وثائقي (9 أيام في الرقة): فيلم فرنسي يتاجر بإرهاب داعش ويروّج لأكاذيب قسد

وثائقي (9 أيام في الرقة): فيلم فرنسي يتاجر بإرهاب داعش ويروّج لأكاذيب قسد

يُظهر السيناريو المفقود في سيناريو فيلم (9 أيام في الرقة) للمخرج الفرنسي كزافييه دو لوزان، والذي عرض في مهرجان (كان) السينمائي في دورته قبل الأخيرة، قبل عرضه في الصالات الفرنسية مع نهاية العام المنصرم 2021.. يُظهر فصولاً من الدم والشقاء في العقد الأخير من حياة مدينة أحالها ثلاثي الموت والدمار (النظام - داعش - قسد) إلى مدينة أشباح.  لا شيء هنا سوى التدمير والخراب والموت والتهجير والسلطة التي لا تمت للمكوّن الأساسي في المدينة بأي صلة.. لا شيء سوى تفصيلات مدينة تنام على راية فصيل لتستيقظ على أخرى، وتنتظر في المساء تغيير الراية!


الرقة، المدينة الهادئة في شمال شرق سوريا على ضفاف الفرات، مدينة الإرث التاريخي والحاضر المرسوم بأصوات ثقافية بارزة طالما انتمت للمدينة، تحمل اليوم ندوب احتلال ميليشيا قسد في كل زاوية، لقد تم تدمير كل شيء على يد ثلاثة أعداء بثلاث رايات مختلفة وممارسات واحدة متشابهة، وزعوا الموت في كل حدب وصوب. هذا ما يمكن أن أفهمه من سيناريو مدينة عشت فيها ٢٥ سنة، ثم صارت جزءاً من الذاكرة ومن سجلّ أخبار يجعلها حاضرة غائبة. 


كوادر الفيلم مهما حاولت الغرق في تأملاتها البصرية فإنه لا يمكنها التحايل على كارثية الخراب، أنا ابن هذه المدينة المسكينة لا أعرف شيئاً من ملامحها، وكأنها مدينة أخرى لا تحمل من الملامح القديمة سوى اسمها، وربما هو الآخر يستلب في تزوير التاريخ الذي يكتبه حامل البندقية.


وسط كوادر الموت والتدمير والخراب والتهجير تظهر بطلة الفيلم (ليلى مصطفى) وهي شابة من الرقة من أصول كردية، يسعى الفيلم كي يصورها "سوبر امرأة" تعمل على إعادة الحياة  لمدينة أنهكها الموت، ويبدو واضحاً أن السيناريو الذي وضعته الكاتبة الفرنسية (مارلين دوتيلي) يروّج لديمقراطية الموت الثالث.. الموت التي تصنعه ميليشيا قسد بمهارة في فصول الموت من سيرة هذه المدينة.


ذهب المخرج كزافييه دو لوزان بصحبة الصحفية والكاتبة الفرنسية مارلين دتيلي لمقابلة ليلى مصطفى بطلة كتابها (المرأة، الحياة، الحرية) وهو الكتاب الذي أهدت المؤلفة نسخة منه للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. هذه المرأة التي يحاول أن يظهرها الفيلم شجاعة قوية لا تقوى على المشي في المدينة سوى مع موكب أمني مليشياوي. الكاتبة تسأل بطلتها (ليلى) عن هذا الخوف الهستيري وكيف أن هذه الفتاة لا تستطيع المشي والتسوق في مدينتها، فيأتي جواب البطلة المحبوك بذرائع قسدية: الخوف من داعش!  مدعية قدرتها في السابق على القيام بهذه الأشياء التي تفتقدها اليوم! 


أين هي داعش من الرقة الآن؟ ليس الجواب مهماً ما دامت داعش ماركة مسجلة لمن يدعون أنهم يحاربون الإرهاب، وأنهم مستهدفون من التطرف فقط لأنهم أكراد.. مع أن داعش استهدفت بجرائمها من العرب ومن العرب السنة أضعاف أضعاف! 


هكذا ترسم (الأيام التسعة في الرقة) صورة دعائية لصراع يحاول أن تنظف فيه ميليشيا قسد يديها من الجرائم عبر مسح يديها الملوثة بالدماء.. بثوب داعش الأسود.. مع أنها لا تقل سواداً عنه!  

