بعد تقدمها لمواقع هجومية بأوكرانيا.. روسيا تؤكد أن مساعي الحل لم تستنفد نهائيا

بعد تقدمها لمواقع هجومية بأوكرانيا.. روسيا تؤكد أن مساعي الحل لم تستنفد نهائيا
ما تزال فرصة اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية قائمة في ظل الحشود العسكرية المتزايدة في المنطقة وما يرافقها من تصريحات ومعلومات استخباراتية غربية، ولا سيما الأنباء الواردة عن إصابة جنود أوكرانيين برصاص روسي، وسط محاولات دبلوماسية حثيثة للحلول دون اندلاع الحرب التي ستنعكس بنتائج كارثية على جميع الأطراف وفق محللين.

ورغم تحديد الولايات المتحدة موعداً "محتملاً" لبدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، وما سبقه من إخلاء عشرات الدول لمواطنيها وموظفيها من أوكرانيا، فإن الحراك الغربي على المستويين العسكري والدبلوماسي أجبر موسكو على خفض سقف "عنجهيتها" ولا سيما قبول الرئيس بوتين ووزرائه "شيئاً ما" بمسار التفاوض والابتعاد عن لغة التهديد والمعارك التي يلوّحون بها، خاصة أن الموقف الروسي أصبح في وضع حرج أمام المجتمع الدولي، ولا سيما المخاوف من وقوع "الدب الروسي" في مستنقع الاستنزاف العسكري والسياسي.

وقال الكرملين في جملة تصريحات أمس، إن الحل الدبلوماسي مع الغرب لا يزال ممكناً بشأن الأزمة الأوكرانية، حيث ظهر الرئيس الروسي فلاديمير ضمن "مسرحية مربكة" وهو يسأل وزير خارجيته سيرغي لافروف في لقاء تلفزيوني بينهما إذا كانت هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق مع الغرب "أم إن الدبلوماسية محاولة لجرنا إلى مفاوضات لا نهاية لها"، ورد لافروف قائلاً: إن "المساعي لم تستنفد نهائياً، ولكن لا ينبغي أن تستمر إلى ما لا نهاية، ولكن أقترح المواصلة لاستنفادها".

شرارة متوقعة

لكن بالرغم من تلك المتغيرات الدبلوماسية، أعلنت وسائل إعلام منها "الجزيرة"، إصابة جنديين أوكرانيين جراء إطلاق نار "نفذه الانفصاليون الموالون لروسيا في إقليم دونباس"، الأمر الذي لم تعلق عليه كييف بشكل رسمي حتى الساعة، وسط مخاوف دولية أن تكون تلك شرارة الحرب بين الطرفين.

حراك دبلوماسي وتحذيرات غربية

ويعتزم المستشار الألماني أولاف شولتز، اليوم، زيارة العاصمة الروسية موسكو للقاء الرئيس بوتين في محاولة للتوصل إلى حل يمنع نشوب الحرب وتخفيف التوتر بين الطرفين، وذلك بعد لقاءات جمعته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكذلك وزير الخارجية البريطاني، ليز تروس، ولقاءات أخرى مع المسؤولين الأوكرانيين.

في الأثناء تواصل الولايات المتحدة التحذير من غزو روسي وشيك لأوكرانيا مرتبط بمعلومات استخباراتية، ولا سيما حجم الحشود والمناورات الروسية على الحدود مع أوكرانيا، حيث توقّع البيت الأبيض أن يبدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا "خلال نهاية الأسبوع" مع لحظه لزيادة في الحشود الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، وقالت كارين بيير نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض أمس، إن روسيا لا تزال تحشد مزيداً من القوات على حدودها مع أوكرانيا.

وأضافت بيير: "على الرغم من الكثير من التكهنات بأن الغزو قد يحدث بعد الأولمبياد (الشتوي في الصين)، لا يزال من غير الواضح ما هو المسار الذي ستختاره روسيا، لكن الولايات المتحدة جاهزة لجميع الاحتمالات".

كما ذكرت "سي بي إس" (CBS) الأمريكية أن صور الأقمار الاصطناعية "تظهر تحرك القوات الروسية من نقاط تجمعها إلى مواقع هجومية، فيما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين أنهم حصلوا على معلومات استخباراتية تفيد بأن روسيا تدرس بدء الغزو العسكري المحتمل ضد أوكرانيا الأربعاء المقبل.

وأعلنت واشنطن أمس أنها قررت نقل سفارتها في أوكرانيا من العاصمة إلى مدينة لفيف غرب البلاد وقال وزير الخارجية، أنتوني بلينكن: "نحن بصدد نقل أعمال سفارتنا في أوكرانيا من كييف إلى مدينة لفيف، بسبب الحشد العسكري الروسي، المتسارع على الحدود".

وأضاف بلينكن أن "السفارة ستستمر في تواصلها مع الحكومة الأوكرانية وفي تنسيق التعاون الدبلوماسي في أوكرانيا"، وسط دعوات متجددة للمواطنين الأمريكيين بمغادرة الأراضي الأوكرانية على الفور.

"الوضع خطر"

من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: إن الغزو الروسي لأوكرانيا "قد يحدث خلال الـ48 ساعة القادمة، الوضع خطر وصعب للغاية.. نحن على حافة الهاوية لكن لا يزال هناك وقت للرئيس بوتين للتراجع".

بدوره أعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان في تصريحات لقناة "فرانس 5" أن "كل العناصر متوافرة لتشن روسيا هجوماً واسعاً على أوكرانيا، وأضاف لودريان: "هل اتخذ الرئيس (فلاديمير) بوتين قراراته بشأن شن عملية أم لا؟ برأيي، لا شيء يشير إلى ذلك اليوم".

وتشهد العلاقات بين كييف وموسكو توتراً متصاعداً منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".

وتتهم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، روسيا بحشد قوات قرب الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنت هجوماً على أوكرانيا.

التعليقات (2)

    ياخسارتك ياسوريا

    ·منذ سنتين شهرين
    الروسي مصاب بجوع مزمن بكل الأحوال ماراحت إلا على الشعب السوري طبعا بسبب استبداد نظام الأسد وخياناته ومؤيديه وغبائهم وتخلفهم العقلي وطائفيتهم المتجذرة في نفوسهم الجائعة والمريضة. الروس يبتلعوا سوريا خطوة خطوة والاريارنة مستمرين بغرز مسامير جحا على مساحة سوريا طولا وعرضا والأسد يقهقه في قصر المهاجرين.

    ر امي

    ·منذ سنتين شهرين
    سؤال ل اورينت و المحللين العسكريين ...هلق منيحة لسوريا اذا قام المجرم بوتين بالحرب على أوكرانيا؟؟ لانه اكيد حيتشغل و يضعف قوته و كمان ينهار الاقتصاد الروسي الضعيف اصلا من وراء العقوبات الاقتصادية الجديدة عليه... يعني يمكن يقبل او يضطر انه يتخلى عن بشار البهرزي ... بس من الجهة الأخرى يكون الخطر انه إيران تكون القوى العاملة الوحيدة في سوريا ...شو رايكم؟
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات