أعياد لكل الفئات: هل نجلد أبناءنا أم نمنحهم السكاكر؟!

أعياد لكل الفئات: هل نجلد أبناءنا أم نمنحهم السكاكر؟!

هناك حكمة تقول إذا كنت تحب ابنك فاجلده، وإن كان لا يعنيك فامنحه السكاكر. 

اليوم معظم البشر في منطقتنا العربية يحتفلون كل عام بعيد المعلم وعيد المرأة وعيد الأم وعيد الطفل. وقلت – وأكرر- أنني أكره التخصيص، لأنها وللأسف اتخذت صفة تجارية، وهذا أمر غير أخلاقي قبل أن يكون لا دينياً . كل يوم الأمهات بخير والمعلمون والمعلمات بخير، هو عيد حاصلين وحاصلات على كافة حقوقهم ومهتمين بتأدية واجباتهم، يرون إنتاجهم بنجاح أبنائهم هنا تكمن أهميتهم، التي لا يمكن اختصارها بيوم واحد يطلق عليه عيداً لهم. 

الخطير في الأمر والأكثر جدلية هو الطفل، تربية الطفل في المنزل، وتعليمه في المدرسة.

اعتدنا منذ صغرنا على تربية ليست سهلة في المنزل وإن كان يراها البعض الذي لا تروق له أنها استبدادية، لكن من الأهمية بمكان أن يتربّى الطفل منذ نعومة أظفاره على الأخلاق الحميدة والأدب، وهذا ليس ترفاً، بل  مسؤولية الوالدين في المنزل.. مع مراعاة الاحترام الكامل لرأيه وفق حدود حرية مضبوطة، تمنح كمساحة للمناقشة بينه وبين والديه.  

أما المدرسة فهي ملزمة بالتعليم، التعليم الصحيح للطفل، لأنها مرحلة حساسة جداً، وما يتعلمه الطفل في هذه المرحلة وبخاصة الابتدائية، من الصعب جداً أن يتم مسحه من الذاكرة بسهولة. 

لكن إذا كان للدولة توجّه معيّن في التعليم لكسب الطفل إلى جانبها، بعيداً عن مهنية التعليم وأخلاقياته فهنا تكمن الكارثة. 

من المهم جداً أن نعلّمه حب الوطن، وأهمية الدفاع عنه، لكن ليس عبادة الصنم (الزعيم/ الأب القائد)، على سبيل المثال من تربى على حب أتاتورك من أطفال تركيا، من الصعب جداً عندما يكبر أن تنزع منه ذلك! 

تعليم التاريخ وكل ما يصب في نطاق الأدبيات: أظنها مواد ليست سهلة، لكن تعليمها أكثر خطورة من الرياضيات، بمعنى الرياضيات واضحة وهناك قوانين ونظريات يتم تطبيقها لاستنتاج المعادلات الصحيحة.. لكن التاريخ والأدبيات بشكل عام، فإن تم تعليمها بطريقة التزوير والكذب وتلفيق الأحداث وتمجيد الزعيم  والولاء المطلق، كما يحدث تماماً في بلادنا العربية، القائمة على عبادة الأصنام..  هنا يكمن الخطر على وعي الطفل و إدراكه.  

أبناؤنا هم ماء الحياة، إذا لم يتم الحفاظ على هذه النعمة ورعايتها بالعقل كما بالعاطفة، ليكونوا صنّاعاً للحياة حقاً، فسينشأ جيل يصنع عبئاً على الحياة..  لذا ينبغي إيجاد نظام تعليمي حقيقي يضمن استمراراً صحيحاً لحياتهم بعيداً عن النظام المشوّه الذي كان قائماً. سينقلب السحر على الساحر ويدركون مستقبلاً أن كل ما تعلموه كان كذباً، وهنا يقع الطفل في صراع بين ما تعلمه، وبين ما يجب إدراكه بوعي، للوصول إلى الحقيقة. فينمو طفلاً مشوّهاً، نصفياً، غير قادر على العطاء، بل سيقع في إرباك تام عندما يعيد إنتاج نفسه لأبنائه أو طلابه.

لذلك نلاحظ أن مجتمعاتنا العربية بل "الشرق أوسطية" مع التحفظ الكامل على المصطلح، لعدم إيماني به. أنتجت أطفالاً مشوّهين معرفياً وثقافياً. وإن كان الكثير منهم يتمتعون بحسن الخلق نتيجة تربية صحية من الأبوين. لكن هذا غير كافٍ.. فمعركة الحياة لا تخاض بالأخلاق وحدها. ولا بالأعياد التي لا تنتهي والاحتفالات التي لا تكرِّم من تُقام لهم تكريماً حقيقياً! 

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات