من باكستان إلى سوريا.. كيف استخدمت إيران نفوذها في غسل الأموال وتهريبها؟

من باكستان إلى سوريا.. كيف استخدمت إيران نفوذها في غسل الأموال وتهريبها؟

كشف تحقيق تقوم به وكالة التحقيقات الفيدرالية الباكستانية عن علاقات وثيقة بين ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في باكستان أبو الفضل عابديني، وشبكة غسيل أموال في باكستان تورّطت في تحويل مبالغ ضخمة إلى إيران طيلة السنوات السبع الماضية.

وكشفت لائحة الاتهام التي قدمتها الوكالة الباكستانية إلى محكمة في كراتشي بتاريخ 10 فبراير (شباط) 2022، قدمتها أن شبكة غسل الأموال استخدمت الوافدين الباكستانيين القادمين إلى إيران لزيارة مدينة قم ومدينة النجف العراقية لتهريب الأموال.

وبحسب صحيفة "عرب نيوز"، فإن السلطات الباكستانية بدأت تحقيقاتها في شبكة غسل الأموال في ديسمبر (كانون الأول) 2020، بعد القبض على عدد من أعضاء ميليشيات "لواء زينبيون"، وهي ميليشيات شيعية باكستانية تقاتل تحت قيادة فيلق القدس الإيراني في سوريا، وأُدرجت في القائمة السوداء المالية لوزارة الخزانة الأمريكية في عام 2019.

صلة بالمخابرات الإيرانية

وأفادت الصحيفة بأن التحقيقات والمحادثات المسجلة في تطبيق "واتساب" التي أكدها مسؤولون أمنيون، تظهر أن أعضاء الشبكة عملوا بين باكستان وإيران والعراق، على مدار السنوات السبع الماضية، وتورطوا في حوالات مالية كبيرة بطرق غير مشروعة.

وقال تلفزيون إيران إنترناشيونال إنّه وبحسب الوثائق، تبرعت الشبكة بالتعاون مع المخابرات الإيرانية بنحو 30.8 مليون روبية (172,203 دولارات) لمحطة تلفزيونية في باكستان، ومليون روبية (5,415 دولاراً) لمدرسة دينية في إسلام آباد، تابعة إلى زعيم حزب سياسي ديني في باكستان.

دور عابديني

وكشفت وثائق وكالة التحقيقات الفيدرالية، بأن "أبو الفضل عابديني"، الممثل السابق للمرشد الإيراني خامنئي في باكستان، كان أحد المتلقين للمبالغ المالية، أما المتهم الرئيس في القضية، فهو شخص يُدعى "علي رضا" وهو من سلّم الأموال لممثل المرشد الإيراني، وكان من بين 13 شخصاً اعتقلوا خلال مداهمات في كراتشي في يناير (كانون الثاني) الماضي، بتهمة غسل الأموال و"الارتباط بوكالة استخبارات أجنبية".

وذكرت لائحة الاتهام بأن رضا كان يقدم 200 ألف دولار شهرياً لعابديني من خلال مساعده "سيد وصال حيدر نقوي"، لكنها لم تحدد الفترة التي تلقّى فيها عابديني تلك الأموال، كما إنّ نقوي حوّل مبلغاً ضخماً على شكل دولارات من خلال معاملات حوالة غير قانونية إلى إيران.

وأدت الشهادة التي أدلى بها رضا إلى اعتقال نقوي، ولا يزال الاثنان رهن الاحتجاز بعد أن رفضت المحكمة طلبات الإفراج بكفالة أثناء التحقيق.

يذكر أن نقوي أوقف في فبراير من العام الماضي، ووصف بأنه "مسؤول كبير في شركة تمويل البناء الباكستانية"، وهي شركة مملوكة للدولة. وذكرت وسائل إعلام باكستانية في ذلك الوقت أن هذه الشبكة "موّلت عمليات إرهابية" وقدمت "معلومات سرية" إلى الأجهزة الأمنية في الخارج، ولم تذكر التقارير اسم هذه الأجهزة الأمنية.

في غضون ذلك، رجّح مصدر في إيران لصحيفة "عرب نيوز" بأن عابديني قد غادر باكستان بين أغسطس (آب) 2020 وفبراير 2021.

وقال مسؤول على صلة بالتحقيق لعرب نيوز شريطة عدم الكشف عن هويته: "تم التعرف على الشبكة أثناء التحقيق مع مسلحي زينبيون في كراتشي".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات