واشنطن تتحدث عن انتهاك جديد لروسيا.. ومنظمة الصحة تطالب كييف بتدمير مختبراتها البيولوجية

أكدت الولايات المتحدة أن تجنيد روسيا سوريين للقتال في أوكرانيا يعدّ تصعيدا خطيرا، ويزيد من حدة الصراع المستمر منذ 24 شباط الماضي، في حين أعلنت شركتا "فيسبوك" و"يوتيوب" عن قرارات جديدة ضد الغزو الروسي لأوكرانيا.

يأتي ذلك بينما تتواصل المعارك في اليوم السابع عشر من الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا في عدة محاور، أبرزها محيط العاصمة كييف بالإضافة إلى مدينتي ماريوبول في الجنوب وخاركيف في الشرق.

انتهاك جديد

قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في مؤتمر صحفي، إننا لا نتأكد من صحة أن روسيا قامت بجلب مرتزقة سوريين إلى أوكرانيا، وإن صحّت ستكون انتهاكا جديدا.

وأكد أن روسيا تستغل مجلس الأمن في نشر الأكاذيب، مشيرا إلى أن واشنطن فرضت بالتعاون مع حلفائها في مجموعة السبع عقوبات جديدة على موسكو تشمل 12 من أعضاء مجلس الدوما وحظر استيراد المنتجات الفاخرة.

كما أعلن برايس أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على زوجة المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف وأطفاله البالغين.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية "ا ف ب" فقد أعلن الكرملين أمس أنه سيُسمح لهؤلاء المتطوعين والمرتزقة بالقتال في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية، في حين أكد الناطق باسم الكرملين "دميتري بيسكوف" أن وزير الدفاع الروسي بيّن أن معظم المتطوعين هم مواطنون من دول في الشرق الأوسط وسوريون.

يذكر أن التلفزيون الأوكراني نشر قبل أيام صور قلائد تابعة لعناصر من نظام أسد ومرتزقة مجموعة "فاغنر" الخاصة، الذين قتلوا في المعارك الدائرة قرب العاصمة الأوكرانية كييف، تُظهر تورّطهم بشكل كبير بدعم الجيش الرّوسي في غزوه للبلاد.

بالمقابل اتهم  الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جيش الاحتلال الروسي الذي هاجم بلاده باستخدام من سماهم مرتزقة سوريين (في إشارة إلى ميليشيات أسد) لا يميزون من يتحدث أي لغة أو إلى أي كنيسة أو حزب ينتمي بالمشاركة بالمعارك الدائرة بالبلاد من أجل القتال فقط.

وبيّن زيلينسكي أن القوات الروسية اعتقدت أنها ستهزم الأوكرانيين وأن جيوشها ستُستقبل بالزهور في شوارع كييف، لكن ما حدث كان العكس، مؤكداً أنه سيفعل أي شيء لتحرير البلاد، وأن موسكو في الحقيقة لا يهمها مقتل الآلاف من جنودها لهذا جاءت الآن بفكرة جلب السوريين كمرتزقة ضد الشعب الأوكراني

"ميتا" و"يوتيوب" تدخلان على خط المواجهة

وفي سياق منفصل، أعلنت شركة ميتا (فيسبوك) في بيان، أن قرارها بتعديل سياسات المضمون مؤقت ومرتبط بالوضع الاستثنائي وبحق الأوكرانيين في التعبير.

وأشارت إلى أن سياساتها تركز على حق الناس في التعبير كوسيلة للدفاع عن النفس في وجه أي غزو لبلادهم، موضحة أنه لو طبقنا المعايير الاعتيادية لكان علينا إزالة تعبيرات المقاومة التي ينشرها الأوكرانيون.

بدوره، أعلن موقع يوتيوب، الجمعة، حظر قنوات وسائل الإعلام الروسية التي تمولها الدولة على مستوى العالم.

وقال يوتيوب، في بيان، إن قرار الحظر تم تطبيقه على الفور، وأضاف: "تحظر إرشاداتنا المحتوى الذي ينكر أو يقلل أو يهزأ من أهمية أحداث العنف الموثقة جيدا".

وتابع البيان: "سنزيل المحتوى المتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا الذي ينتهك هذه القواعد"، وأضاف: "سنحظر أيضا بأثر فوري القنوات المرتبطة بوسائل الإعلام التي تمولها الدولة الروسية، في جميع أنحاء العالم".

وقال يوتيوب، عبر حسابه على تويتر، إنه بدأ حظر قنوات روسيا اليوم ووكالة سبوتنيك في جميع أنحاء أوروبا، وأضاف أنه اتخذ بالفعل العديد من الخطوات منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأوضح يوتيوب أنه قام بتقليل التوصيات للقنوات الإعلامية الروسية التي تمولها الدولة وكذلك أرباح تلك القنوات على مستوى العالم.

وأكد الموقع أنه "يعمل على إزالة المحتوى المخالف بسرعة"، وذكر أنه أزال مئات القنوات والآلاف من مقاطع الفيديو لـ"انتهاكها الإرشادات، بما في ذلك السياسات المتعلقة بالخداع والمعلومات المضللة ".

وأوضح يوتيوب بشأن عمليات البحث عن موضوعات تتعلق بروسيا وأوكرانيا أنه "سيتم تقديم محتوى إخباري موثوق به كما ستعرض معلومات أسفل مقاطع الفيديو التي تنشر من قبل قنوات ممولة حكوميا".

الأسلحة البيولوجية على طاولة مجلس الأمن

على صعيد آخر، عقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، جلسة طارئة بطلب من روسيا لبحث ملف الأسلحة البيولوجية بأوكرانيا، في حين أوصت منظمة الصحة العالمية كييف "بشدة" بتدمير "الجراثيم الخطيرة جدا المسببة للمرض" في مختبراتها.

وتتهم روسيا أوكرانيا بأنها تدير بالتعاون مع واشنطن مختبرات في البلاد بهدف إنتاج أسلحة بيولوجية، تشمل مسببات لأمراض فتاكة مثل الطاعون والجمرة الخبيثة عن طريق الطيور المهاجرة بين أوكرانيا وروسيا.

وفي مستهل الجلسة، قال المندوب الروسي بمجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا إن لدى بلاده وثائق تؤكد وجود 30 مختبرا بيولوجيا تضم مواد خطيرة كالجمرة الخبيثة والكوليرا، وإن نتائج المختبرات البيولوجية التي تجرى بأوكرانيا كانت ترسل إلى الولايات المتحدة.

بالمقابل، نفت مندوبة الولايات المتحدة ليندا توماس غرينفيلد وجود أي برنامج أسلحة بيولوجية لدى أوكرانيا، أو وجود مختبرات بيولوجية أوكرانية تدعمها واشنطن.

وأضافت أن لروسيا سجلا في انتهاك القانون الدولي واستخدام أسلحة بيولوجية وكيميائية، وأن بلادها قلقة من الذريعة التي تبحث عنها موسكو لأعمالها في أوكرانيا عبر الدعوة لهذه الجلسة لمجلس الأمن، معبرة عن خشيتها من أن يكون ذلك "ذريعة" لشيء جار تنفيذه.