وأفاد موقع "جنوبية" اللبناني، أمس، أن "حزب الله" رعى اللقاء الذي تنظمه "جمعية الوفاق" البحرينية الموالية لإيران، في قاعة (رسالات) في دويلته الخاصة بالضاحية الجنوبية، بعد منع إقامة اللقاء في فندق على طريق المطار في بيروت.
ونشر الموقع صوراً توثّق إقامة المؤتمر للوفد البحريني في مناطق نفوذ الحزب، ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية اللبنانية "وقفت عاجزة أمام استباحة حزب الله لقراراتها الداخلية وعلاقاتها العربية"، حيث انتهى اللقاء دون أي مساءلة أو محاسبة من الحكومة اللبنانية، رغم الخطورة التي تشكّلها تلك الخطوة على العلاقات اللبنانية الخليجية.
وتضمّن اللقاء بين الذراعين "الإيرانيتين" تصريحات استفزازية ضد دول الخليج أطلقها مسؤولو حزب الله من داخل المؤتمر، حيث قال عضو (المجلس السياسي) في الحزب والوزير السابق "محمود قماطي" في تصريحات معادية للبحرين: إن “الشعب البحريني، حافظ على السلمية في تحركه، بينما السلطة والنظام البحريني، قام بالسجن والتعذيب والتطويق، إضافة إلى نزع الجنسية عن المواطن البحريني”.
بدوره علّق وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي، على خطوة "حزب الله" الاستفزازية قائلاً: “على الجميع أن يعي أننا عرب نحن وسنبقى عرباً، فكيف يمكن بندوة أو مؤتمر أن تحقق مصلحة وطن تداعى لعزّته ونصرته الأشقاء، بينما يتركه البعض في الداخل مسرحاً لبثّ التحريض على روح الانتماء”؟.
أومر حكومية سابقة
وكان المولوي وجّه كتاباً إلى المديرية العامة للأمن العام للمطالبة في كانون الأول الماضي، باتخاذ "كافة الاجراءات والتدابير الآيلة إلى ترحيل أعضاء جمعية الوفاق البحرينية (المعارضة) من غير اللبنانيين إلى خارج البلاد"، وذلك بسبب تصريحات معادية لبلادهم انطلقت من أراضيها، في خطوة لبنانية لاسترضاء مملكة البحرين، وإصلاح الأزمة مع دول الخليج العربي بشكل عام.
جاء ذلك على خلفية مؤتمر صحفي عقدته الجمعية البحرينية المعارضة في بيروت، وأطلقت من خلاله تصريحات معادية للبحرين ومحابية لمشروع نظام الملالي الإيراني، الأمر الذي أدانته الحكومة اللبنانية وقالت في بيان إن رئيس مجلس الوزراء، نجيب ميقاتي، "طالب بالتحقيق الفوري في ما حصل ومنع تكراره واتخاذ الإجراءات المناسبة"، مؤكداً رفضه استخدام لبنان للإساءة أو التطاول على الدول العربية بشكل عام ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، ولا سيما مملكة البحرين".
وتزامنت تلك الخطوة مع أزمة غير مسبوقة بين لبنان والدول الخليجية بسبب تصريحات معادية أطلقها وزير الإعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي في الفترة الماضية، وأدت لقطيعة خليجية كاملة مع لبنان على المستوى السياسي والاقتصادي، وسط حراك دبلوماسي مكثف لإعادة المياه إلى مجاريها بين الطرفين.
ويصرّ "حزب الله" على تحويل لبنان إلى دويلة إيرانية تطبيقاً لمشروع أسياده في طهران، ويعتبر نفسه "المندوب" الإيراني الأول بالمنطقة العربية، ولذلك يسعى جاهداً لدعم ميليشيات إيران في كل من سوريا واليمن والعراق، وآخرها محاولة تحويل مناطق نفوذه لأرض خصبة للأذرع الإيرانية، رغم الخطورة الناجمة عن تلك الخطوات التي تهدد مستقبل لبنان وشعبه.
التعليقات (3)