي جرّب أكثر أسلحته تطوراً في سوريا، وذلك منذ تدخله في سوريا عام 2015، ليتجاوز عدد الأسلحة المُجرّبة 200 نوع.. غير أنّ الموقع المذكور لم يتطرق إلى صواريخ التاو التي أبدع السوريون في استخدامها، وذكّرت الروس بهزيمتهم المرّة قبل 32 عاماً في أفغانستان، وذكّرتهم أيضاً بصواريخ ستينغر التي أبدع الأفغان باستخدامها حينها.

رامي التاو السوري ماهر كوجك الذي فضح الإدارة الروسية وأنزل من قيمة أسلحتها دوليّاً؛ خصّص له الكرملين طائرةً خاصة كان هدفها الوحيد اغتياله بعد أن نجح بتدمير أكثر من 150 هدفاً لقوات نظام أسد والاحتلال الروسي بوساطة صواريخ موجهة متنوعة (تاو- فاغوت- كورنيت- كونكورس).

جهاراً نهاراً؛ تكذب قناة (روسيا 1) التي أنتجت فيلماً وثائقيّاً عن اغتياله باستخدام الطائرات المُسيّرة لتُصرّ في كلِّ جزء من أجزاء ذلك الفيلم على أنّ كوجك ينمتي إلى هيئة تحرير الشام، غير أنّ كلّ السوريين يعلمون أنّ كوجك عمِل مع كافة فصائل الجيش الحر ولم ينتمِ مُطلقاً لأيِّ فصيلٍ مُتطرف، بل على العكس كان كوجك مُنتسباً للـ (الفرقة الثانية الساحلية) التابعة للجيش الحر، غير أنّ عبارة "جبهة النصرة" أصبحت بيّاعة في سوق الإرهاب الدولي، وتحوّل كلّ ثائر أوجع الروس وكشف حقيقة أسلحتهم إلى إرهابي.

الناشط السوري تامر تركماني والمختص بتوثيق أحداث وشهداء الثورة السورية علّق على الفيلم الذي بثّته القناة الروسية مؤكداً أنّ كوجك أرعب النظام وروسيا وفتك بآلياتهم، ونجح بتدمير أكثر من 150 هدفاً لنظام أسد وميليشياته بوساطة صواريخ موجهة متنوعة، وشارك في كل معارك الساحل، إضافة إلى معركة تحرير مدينة جسر الشغور، وأضاف تركماني: "انتهت مسيرة كوجك بتاريخ 16-4-2020 بعد أن استهدفت سيارته طائرة مسيّرة انتحارية في منطقة بين خربة الناقوس والحاكورة بسهل الغاب في ريف حماه".

ما إن استشهد كوجك؛ حتى سارعت القنوات الإعلامية الموالية لنظام أسد بنقل الخبر، لتؤكد هي ذاتها أنّهم تمكّنوا من قتل أبرز قناصي المُدرّعات، وكالة سبوتنيك الروسية الرسمية قالت في تقريرٍ لها حينها: "تمّ التعرف على بعض القتلى ومن بينهم المدعو (ماهر كوجك) والملقب بـ (قناص التاو)، والذي يعدُّ من أمهر وأكثر رماة هذه الصواريخ الأمريكية تدريباً ودقة بين أقرانه من مسلحي المجموعات الإرهابية المسلحة"، بحسب قول الوكالة.

أمّا وكالة فارس الإيرانية الرسمية فقالت في تقريرٍ لها حول استشهاد كوجك: "عُرف كوجاك بمهارته في إطلاق الصواريخ الأمريكية الصنع على جبهات محافظتي اللاذقية وغرب حماة على مر السنين".

وعن عملية اغتيال كوجك أفردت المواقع والوكالات الناطقة باسم أسد ونظامه مساحات واسعة للحديث عن تلك العمليّة (الفذّة) وكيف تمكّن (أبطال الجيش السوري) من رصد تحركات كوجك، وصولاً لاغتياله، واليوم تخرج قناة (روسيا 1) لتكذّب كل تلك الادعاءات، وتؤكد أنّ عملية اغتيال الشهيد تمّت بمُسيّرة روسيّة (انتحاريّة) من نوع (لانسيت) هي من قام باغتيال كوجك ورفاقه، وأنّ كل ما ادّعته وسائل الإعلام الناطقة باسم أسد محض كذب وافتراء، فلا هم يعلمون مكانه، ولو علموا لما تمكّنوا من قتله فصواريخه دائماً كانت الأسرع، ولولا طائرة مُسيّرة انتحارية، لما تمكّنوا من تنفيذ عمليّة الاغتيال.

رحل ماهر كوجك الذي أذاق نظام أسد وميليشياته ومن خلفهم روسيا ألوان الموت، وفضح منظومة السلاح الروسي التي طالما تغنّى بها الاحتلال، وأجبر دولة تسمي نفسها عظمى (روسيا)، على تخصيص طائرة مُسيرة لقتله، بعد أن أكد للعالم أجمع أن منظومة السلاح الروسيّة ليس أكثر من خُردة تمّ تجميعها وتجريبها على المدنيين في سوريا الذين لا حول لهم ولا قوة، أمّا في أوّل اختبارٍ لها تبيّن أنّها لا تصلح للاستخدام.

الفيديو الذي بثّته وسائل الإعلام الروسية لاغتيال ماهر كوجك