كشفت المخابرات الأوكرانية أن روسيا (حليفة ميليشيا أسد) فشلت في تجنيد مقاتلين من صفوف ميليشيا "اللواء الثامن" التابعة لـ (الفيلق الخامس الروسي) العامل في محافظة درعا جنوب سوريا، وذلك للقتال في صفوفها في الغزو العسكري للأراضي الأوكرانية.
وقالت المخابرات الأوكرانية، أمس، إن اجتماعاً عُقِد في محافظة درعا قبل يومين (22 آذار الحالي) بين الجنرال الروسي، ألكسندر زورافليوف، والقيادي في ميليشيا (الفليق الخامس) العقيد نسيم أبو عرة، بهدف إقناع الأخير بتجنيد مقاتلين من صفوف ميليشياته لمصلحة الجيش الروسي في أوكرانيا.
وأوضح التقرير أن الجنرال الروسي "قدّم قائمة بأسماء ومعلومات لمقاتلين ضمن (اللواء الثامن) التابع لـ "الفيلق الخامس" المدعوم روسيّاً في سوريا، للمشاركة في الحرب الروسية ضد أوكرانيا، لكن العقيد أبو عرة "لم يقدّم إجابة واضحة، بل وعد بالتواصل بعد التشاور مع ممثلين آخرين عن إدارة اللواء الثامن".
واعتبرت المخابرات الأوكرانية أن روسيا فشلت في استقدام مرتزقة من صفوف الميليشيا التي أسّستها وتدعمها في سوريا للقتال لجانب جيشها في أوكرانيا، وقال التقرير: "معظم العسكريين السوريين غير مستعدّين للمخاطرة بحياتهم من أجل الأمن المالي الأوّلي".
نفي سابق
وحاولت أورينت التواصل مع مصادر مطلعة في درعا للوقوف على المعلومات الواردة في تقرير الاستخبارات الأوكرانية، لكنها لم تستطع الوصول لمعلومات قطعية حول رفض ميليشيا "اللواء الثامن" العروض الروسية لتجنيد مقاتليها في أوكرانيا، وفي الوقت نفسه رجّح ناشطون إعلاميون في درعا صحة تلك المعلومات، ولا سيما أن (اللواء الثامن) نفى سابقاً إرسال مقاتلين من صفوفه للمشاركة في الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان "اللواء الثامن" نفى إرسال مقاتلين من صفوفه إلى أوكرانيا قبل نحو شهر، ونقل تجمع أحرار حوران المحلي عن قيادي في الميليشيا قوله: إن "القوات الروسية طلبت من الفيلق الخامس التابع لنظام الأسد إرسال بعض من قواته إلى روسيا، كما طلبت ذلك من (قوات النمر) التابعة للفرقة 25 وميليشيا (الدفاع الوطني) في بعض مناطق ريف حماة".
وبرّر القيادي رفض الميليشيا حينها كونها لم تعد تتبع لـ (الفيلق الخامس) الذي تدعمه روسيا منذ اتفاق التسوية الموقّع في تشرين الأول عام 2021، لافتاً إلى أن تبعيته الإدارية أصبحت لصالح ميليشيا "المخابرات العسكرية 265" في السويداء.
وبدأت روسيا غزو الأراضي الأوكرانية في 24 من الشهر الماضي، بعد حشود واسعة ترافقت مع تهديدات عسكرية بهدف السيطرة على العاصمة الأوكرانية وتغيير نظام الحكم فيها لمصلحة موسكو، تحت مزاعم متعددة أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقوبلت برفض دولي وعقوبات هي الأولى من نوعها منذ تسعينات القرن الماضي.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" قبل أسابيع، عن أربعة مسؤولين أمريكيين قولهم إن روسيا "باشرت بتجنيد مرتزقة سوريين من ذوي الخبرة في حرب العصابات بالمدن"، وذلك للقتال في صفوفها بأوكرانيا، وقال أحد المسؤولين إن بعض المرتزقة السوريين “موجودون بالفعل في روسيا ويستعدّون للانضمام إلى المعارك في أوكرانيا”، ولم يقدّم هذا المصدر مزيداً من التفاصيل.
التعليقات (5)