في مشهد سريالي غير متوقّع على أرض بلد أوروبي، يردّد مسلحون شيشانيون مُلتحون خلال تسجيلٍ مصور صيحات التكبير والتهليل بعد إطلاق سيل من القذائف الصاروخية نحو هدف على إحدى جبهات القتال داخل أوكرانيا.
لكن على غير المعتاد، تؤكد وسائل إعلام غربية أن أولئك المسلحين ليسوا من قوات قاديروف، طفل بوتين المدلَّل، بل على العكس يحاربون القوات الروسية جنباً إلى جنب مع القوات الأوكرانية.
أما عن هوية وتوجّهات تلك القوة المسلحة فتقول وكالة “Visegrád 24” إن أولئك المتطوعين ما هم إلا جنود شيشانيون يتبعون ما يسمى "كتيبة الشيخ منصور" ويقاتلون في الجانب الأوكراني بالقرب من كييف.
الوكالة ذاتها تحدثت عن اللمسة السريالية في ذلك التسجيل، مشيرة إلى احتمال أن تكون تلك القوات الشيشانية تواجه على الأراضي الأوكرانية قوات شيشانية أخرى تابعة لروسيا وقاديروف.
من هي كتيبة "الشيخ منصور"؟
لم تكن كتيبة “الشيخ منصور” وليدة الغزو الروسي الأخير بل يعود وجودها على الأراضي الأوكرانية لسنوات مضت، وبالتحديد إلى العام 2014 حينما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم ودعمت الانفصاليين في إقليم دونباس، ما حدا بأوكرانيا إلى استقطاب كتائب إسلامية قوقازية مناوئة لروسيا أبرزها كتيبة “الشيخ منصور” الشيشانية.
تحمل الكتيبة المؤلفة من مقاتلين شيشان وأذريين وأنغوش وتتار اسم “الشيخ منصور” أحد أبرز رموز المقاومة الشيشانية في القرن الثامن عشر، فيما يقودها شخص يدعى مسلم شبرلوفسكي.
قاتلت الانفصاليين الموالين لروسيا والمرتزقة الروس في منطقة ماريوبول من العام 2015 ولغاية 2019 حينما سلّمت أسلحتها رسمياً للسلطات الأوكرانية استجابة لطلب الأخيرة، وذلك تمهيداً لما يُعرف بمباحثات رباعية نورماندي التي شملت أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا.
ورغم وجود تلك الكتيبة لسنوات على الأراضي الأوكرانية إلا أن علاقتها بالسلطات كانت دائماً موضع شدّ وجذب، حيث استثنت كييف عدداً من أفراد الكتيبة من وعود الحصول على الجنسية الأوكرانية مقابل مساعدتهم الحاسمة في الصراع، كما فرضت على عدد منهم عقوبات مفاجئة تركتهم في وضع لا يُحسَدون عليه.
ووفقاً لتصريحات سابقة لقائدها، فقد قاتل عدد من أفراد الكتيبة ضد ميليشيات الأسد في السنوات الأولى من الثورة السورية قبل الانتقال إلى أوكرانيا، كما قاتلت الكتيبة الإسلامية إلى جانب كتيبة آزوف اليمينية، والتي تُتَّهم بالنازية من قِبل موسكو.
التعليقات (0)