صورة البطلة في الفيلم


شيئاً شيئاً يحيلك السيناريو على الإعلان والترويج، وكأن ما نشاهد هو سلعة تتماشى سياسياً مع سياسيات الحكومة الفرنسية. يحاول الفيلم إظهار حميمية تبهر المتلقي الفرنسي أمام مشاهد دافئة من قبيل: وجبة عشاء يتحدث فيها أفراد أسرة ليلى، وتبدو السيكارة حاضرة في سينما فرنسية تعتبرها مرفوضة كونها غير صحية ولا تدل على أبعاد حضارية.. وعلى السرير تلتقي الكاتبة (مارلين) بطلتها (ليلى)، ولا تسأل مارلين بطلتها عن الجراد الأصفر (قسد) التي هجّرت وقتلت ودمّرت واعتقلت كل من يخالفها الرأي، أي ديمقراطية يروّج لها الفيلم، فقط ذكريات فتاة صغيرة تتحدث عن كفاح وأي كفاح لا أعرف.


تم تعيين المهندسة ليلى مصطفى رئيساً مشتركاً لمجلس مدينة الرقة فور دخول قسد إليها، محاولة إعلامية ترويجية في مجتمع يدّعون ذكوريته في مدينة طالما عرفت المساواة بين الجنسين مدينة تعجّ بالطبيبات والمحاميات والمهندسات وتعجّ بحراك أدبي نسوي، مدينة لا تنتظر التحرر على يد سفاحين مراوغين، عابرين للتاريخ مثلما هم عابرون للحدود، ليلى مصطفى امرأة لا تلهمني كمتلقي الشجاعة، ولا تكتسب لهجتها الرقاوية الركيكة سوى اشمئزازي شخصياً، وسط مقتطفات من موت وقّعه ثلاثة مجرمين في المدينة.

الكشف عن الرقة المزوّرة 


يحاول الفيلم من خلال صورة ليلى مصطفى الكشف عن الرقة المزوّرة لكن كوادر التصوير تقول لصنّاع هذه الفيلم: من فمك تدان، فالمدينة التي دُمر أكثر من 80%  من معالمها، والتي يُمنع أبناؤها من العودة إليها، تسير فيها (قسد) على نهج البعث حين تقوم بترميم دوّار هنا وتعبيد شارع قصير هناك، أو حين تدعو لزيارة المركز الثقافي في مدينة لم يبق أحد من مثقفيها وأدبائها ورسّاميها.


فيلم (9 أيام في مدينة الرقة) رثاء لحالة مدينة ترزح تحت سقف واطئ لكنه رثاء منحاز إما لأنه ضحية تضليل أو لأنه صنع لهذا التضليل، وموسيقى إبراهيم معلوف المؤلفة للفيلم، جمالها لا يخدع أذن الرثاء الذي تقدمه ليلى مصطفى، بل على العكس.. تمنحك مزيداً من التشاؤم والألم، وجماليات تصوير الفرنسي (جان ماتيو غوتييه)، لا تقدر على إخفاء البشاعة المنتشرة في كل زواية من زوايا مدينة تعيش فصلاً جديداً من فصول الموت... وفصلاً جديداً من فصول التزوير أيضاً!

التعليقات (3)

    sundus

    ·منذ سنتين شهر
    بالتاكيد سيكون شيء سحيف, فكيف تقبلون ان يصور اي انسان اعمالكم انتم الدواعش والاخونجيه والمرتزقه الارهابيين في الجيش الكر بانكم مجرمين؟؟؟ لا الاكراد هم ارهابيون وانتم الدواعش والاخونجيه .......................................

    sundus

    ·منذ سنتين شهر
    مقال مليء بحقد وكره على الشعب الكردي وتعاطف مع الدواعش من مرتزق لئيم يجلس في فرنسا ويعتاش على الضمان الاجتماعي الفرنسي ويشتم الفرنسيين... مثلة مثل كل القتله والارهابيين الدواعش

    سالم المسلم

    ·منذ سنتين شهر
    تالله ما تجرأ هؤلاء على هذا الكذب إلا بسببكم فأنتم من فتح لهم الباب وعبد لهم الطريق
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات