من هو المسؤول الاستخباراتي الكبير الذي اعتقله بوتين بسبب أوكرانيا؟ وبماذا اتهمه؟

كشفت مصادر إعلام أوكرانية عن اعتقال أحد أبرز ضباط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بأوامر مباشرة من الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)، وذلك بعد تحميله جزءاً من المسؤولية عن الهزائم التي مُني بها الجيش الروسي في أوكرانيا، لافتة إلى أنه تم تقديم الأخير للمحاكمة بعد وضعه قيد الإقامة الجبرية لفترة.

من الإقامة الجبرية إلى الاعتقال

وقال تقرير نشرته “القناة 24” الأوكرانية عبر موقعها الرسمي، إنه "وبعد الهزائم الأخيرة في أوكرانيا، بدأت روسيا تبحث بالفعل عن خونة مذنبين لتحميلهم مسؤولية الهزيمة في أوكرانيا، لقد تم نقل رئيس للخدمة الخامسة / مدير المعلومات التشغيلية والعلاقات الدولية في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (سيرجي بيسيدا) إلى مركز الاحتجاز التابع لمحكمة ليفورتوفو، بعد وضعه رهن الإقامة الجبرية منذ الأيام الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا.

وأكدت المحطة في تقريرها، أن قضية (بيسيدا) تتولاها إدارة التحقيقات العسكرية الرئيسية بوزارة الداخلية، وأن نقله إلى مركز للاحتجاز يأتي في سياق التحضيرات من أجل البدء فعلياً بمحاكمته.

معلومات استخباراتية خاطئة

ووفقاً للمصدر، فإن ( بيسيدا) يواجه العديد من التهم، من بينها تقديم معلومات خاطئة عن الوضع السياسي في أوكرانيا، إضافة لتقديم معلومات خاطئة عن مدى مقاومة أوكرانيا للغزو الروسي، واختلاسه أموالاً مخصصة للعمليات القتالية والاستخباراتية في أوكرانيا، فيما أكد نائب الرئيس الأوكراني (أوليكسي أريستوفيتش)، أن بوتين يحاول تحقيق النصر داخل روسيا الآن بعد فشله في أوكرانيا، عبر البحث عن (مذنبين) ليحملهم المسؤولية ويوجه لهم الخيانة.

وقال (أريستوفيتش) إن (بيسيدا) واجه تهمة التعامل مع أوكرانيا والخيانة، ونحن ممتنون جداً لأن ذلك لم يثبت عليه خلال التحقيق، هو لم يتعامل مع أوكرانيا ولا غيره تعامل مع أوكرانيا، ما جرى هو فشل ذريع لبوتين وقواته”.

ويتولى (بيسيدا) الذي يشغل منصبه منذ العام 2009، دائرة المعلومات والعلاقات الدولية، والتي تشمل إدارة المعلومات التشغيلية، التي تؤدي وظائف ومهام توازي مهام الاستخبارات الخارجية، وتحاول إبقاء دول ما بعد الاتحاد السوفيتي في دائرة نفوذ روسيا، وقد قدم الأخير تقريره الأخير لـ (بوتين) عشية الغزو الروسي لأوكرانيا.

الثاني خلال الغزو

ويعد (بيسيدا) المسؤول العسكري والاستخباراتي الثاني الذي يتم اعتقاله بعد حرب أوكرانيا، حيث تم اعتقال الجنرال (رومان غافريلوف) نائب رئيس الحرس الوطني الروسي في مارس/آذار الماضي، بعد اعتباره مسؤولاً إلى جانب ممثلين آخرين من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، عن تسريب ملف كامل يتضمن معلومات حول ضباط رمضان قاديروف الشيشان المشاركين في العمليات الأمنية والعسكرية داخل أوكرانيا، وهو ما أدى إلى مقتل عدد كبير منهم