مع محمد سعيد رمضان البوطي: خفايا حوار شائك

مع محمد سعيد رمضان البوطي: خفايا حوار شائك
بينما أنا سائر في الجامعة القديمة، الواقعة أمام كلية الحقوق والشريعة، التقيت بالأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي أعرفه ويعرفني، تبادلنا التحايا مصافحة، والود، ولست أعرف إن كان على دراية بنقدي له في كتابي العرب والعلمانية الذي أصدرته في رام الله ومن ثم في دمشق أم لا.

ودعاني لتناول فنجان من القهوة في مكتبه في الكلية. قبلتُ الدعوة وجلسنا نتبادل الحديث، ومما قاله لي: أنا يا دكتور أحمد لو عاد بي العمر إلى الوراء لكنت الآن رشدياً.

ثم قبل نهاية المحادثة قام الرجل وأهداني كتاباً ضخماً من مجلدين أو أكثر بعنوان: "الحكم العطائية"، وقال لي بالحرف الواحد: بأنه يشكر الله أن مد بعمره لينهي تحقيق هذا الكتاب والتعليق عليه. إنني، والحق يقال  لم أكن أدري في حينها من أمر المتصوف أبي العطاء السكندري سوى اسمه.وحين رحت أطلع على حكمه، تساءلت ماالذي أغرى البوطي بهذا الكتاب، سوى أن البوطي قد أنهى رحلته الإسلامية متصوفاً.

أَجِل  فالبوطي انتهى صوفياً. وهذه مرحلة عليا من تطور الوعي الديني.

2- في برنامج لصالح قناة A R T قام الدكتور محمد حبش بإجراء سلسلة من الحوارات بين رجال دين ورجال دنيا.وكانت صورة البرنامج تقوم على وجود مدير الحوار وهو الدكتور حبش، ومتحاورين، وجمهور يستمع ويسأل ويناقش، فكان هناك حوار بين البوطي وتيزيني، وبين البرقاوي وصهيب الشامي وبين سلامة وفضل الله.

أما الحوار بين البوطي وتيزيني فقد بدأه البوطي بسؤال خبيث لتيزيني: "يا دكتور طيب تيزيني لكي يكون حوارنا مثمراً وقائماً على أسس واضحة ،فهل تؤمن بأن القرآن الكريم كتاب منزل من الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. فما كان من تيزيني إلا أن أجاب بنعم."وبعدها جرى الحوار بلا حوار.

وبعد نهاية جزءالحوار بين الرجلين قمت أنا ويوسف سلامة في التعليق.

قلتُ: شكراً للشيخين الجليلين البوطي وتيزيني. وأريد أن أسأل البوطي السؤال التالي بعد أن خرق قواعد الحوار مع التيزيني بسؤال لا يستطيع تيزيني أن يجيب عنه بالنفي.

قلت يا دكتور محمد بأن اختلاف التأويل يعود إلى الاختلاف في معرفة معاني اللغة، فما رأيك بقول العلويين بأن علياً هو الله وقد تجسد بشراً، فهل هذا يعود إلى اختلاف في معرفة اللغة. البوطي تجاهل سؤالي ولم يجب

أما يوسف سلامة فقال لهما: بعد هذا الحوار لا نستغرب أن نجد تيزيني يحاضر في كلية الشريعة والبوطي يحاضر في قسم الفلسفة.

3- قرر فرع الجامعة للحزب أن يجري حواراً بين البوطي وتيزيني على مدرج جامعة دمشق، وقبل الحوار قلت لطيب تيزيني :جر البوطي لحقلك الفلسفي،عندها ستنتصر عليه وحذار من أن  يجرك لحقله الديني،وإن فعل فسيأكلك.،لكن طيب قال :لا سأحاوره من حقله.ورافقنا زميلنا الدكتور طيب أنا ويوسف سلامة وآخرون  إلى مبنى رئاسة الجامعة حيث يقع المدرج،وحين وصلنا إلى الباب الخلفي للمدرج،وجدنا بأن مدرج الجامعة قد امتلأ بمريدي البوطي .

بل وإن المدخل الرئيسي للمدرج قد امتلأ بالواقفين من مريديه. وكان البوطي يزرع المنصة القريبة من الباب الخلفي جيئة وذهاباً.

