لليوم الثالث.. السويداء تواصل الانتفاضة ضد الأسد والأعداد في تزايد

واصل أهالي السويداء انتفاضتهم الشعبية ضد نظام أسد وحكومته بمظاهرات غاضبة تنددد بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية إلى أدنى مستوياتها، ومترافقة بعصيان مدني يهدف لإجبار النظام على الاستجابة لمطالب المحتجين.

وقال الصحفي المحلي (حمزة المختار) لأورينت نت، إن الاحتجاجات تجددت منذ ساعات الصباح في قرى وساحات السويداء "في تزايد ملحوظ لأعداد المشاركين في المظاهرات، لا سيما رجال الدين والنساء والأطفال"، بالتوازي مع إغلاق الطرقات الرئيسية والفرعية، وكذلك تعطيل الدوائر الحكومية الرسمية.

فيما ذكرت شبكة "السويداء24" أن العشرات تجمعوا في ساحة السير وسط السويداء من كافة الفئات وبحضور أفراد جماعات محلية مسلحة لحماية المظاهرات، وأوضحت أن "المحتجين أغلقوا الطريق إلى دمشق جزئياً، حيث يُفتح الطريق كل ربع ساعة أمام حركة المارة، مع استثناء الطلاب والحالات الإسعافية والسماح لهم بالمرور مباشرة".

وندد المحتجون بسياسة حكومة أسد تجاه الوضع المعيشي المتردي وقضية وقف الدعم الحكومي عما يسمى "البطاقة الذكية" وسياسة التجويع المتبعة تجاه السوريين بمناطق سيطرة نظام أسد، والفساد الحكومي وأساليب القمع والاضطهاد تجاه معارضيها.

"يا سويدا مابدا سكوت"

ونشرت "السويداء24" فيديوهات للمظاهرات الشعبية الغاضبة وسط الساحات العامة، إحداها لامرأة تهتف في جموع المتظاهرين لمواصلة الحراك الشعبي ضد أسد وحكومته وقالت: "ياسويداء ما بدا سكوت.. بدنا نعيش..بدنا نعيش.. لا للذل.. لا للقتل، بدنا نعيش بكرامة..وبعزو وبشهامة".

فيما هاجم أحد المتظاهرين الاحتلال الروسي والإيراني الداعمين لنظام أسد وقال بحسب تسجيل مصور: "عم نطالب بسوريا لكل مواطن سوري" و"شعارنا الدين لله والوطن للجميع"، وأضاف: "لا منخاف لا من روسيا ولا إيران".

في الأثناء، أغلقت معظم الدوائر الحكومية أبوابها أمام المراجعين في السويداء استجابة للعصيان المدني الذي دعا إليه أهالي السويداء، ولا سيما "مركز خدمة المواطن والمكتب القنصلي بالسويداء وعدد من المحال التجارية".

انتفاضة مستمرة

وبدأت محافظة السويداء الأحد الماضي، انتفاضة شعبية في وجه نظام الأسد وحكومته، في عصيان مدني تخلله قطع للطرقات الرئيسية ودعوات لإغلاق الدوائر الرسمية، احتجاجاً على تردي الوضع الاقتصادي والخدمي وتفشي الفقر والبطالة بشكل كبير بسبب فساد مسؤولي أسد وحكومته، ولا سيما قطع الدعم الحكومي عن المواطنين.

ويأمل المتظاهرون بتنفيذ عصيان مدني شامل وبشكل سلمي في جميع قرى ومناطق السويداء ويشمل كافة مؤسسات ودوائر الدولة والأسواق والمحلات التجارية والطرقات الرئيسية، باستثناء الحالات الإسعافية والاضطرارية، بهدف الوصول إلى غايتهم والضغط على نظام أسد ومسؤوليه للاستجابة لمطالب المحافظة بشكل كامل، مقابل التلويح بخيار العصيان والمظاهرات المستمرة.

وكانت حركة رجال الكرامة حذرت في بيان أصدرته قبل أيام من انفجار الأوضاع في المنطقة وقالت في البيان: إن لمثل هذه القرارات آثاراً سلبية خطيرة تثير الريبة من خلال دأب الحكومات المتعاقبة على إصدارها منذ اندلاع الحرب في سوريا بحجة رفد الخزينة العامة للدولة بأموال أبناء الشعب من خلال رفع قيمة الضرائب والرسوم الجمركية الخيالية ورفع أسعار المحروقات بشكل متتالٍ وجنوني مع تردٍّ كبير في كافة القطاعات الخدمية، وتغاضٍ مقصود وتسترٍ واضح على الفساد المستشري والمتعاظم في كافة مؤسسات الدولة.