تحقيق خاص لأورينت.. شبكة متعددة الجنسيات لبيع الأعضاء في تركيا وضحية سوريّة تكشفهم!

تحقيق خاص لأورينت.. شبكة متعددة الجنسيات لبيع الأعضاء في تركيا وضحية سوريّة تكشفهم!

كشف تحقيق مصور لأورينت تفاصيل وخفايا سرية حول شبكات تجارة الأعضاء البشرية وأنشطتها التي باتت تلقى رواجاً على حساب أجساد المستضعفين من اللاجئين السوريين في تركيا.

التحقيق الذي أجراه الزميل قصي عمامة برفقة عدد من كوادر أورينت يجيب على تساؤلات جوهرية حول تلك الأنشطة غير القانونية حيث روى أحد الضحايا ويدعى عبد الله، كيف تم استدراجه وتحدث بإسهاب مع زوجته عن الآلية التي تتبعها تلك الشبكات لإضفاء غطاء قانوني على عمليات بيع الأعضاء المحظورة.    

محاولة فاشلة وشبكات عربية  

بدأت رحلة عبد الله البائسة في التفكير ببيع إحدى كليتيه مع تدهور حالته الاقتصادية وتراكم ديونه وانسداد آفاق العمل، وفي تلك الأثناء صادف إعلانات بالعربية على فيسبوك تروّج لبيع الأعضاء مقابل مبالغ طائلة، وبالفعل تواصل عبد الله مع ناشري تلك الإعلانات وتبيّن أنهم شبكات عراقية وفلسطينية وسورية.

أولى محاولات عبد الله لبيع كليته قادته إلى مدينة أنطاليا إحدى أبرز المقاصد السياحية في تركيا، هناك تم استدعائه من قبل شبكة يديرها عراقيون للتبرع لشابة فلسطينية في مشفى يدعى ميديكال بارك.

لكن القدر منحه فرصة أخرى للتراجع عن قراره، إذ ورغم تطابق الأنسجة بينه وبين المتلقية الفلسطينية بعد إجراء الفحوصات اللازمة تعثرت العملية نتيجة خلافات مالية بين سماسرة فلسطينيين من جهة والشبكة العراقية من جهة أخرى.  

التزوير لخداع السلطات 

تتعاون شبكة الاتجار التي وقع ضحيتها عبد الله مع مترجم، حصلت أورينت على صورته، وكذلك ترتبط بشبكة تزوير مهمتها استصدار وثائق مزورة تؤكد أن المتبرع قريب المتلقي، كما لديها صلات قوية مع موظفين بقسم القبولات في المشفى الحكومي حيث تجري العمليات.

في محاولته الثانية، توجّه عبد الله إلى ولاية أضنة من أجل بيع كليته لصالح مريض عراقي مقابل 7000 آلاف دولار.  مكث عبد الله في مشفى جامعة “Balcalı”  في أضنة لمدة 21 يوماً لإجراء التحاليل اللازمة إلا أن المريض عانى من التهابات في اللثة والأسنان ما اقتضى تأجيل العملية الجراحية التي ما لبث أن تأجلت مرة أخرى بفعل حظر فرضته الدولة التركية بسبب كورونا.

توريط الزوجة


في تلك الأثناء، انتقلت الأنظار إلى زوجته التي كانت مسبقاً برفقته في المشفى حيث عرض أعضاء الشبكة عليها بيع كليتها أيضاً مقابل مبلغ أكبر.

وافقت زوجة عبد الله على العرض في ظل تعثر عملية زوجها، فيما عمدت الشبكة إلى استصدار وثائق مزيفة وبطاقة حماية مؤقتة للمريضة العراقية عبر وسطاء سوريين في أضنة بهدف إقناع السلطات التركية بالمشفى بوجود صلة قرابة بين المتبرعة والمريضة.

لم يقدّر لعملية الزوجة أن تتم، إذ وبعد إمضاء 25 يوماً برفقة المريضة في المشفى الذي حصلت أورينت على صورة له تدهورت صحة السيدة العراقية والتي تدعى هبة الرشيد ونقلت إلى قسم القلبية حيث مكثت لمدة عشرة أيام قبل أن تفارق الحياة بعد إصابتها بسلسلة أزمات قلبية، أما أخوها الذي كان برفقتها فقد اضطر للسكوت خوفاً من المساءلة أمام القضاء التركي.

مقابل زهيد

بعد تعثر دام لأسابيع، أجرى الزوج عملية نقل كليته إلى المريض العراقي بعد إتمام الترتيبات بين أعضاء الشبكة والمترجم وأشخاص بقسم القبول في المشفى لإقناع السلطات على أن المريض هو خال المتبرع.

الضحية أقرّ بأنه لم يكن يعاني من مشاكل صحية عقب العملية التي استمرت لنحو 4 ساعات كما اعترف بأنه ورط أحد أقاربه أيضا وأقنعه ببيع كليته وقد حصل من تلك العملية على نسبة تبلغ 500 دولار.    

لم يتلقّ عبد الله عن بيع كليته سوى 32 ألف ليرة تركية، قرابة 3700 دولار، في حينها حيث كان الدولار يعادل نحو 8.5 ليرة تركية، لتتبخر أحلامه في الذهاب إلى أوروبا وتذهب أدراج الرياح، حيث وبعد حديثه لأورينت عاد أدراجه إلى سوريا خوفاً من انتقام الشبكة التي فضح أمرها.

صورة المشفى حيث تمت عملية بيع الكلية

صورة المترجم الذي ساهم بعملية بيع الكلية

صورة توثق التحاليل التي أجراها الضحية بالمشفى
 

 

التعليقات (1)

    منصور موسى حلاق

    ·منذ سنة 8 أشهر
    اريد بيع خصية من أجل مال
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات