منذ أن كشفت صحيفة الغارديان البريطانية قبل أسبوعين عن المجزرة “الوحشية” التي ارتكبها عناصر ميليشيا أسد بحق عشرات المدنيين العزّل في حي التضامن الدمشقي، توالى الكشف عن مجازر أخرى لا تقل وحشية عن تلك المرتكبة في حي التضامن، حيث حصل موقع أورينت على معلومات حول عمليات تصفية نفذها عناصر الميليشيا بحق متظاهرين داخل حرم أحد المشافي في مدينة حلب سنة 2012.
اعتداء على أقارب الجرحى
(نجاح عبد الرحمن وتّي) التي كانت إحدى الذين ذهبوا لاصطحاب شقيقها من مشفى الرازي بحلب بعد إصابته برصاص ميليشيات أسد خلال مظاهرة في حي بستان القصر 2012، تقول في حديثها لـ أورينت نت: "أصيب شقيقي (أمجد) برصاص ميليشيات أسد خلال مشاركته في إحدى المظاهرات التي انطلقت من (جامع بدر) في بستان القصر، أخبرونا أن الرصاصة اخترقت صدره وأنه جرى نقله إلى المشفى".
وأضافت: "وصلنا هناك وطلبنا رؤية شقيقي، إلا أن ميليشيات الأمن التي كانت تغلق جميع المداخل المؤدية إلى قسم الإسعاف أخبرونا أن هذا الشاب (توفي)، وأنه يمكننا القدوم في اليوم التالي لاستلامه، لقد شتمونا واعتدوا على أقارب لنا (كبار في السن)، لم نستطع أخذ أي شاب معنا إلى هناك خوفاً من اعتقاله"، مشيرة إلى أنه رغم كل المحاولات لم يتمكنوا من الدخول إلى الداخل، وفي اليوم التالي تم تسليمهم ابنهم جثة هامدة.
كدمات على أجساد الجرحى
وتابعت المرأة: “في اليوم التالي، تم تسليم أخي لنا جثة هامدة، ولكن كان هناك العديد من المؤشرات أن أخي لم (يَمُت) لوحده بل تمت تصفيته، أبرزها وجود كدمات متفرقة على جسده، إضافة لازرقاق وجهه بالكامل كما لو أنه مات (شنقاً) وليس نتيجة رصاصة، إلى جانب عدم تنظيف الجرح الأساسي، وقد تبين لاحقاً أن الرصاصة ما تزال في موضعها عندما قام طبيب صديق للعائلة بفحصه خلال تغسيله”.
الأمر نفسه الذي أكده (محمد سليمان) وهو ابن عم أحد الذين تمت تصفيتهم بعد نقلهم للمشفى، والذي تربطه بالسيدة نجاح علاقة (مصاهرة)، حيث قال لـ أورينت نت: "ما تحدثت به السيدة نجاح صحيح، وهذا ما لاحظناه على ابن عمي (محمود) أيضاً، الذي أصيب في نفس المظاهرة التي أصيب بها أمجد، كان على جسده كدمات كثيرة، أما عن إصابته فلم تكن خطرة جداً كـ (أمجد)، الإصابة كانت في منطقة الكتف من جهة الظهر".
خنقوهم وضربوهم حتى الموت
ونقلت السيدة (نجاح) شهادة أحد الممرضين (من آل الضعيف) والذي كان شاهداً على الجريمة حينها قائلاً: "كنت أعرف أحد الممرضين هناك، لكنه لم يخبرني بما جرى إلا بعد 3 سنوات (بعد مغادرته البلاد)، لقد تعرّض شقيقي أمجد وقريب نسيبي (محمود) ونحو 11 شخصاً آخرين، للضرب المبرح وهم على أسرّة (الإسعاف)، لقد تم قتلهم وهم جرحى ينزفون وتعذيبهم حتى الموت على يد ميليشيات الأمن".
أحياء في براد الجثث
وتابعت: "أخبرَنا الممرض أن جميع المتظاهرين الذين وصلوا في ذلك اليوم، تمت تصفيتهم ضرباً وتعذيباً وخنقاً، لقد قام عناصر الأمن العسكري الموجودين في المشفى بوضع (الشاش والقطن) في أفواههم وعلى أنوفهم وخنقوهم بدمٍ بارد، لقد تم ذلك أمام أعين الكادر الطبي الذي لم يستطع تحريك ساكن، وقد تم نقلهم جميعهم إلى برادات الجثث، إلا أن البعض كان ما يزال حياً حينها وبقي يئن وينزف حتى توفي داخل البراد".
وسبق أن حصل موقع أورينت نت على معلومات حول عمليات تصفية متظاهرين مصابين داخل المشفى الجامعي بمدينة حلب، وذلك على يد ميليشيات أسد وبعض أعضاء الكوادر الطبية في المشفى، حيث كشف موظف حينها عن قيام عناصر الأمن باستخدام قضبان حديدية في تصفية المتظاهرين الذين أصيبوا على مرأى من (المراقبين الدوليين).
التعليقات (5)