وأفاد مراسل أورينت نت (زين العابدين العكيدي) أن الاشتباكات استمرت يوم أمس منذ الصباح وحتى ساعات المساء بوتيرة مختلفة بين الطرفين، حين جددت قسد محاولات اقتحامها للسجن بتعزيزات كبيرة استقدمتها وبمساندة من طيران التحالف الدولي الذي شن غارات عديدة على السجن.
وأضاف المراسل، أن قسد جددت دعوتها لمقاتلي التنظيم بتسليم أنفسهم قبل عملية الاقتحام، وزعمت أيضاً أن عشرات منهم سلّموا أنفسهم، كما أعلنت استسلام 300 عنصر من داعش كانوا متحصنين في السجن خلال الاشتباكات يوم أمس، بعضهم سلّموا أنفسهم في معهد المراقبة وورشة الخياطة، ونقلوا بثلاث حافلات إلى مدينة القامشلي، وبثت بعض الفيديوهات التي تدعم روايتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتُظهر التسجيلات المصورة الواردة من الحسكة ارتفاع وتيرة الاشتباكات التي استخدم فيها أسلحة متوسطة وثقيلة، ولا سيما القصف المدفعي والجوي على السجن، إضافة للغارات التي شنها الطيران الأمريكي أثناء عمليات الاقتحام.
مشاركة أمريكية خاصة
كما شاركت القوات الأمريكية وللمرة الأولى بقوات خاصة (مشاة) بعملية اقتحام السجن بعد استعصاء سجناء داعش ورفضهم مطالب التسليم، إضافة لقصف مكثف من طائرات التحالف (أباتشي) ودبابات (برادلي) الأمريكية التي قصفت السجن بعشرات القذائف.
وتشير المعلومات الواردة إلى أن عناصر داعش ما زالوا يتحصنون في المهاجع الشمالية لسجن الصناعة بحي غويران، وهي مهاجع تتسم بجدران سميكة ومسلحة تقدر بنصف متر وعمق متر ونصف المتر تحت الأرض، على عكس الأبنية المتبقة من السجن.
من جهته قال اللواء (جون برينان) قائد قوة المهام المشتركة "عملية العزم الصلب " التابع للتحالف الدولي تعقيباً على أحداث سجن غويران، "في هذه المحاولة اليائسة لإظهار الأهمية، لقد أصدر داعش حكماً بالإعدام على العديد من أفراده من الإرهابيين نتيجة لهذا الهجوم".
بدوره أعلن تنظيم داعش مقتل 12 من صفوف ميليشيا قسد وإصابة آخرين جراء الاشتباكات المتواصلة في محيط سجن غويران، إضافة لتدمير ثلاث مدرعات عسكرية، ونقلت وكالة "أعماق" عن مصادرها أن الاشتباكات متواصلة بوتيرة عالية لليوم الخامس على التوالي في محيط السجن مع زيادة القصف العشوائي الذي تشنه قسد والقوات الأمريكية.
مأساة المدنيين
وعلى الصعيد الإنساني، أعلنت الأمم المتحدة نزوح 45 ألف شخص في مدينة الحسكة إثر هجوم تنظيم داعش على سجن غويران والاشتباكات التي أعقبت ذلك في الأحياء المجاورة، فيما تواصل ميليشيا قسد حملات المداهمة والتفتيش للمنازل في أحياء المدينة لاعتقال مطلوبين لها بتهم مختلفة وخاصة التعاون مع داعش.
فيما تظاهر أهالي قرية الحنة الشرقية بمنطقة الشدادي بريف الحسكة يوم أمس، مطالبين ميليشيا قسد بالتفاوض مع تنظيم داعش بهدف إطلاق سراح أبنائهم الأسرى لدى التنظيم والذين خرجوا بتسجيلات مصورة قبل يومين وهم في قبضة التنظيم، حيث أمهل الأخير قسد أياماً للتفاوض حول الأسرى قبل إعدامهم.
كما تفرض ميليشيا قسد حظر تجول كلي منذ يوم الأحد في مدينة الحسكة وحذرت الأهالي الخروج من المنازل تحت أي ظرف، وبحسب مراسلنا اعتقلت الميليشيا بعض المدنيين الذي حاولوا الخروج للبحث عن الخبز والطعام واعتدت عليهم بالضرب بسبب خروجهم.
في حين اعتبرت وزارة الخارجية البريطانية أن هجمات داعش على سجن الصناعة هي محاولة يائسة لإعادة بناء قواته المستنزفة، وأكدت أن التحالف الدولي (وهي عضو فيه) عازم على ضمان فشل التنظيم بتحقق مسعاه.
التعليقات (6)