وبحسب صحيفة شبيغل الألمانية تم قراءة جرائم التعذيب التي يديرها النظام السوري ضد المتظاهرين منذ بدء الثورة السورية من قبل المدعية العامة وتم الحديث عن الجرائم التي تم محاكمتها في محكمة كوبلنز للعقيد أنور رسلان وإياد الغريب.
اللعب على الوتر الطائفي
بعد قراءة لائحة الاتهام بدأ المتهم علاء بالحديث عن نفسه وعن دراسته وشهادته وعن أنه من أسرة متعلمة ولم يكن في يوم من الأيام عسكرياً بل مدني حيث ظهر وهو يرتدي بدلة رسمية فاخرة وربطة عنق وبحلاقة شعر جديدة ليبين للقضاة أنه إنسان راقٍ ولطيف، فيما صدم قاضيان عندما ذكرت المدعية العامة أن المتهم قام بحرق أعضاء تناسلية لقاصر معتقل بعد أن سكب الكحول عليه.
وخلال جلسات التحقيق ذكر علاء أنه من الطائفة المسيحية وكرر هذا الكلام في الجلسة الأولى من المحكمة والتي ستستمر إلى 14 جلسة ليستجر عطف القضاة بأن المسيحيين أقلية وكانت تنعم بالأمان من قبل نظام أسد. ومن المقرر أن تكون الجلسة الثانية في 25 من الشهر الجاري، وقد كان مقررا أن تنتهي المحاكمة في آذار ولكن على الأرجح سيتم تمديدها، ويتوقع المراقبون والناشطون الحقوقيون أن علاء سيحصل على أقل تقدير حكماً بالسجن المؤبد.
المحكمة ستنظر بـ 18 اتهاماً
أورينت نت التقت الناشطة عليا والمقيمة في ألمانيا للحديث أكثر عن تفاصيل الجلسة الأولى حيث صرحت لأورينت نت بالقول، رغم ذكر المتهم علاء أنه من الطائفة المسيحية، لكنه ناقض نفسه عندما سأله القاضي هل تعرضت للاضطهاد في حمص وكان جواب المتهم لا.
وأضافت الناشطة عليا جزئية مهمة وهي تراجع المحكمة عن رفض بعض التهم في البداية حيث قبلت المحكمة مبدئياً 8 تهم فقط وبعد الاستئناف من قبل الادعاء العام وبقرار من محكمة "كارلسروه" تم قبول جميع التهم وهي 18 وزودتنا الناشطة بنص القرار الصادر عن محكمة العدل الفيدرالية رقم 006/2022، مبينة أن هناك 3 مدعين شخصيين حضروا الجلسة.
وبينت الناشطة أن القاضي مدد فترة الحجز للمتهم علاء بعد الكشف عن تواصله مع سفارة نظام أسد في برلين ونصح السفارة له بالهرب من ألمانيا، إذ كانت صحيفة دير شبيغل الألمانية نشرت في وقت سابق بأن المتهم علاء قبل القبض عليه تواصل مع سفارة نظام أسد ووصف المعارضين بالإرهابيين والمخربين والكلاب.
وأشارت عليا إلى أن علاء رده وأجوبته أثارت استغراب جميع الحضور كونه تحدّث عن نفسه ودراسته وكأن التهم لم يسمع بها من قبل وهو ليس له أي علاقة. وترى الناشطة عليا أن فائدة هذه المحاكمات للمجرمين الذين عذبوا معتقلين في سوريا هي ربما بسيطة وصغيرة تجاه العدالة والضحايا وعائلاتهم ولكن نأمل أن يتم محاكمة كل مجرمي الحرب في سوريا وأن تضغط ألمانيا على النظام السوري وألا تتعامل معه ويتم محاكمة المجرمين التابعين لنظام أسد في كل أوروبا بضغط من ألمانيا، كذلك أتمنى ألايتم ترحيل أي سوري على اعتبار أن سوريا بلد آمن.
أهمية محاكمة الطبيب الجلاد
ذكرت وسائل الإعلام الألماني: حسب الادعاء الألماني أن نظام أسد أدخل النظام الطبي في منهجية التعذيب والقتل والقمع ضد المتظاهرين السلميين وهذه نقطة مهمة لتعريف العالم حجم الإرهاب والقتل الذي تعرّض له الشعب السوري خلال ثورته، أيضاً صحيفة تاتز الألمانية ذكرت أن الممرضات في مشفى حرستا حقنت المعتقلين بمادة البوتاسيوم لقتلهم وتم دفنهم في مقابر جماعية وتم تسريب بعض ممن قتلوا ضمن صور قيصر المسربة والتي استخدمت كدليل في محكمة كوبلنز ضد أنور رسلان ومن الممكن أن تستخدم صور قيصر في محاكمة الطبيب الجلاد خاصة وأنه عمل في مشفى حمص العسكري 608 ومشفى المزة العسكري بدمشق 601 كذلك في مشفى تل كلخ.
من هو الطبيب الجلاد
ينحدر علاء الموسى من بلدة الحواش بوادي النصارى التابع لمحافظة حمص من مواليد 1985 درس الطب في جامعة حلب بين عامي 2003 و 2009.
عمل منذ بدء الثورة في المشافي العسكرية، جاء إلى ألمانيا عام 2015 بتأشيرة من سفارة ألمانيا في بيروت منحته الجمعية الطبية في ولاية سكسونيا لقب أخصائي عظام ولم يتم تمديد عقده كونه لايمتلك الخبرة الكافية، عمل في مركز تأهيل في مدينة كاسل إلى حين القبض عليه من قبل السلطات الألمانية في 2020 متزوج وله طفلان.
التعليقات (11)