قمة مرتقبة بين روسيا وأوكرانيا بتركيا.. وموسكو تقاطع جلسات محكمة العدل الدولية

اختتمت أمس الإثنين، في مدينة بريست البيلاروسية الجولة الثالثة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، مع إحراز بعض التقدم بشأن الاتفاق على الإجراءات اللوجستية لإجلاء المدنيين، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق عام بشأن إنهاء الحرب.

 

إجلاء المدنيين

وقالت خلية وزارة الدفاع الروسية المكلفة بالعمليات الإنسانية في أوكرانيا في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية مساء إن "روسيا الاتحادية تعلن وقفا لإطلاق النار اعتبارا من الساعة العاشرة بتوقيت موسكو (07,00 ت غ) يوم الثامن من مارس/آذار" بهدف إجلاء مدنيين أتوا من كييف، وكذلك من مدن سومي وخاركيف وتشيرنيغيف وماريوبول.

 

وفي ختام الجولة الثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية مساء الإثنين، أعلن الأوكرانيون عن تحقيق "بعض النتائج الإيجابية" حول الممرات الإنسانية فيما رأى الروس أنها لم تكن "بمستوى التطلعات".

والإثنين الماضي، انطلقت في منطقة "غومل" الحدودية بين أوكرانيا وبيلاروسيا مباحثات بين وفد كييف المفاوض ونظيره الروسي بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن لم يتوصل الجانبان لأية نتيجة.

ثم انطلقت جولة ثانية من تلك المفاوضات، الخميس، في مدينة "بريست" الحدودية في بيلاروسيا، تم الاتفاق خلالها على إنشاء ممرات انسانية.

 

ممرات إنسانية

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها ستوقف إطلاق النار مؤقتا لفتح 6 ممرات إنسانية تسمح بخروج المدنيين في مدن أوكرانية عدة، لكن السلطات الأوكرانية استبعدت تحقيق ذلك في الوقت الذي تواصل فيه القوات المهاجمة ومحاولتها التقدم.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها ستفتح الممرات من كييف وماريوبول وخاركيف وسومي باتجاه مدن أخرى، وأشارت إلى أن ذلك يأتي استجابة لطلب شخصي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبالنظر إلى الوضع الحالي في تلك المدن.

من جهتها، استنكرت أوكرانيا المقترح الروسي لأنه يدفع المواطنين الأوكرانيين للمغادرة إلى بيلاروسيا أو روسيا، وقالت إن الإجلاء قد لا يتم.

 ووصف المتحدث باسم الرئيس الأوكراني المقترح الروسي بأنه "غير أخلاقي بالمرة"، وقال إن الأوكرانيين ينبغي أن يسمح لهم بالخروج عبر أراضٍ أوكرانية، متهماً روسيا بعرقلة محاولات الإجلاء السابقة عمداً.

 

وساطة تركية

من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن أنقرة تعمل على وساطة من أجل التوصل لوقف إطلاق النار عبر قمة ثلاثية تجمع أوكرانيا بروسيا، وأضاف الوزير أن وزيرَي خارجية روسيا وأوكرانيا سيلتقيان بوساطة تركية لإجراء مباحثات بمدينة أنطاليا في 10 مارس/آذار.

من جانبها، أكدت الخارجية الروسية عقد لقاء بين وزيرَي خارجية روسيا وأوكرانيا على هامش منتدى أنطاليا الخميس المقبل.

بدوره، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بكين مستعدة للقيام بالوساطة اللازمة لحل الأزمة الأوكرانية، مؤكدا أن المفاوضات يجب أن تستمر بين الجانبين الروسي والأوكراني.

 

جهود لمحاكمة روسيا

من جهتها، بدأت محكمة العدل الدولية بلاهاي أولى جلساتها للنظر في طلب كييف اتخاذ إجراءات عاجلة لدفع روسيا إلى وقف عملياتها العسكرية داخل الأراضي الأوكرانية.

ونفت أوكرانيا أمام المحكمة (التي قاطعت روسيا جلساتها) اتهامات روسيا لها بارتكاب إبادة في منطقتي لوغانسك ودونيتسك، والتي كانت مبرر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقال ممثل أوكرانيا في محكمة العدل الدولية إن روسيا تكذب عندما تقول إن الحرب هدفها وقف جريمة الإبادة الجماعية، وأضاف أن أوكرانيا تواجه حربا عدوانية تعرض حياة الملايين للخطر ،متهما روسيا بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية.

أزمة إنسانية

حتى اليوم وصل أكثر من 1.7 مليون لاجئ إلى بولندا منذ بدء الحرب على أوكرانيا. وبحسب الأمم المتحدة فإن هناك توقعات بزيادة أعداد المغادرين "إلا إذا حدث وقف فوري للصراع في أوكرانيا".

وأظهرت أحدث بيانات أصدرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن نحو 1,7 مليون شخص غادروا أوكرانيا عقب الغزو الروسي. وخلال يوم، شهد هذا الرقم زيادة بواقع 200 ألف شخص. وقالت الوكالة في تغريدة إنه من المتوقع مغادرة ملايين أخرى البلاد في الأيام المقبلة، "إلا إذا حدث وقف فوري لهذا الصراع.