وعندما رأى فرع الحزب ورئاسة الجامعة هذا المشهد اتخذوا قراراً بإلغاء هذه الفاعلية وهذا الحوار،وبلغ الجميع بذلك.وبابتسامة المنتصر ردد البوطي على مسامع مريدية من داخل المدرج :وقل جاء الحق وزهق الباطل.والحق بأن الهزيمة لم تكن لتيزيني فقط وإنما لنا نحن المناقضين للبوطي .

 

4-سألت البوطي مرةً: يا دكتور محمد ،إنني بعد أن أنهيت قراءة كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة ،وكتب أخرى لم أَجِد شاعراً جاهلياً من قريش، لماذا؟

رد علي البوطي بأدب جم ،بعد أن فكر بحثاً عن اسم شاعر جاهلي من قريش،والله يا دكتور أحمد لا أدري ،وأشكرك لأنك نبهتني إلى قضية لم أنتبه إليها.وعندي إن سؤالك مهم جداً ،لأنه يضيء جوانب أخرى من حياة قريش في الجاهلية.

عرفت البوطي شخصاً ذكياً وداهية ومسالماً. وصاحب تقية. وهو رجل لا يؤمن بالعنف ولا بالخروج على الحاكم الجائر،مع أنه يدافع عن الحاكمية لله.كان يعتقد واهماً بأن الجماعة الحاكمة ستأخذ بنصائحه السلمية، وأنه ذو مكانة عندها،وأنه يقوم بوظيفة تجاه الإسلاميين عبر العلاقة الحميمة مع الأسدية.

وصل البوطي في نهاية تجربته الدينية إلى التصوف،وبخاصة بعد شرح الحكم العطائية كما قلت، ولم يكن بهذا المعنى متعصباً.

التعليقات (7)

    فضل

    ·منذ سنتين 4 أشهر
    التأويل يا دكتور يتعلق بمعاني اللغه و أسباب النزول والسياق وفهم الأولين وهو غير مناح الا لفئه قليله ثانيا من أين فهم العلويون من القران ألوهية علي تأويلا ابتعد عن الدين حتى لا تؤكل ( حسب نصيحتك لتيزيني)

    بسام فياض

    ·منذ سنتين 4 أشهر
    عندي أن البوطي منافق جبان وبامتياز ...... فثلاثين سنة مع حكم حافظ الأسد ومن ثم سنوات حكم بشار حتى مقتل البوطي تشهد له بذلك عند رب العالمين .....

    Bashar Alaswad , M.D.

    ·منذ سنتين 4 أشهر
    Thank you for this wonderful article

    وائل الضاهر

    ·منذ سنتين 4 أشهر
    مقال تافه لايحوي أي قيمة

    بيان برهاني

    ·منذ سنتين 4 أشهر
    لا يكفي اسم الكاتب لرفع تداعيات افكاره المقطعة ، للأسف مشكلة علماني العرب بتناول الاسلام ضحلة ومتناقضة ،تصل حتى للجهل بالأسماء والمعالم، اهم مفصل بتاريخ بوطي النظام غابت عن المثقف الثوري

    مواطن سوري

    ·منذ سنتين 4 أشهر
    لقد قدمت لمقالتك هذه بأنك تنتقد د.البوطي وهذا طبيعي لخلفيتك العلمانية الالحادية ... ثم أخذت تسرد وقائع لترسل ايحاءات سلبية عن الرجل 1- لا يجوز انتقاد شخص لا يستطيع الرد والدفاع عن نفسه 2- انتقادك لسؤاله التيزيني (الماركسي) عن ايمانه بأن القرآن منزل من الله ليس في مكانه .. لأنه بهذا السؤال أصّل حججه التي سيستند اليها بالحوار 3- البوطي يحمل شهادة دكتوراة بالفلسفة لذلك نصيحتك للتيزيني وهو مجرد مفكر بجر البوطي لحقله الفلسفي لا تغني ولا تسمن من جوع لأنه مأكول مأكول 4- ايحاءك عن سبب الغاء المناظرة بجامعة دمشق غير مقبول وخصوصاً ذكرك ابتسامة المنتصر على وجهه بعد الالغاء وكأنه خائف من مناظرة شخص لا يرقى إلى البوطي من جميع الأوجه 5- أنا أكره البوطي بسبب موالاته للمجرم بشار وسكوته عن الحق .. ولكني أكره الظلم أكثر ولو كان في حق البوطي

    سوري

    ·منذ سنتين 4 أشهر
    البوطي رحمه الله أخطأ بوقوفه مع بشار ضد الشعب وللأمانة فالرجل صاحب علم لا أستطيع كشخص عادي انتقده وإنما فقط للعلماء حق في ذلك
7

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات