وكشفت موقع (كينت 59) التركي معلومات جديدة حول سقوط المروحية الأمريكية الأباتشي في منطقة "جنديرس" شمال حلب، بعد تنفيذها عملية إنزال كبيرة ضد زعيم داعش (أبو إبراهيم قرداش) والتي أدت إلى مقتله بصحبة 13 شخصاً آخرين معظمهم نساء وأطفال.
ووفق الرواية الجديدة التي نقلها الموقع عن وكالة الأناضول فإن المروحية سقطت بعد تعرضها لإطلاق نار شديد من قبل أحد عناصر التنظيم "الانتحاريين" الذي حاول بعد سقوط المروحية تفجير نفسه بالجنود الأمريكيين لكنه قتل قبل ذلك.
وكان الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أعلن أمس أن العملية ضد تنظيم داعش تمت بنجاح دون أن يتعرض الجنود الأمريكيون لأي إصابة، مضيفاً أن إحدى المروحيات التي شاركت بالعملية تعرضت لخلل فني ما أدى إلى سقوطها في إحدى المزارع شمال حلب ومن ثم تم تفجيرها من قبل الجيش الأمريكي.
وبحسب ما أدلى به مسؤول أمريكي للصحافة فإن إحدى المروحيات المشاركة في العملية بإدلب هبطت في محيط بلدة جنديرس بريف عفرين وتم تدميرها بسبب عطل فني، في حين أظهرت لقطات الفيديو حطام الطائرة المروحية التي تفككت بالكامل وتكسرت إلى قطع صغيرة باستثناء بعض الأجزاء.
روايات متناقضة
وليست رواية سقوط المروحية هي فقط التي مُلئت بالتناقض بل ما حدث أيضاً أثناء العملية والعدد الكبير من الضحايا الذين زعمت واشنطن أنه ناتج عن تفجير "أبو إبراهيم قرداش" نفسه من خلال حزام ناسف مليء بالقنابل ما أسفر عن حدوث دمار كبير وانهيار الطابق الثالث من البناء الموجود في مدينة أطمة الحدودية مع تركيا.
عناصر من الأمن المحلي الموجودين في إدلب ذكروا أيضا للأناضول أن الجنود الأمريكيين أسروا أحد الأشخاص في المنزل حياً وأخذوه معهم أثناء العملية، الأمر الذي لم يذكره بيان الخارجية الأمريكية حول العملية مدّعين أن جميع من في المنزل قد قتل، في حين لم تشر عناصر الأمن المحلي الى هوية الشخص المأسور ومدى ارتباطه بزعيم داعش المقتول.
جيران وشهود
وذكرت فرق الدفاع المدني في إدلب أنه تم انتشال جثث 13 شخصاً من تحت أنقاض المنزل بينهم 6 أطفال و4 نساء جميعهم قضوا بالعملية الأمريكية المفاجئة في مخيم أطمة، فيما ذكرت شاهدة عيان بحسب فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أن الأمريكان اصطحبوا معهم مترجماً عراقياً أثناء الهجوم وقاموا باقتحام منزلها في الطابق الأول من البناء المستهدف.
وتابعت الشاهدة التي رفضت الكشف عن اسمها، أن القوات الأمريكية طلبوا منها الخروج بعد أن اعتقلوا زوجها وابنها فرفضت واحتمت داخل البيت فقام الجنود بإطلاق قذائف صاروخية تسببت بإصابتها بذعر شديد وخروجها مع أولادها إلى خارج المنزل، مضيفة أنه تم تقييد أيديهم واقتيادهم إلى مكان بعيد بين الأشجار للتحقيق معهم حول هوية الموجودين بالبناء.
اعترافات الشاهدة جاءت بعكس الرواية الأمريكية التي حاولت تصوير الأمر على أنه مجرد عملية اقتحام ومحاصرة لمطلوبين أمنيين ولم يتم استخدام طائرات حربية خوفاً من وقوع ضحايا مدنيين، فيما الحقيقة مغايرة تماماً ولاسيما بعد مقتل 13 شخصا بينهم 6 أطفال و4 نساء.
اليونيسيف تدين قتل أمريكا للأطفال
وحول سقوط ضحايا أطفال أكدت منظمة اليونيسف مقتل ستة على الأقل وإصابة طفلة بجراح بالغة خلال الليلة الماضية في بلدة أطمة الحدودية بسبب ما سمته العنف الشديد.
وفي تقرير صادر عن "بيرتراند بينفيل" القائم بأعمال المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط بيّن أن العنف الذي حدث تسبب بإلحاق أضرار جسيمة بالمناطق المأهولة بالمدنيين، مؤكداً أن المنطقة التي يعيش فيها نحو 1.2 مليون طفل بحاجة ماسة إلى المساعدة وأن العائلات بالمنطقة هي عائلات نازحة فرّت من العنف في مناطق أخرى من سوريا.
ولفت تقرير المنظمة إلى أنه خلال العام الماضي كان هناك حوالي 70 في المئة من الانتهاكات الجسيمة التي سجلت ضد الأطفال في سوريا في منطقة الشمال الغربي (إدلب) في وقت تشهد فيه المنطقة أحوالاً جوية سيئة وهبوطاً قياسياً في درجات الحرارة وصلت إلى ما تحت الصفر، الأمر الذي تسبب بوفاة 5 أطفال خلال الأسبوعين الماضيين.
التعليقات (21)