لبنان ليس قرصاً من الجبن!

لبنان ليس قرصاً من الجبن!

أظنكم جربتم الجميع!

جربتم الأميركيين والفرنسيين والإنكليز والسوريين والإيرانيين، وجرّبتم الروس والسعوديين والكويتيين، جرّبتم كلّ الأمم والشعوب والزعماء في الغرب والشرق، لكي يساعدوكم على إيجاد حلول لمشاكلكم الوطنية العالقة، ولم تصلوا إلى حلٍ يرضي أياً من الأطراف في لبنان.

جرّبتم الطائف وما زلتم تعتمدونه دستوراً، وجربتم الـ425 والـ1559، والـ1701، وغيرها من قرارات الأمم المتحدة والمتفرقة، والنتائج لم ترض أحداً أيضاً. فإلامَ سنبقى وتبقون في حقل تجارب الآخرين مجرد فئران بدرجة مواطنين من درجة الالتباس؟

إلامَ سنرضى وترضون بأن نكون تابعين ومنصاعين يفكرُ الآخرون عنا، ويبحثون في مصيرنا عنا، ويخططون لمستقبلنا عنا، وفي نهاية الأمر لا يتحقق من كل شيء شيءٌ يفيد الحاضر أو المستقبل، لسبب بسيط جداً، أننا لا نستفيد من دروس الماضي؟

أيها اللبنانيون، حين يصرخ أحدهم: أيها اللبنانيون. ألا تبادرون جميعاً للالتفات؟

ألا تشعرون أنكم معنيون جميعاً بأنكم لبنانيون أباً عن جد، وتورثون أولادكم وأحفادكم، الهوية والتاريخ والحاضر أيضاً؟

ألا تفكرون في أنّ المستقبل يورَّث أيضاً؟ وأن الدّم يورث والفساد والصلاح يورثان كذلك؟

خنادق لكل يوم

موالاة ومعارضة، موالون ومعارضون، فئات أخرى بين بين، وفئات متأرجحة في كلّ صبيحة تسقط في خندق جديد.

خطاباتكم تحرض على الثأر والويل والثبور، لكنني أستغرب: الثأر ممن؟ والويلات ممن والثبور؟

ومواقفكم كأنكم جميعاً تستهدفون جميعكم، فماذا تركتم لأعدائكم، إذا استنزفتم الثارات والأحقاد في الداخل، وكأن كل ما يحيط بكم لا يستهدفكم بشيء؟

أيها اللبنانيون، صدقوني إن تجريب حل لبناني لبناني سيوصلكم إلى حل. قرروا الاجتماع معاً، اتركوا في بيوتكم جوازات السفر التي تربطكم جميعاً بالخارج/ واحملوا هوية الناس والتراب اللبنانيين، ثم افتحوا  قلوبكم في جلسة صفاء وصدق، قولوا كل ما لديكم، وصدقوا أنكم تحبون لبنان، عندها ستكتشفون أن لبنان يحبكم، وأن الحرص عليه يكمن في تخليصه من الخندقة، وإيصاله إلى الشاطئ الآمن لكي يتحوّل فعلياً إلى وطن لكل اللبنانيين.

أناشدكم بكل من تحبون وبكل ما تؤمنون به، بالإنجيل والقرآن، بالبطريرك والمفتي والأئمة والصدّيقين، بفيروز وسعيد عقل، بـأليسار وصيدون، بوديع الصافي، بصور وصيدا وجبيل وقانا وأخواتها، بكل حبة تراب بالأرزة العظيمة، بشمس لبنان وبحره وجباله، بكلّ شيء تحبّون. يا جماعة لبنان وطن، وليس قرصاً من الجبن تتقاتلون عليه؟

انتحابات لا انتخابات

بين التوافق والتراشق والتنافق يتأرجح اللبنانيون اليوم!

بين التخوين والتقنين والتفنين في كسر العظم.. وبين التهديد والوعيد، والتأثيرات السماوية طائفية ومذهبية ومرجعيات الفقيه والبابوية، والخشية على مستقبل الأقليات، والعشيرة والعائلة.. ولبنان ومستقبله في مهب الريح!

من يليق بجلالة المجلس النيابي أكثر من هذا الشعب؟! من يستحق أن نخاطبه بلقب الرئيس، أكثر من الناس أنفسهم.

لو تنقلب المعادلة. الشعب يحكم، والحاكمون يتحوّلون إلى محكومين، عندها سيتعلم حكّامنا كيف يضحي الفرد من أجل الجماعة، وكيف تنسى الأقلية أطماعها الذاتية، حين يكون على الكفة الأخرى من الميزان وطنٌ بأسره؟!

وأنا ولأني أعيش مع الناس، ومنذ أكثر من 38 عاماً، مع الأكثرية المحكومة الصامتة التابعة المغلوبة على أمرها، سأدعو إلى مقاطعة  كل الجهات الرسمية وغير الرسمية في مسألة الانتخابات التي خلال أيام سيحسم أمرها فيذهب لبنان برمته إما إلى استقرار ملغوم،.. أو خرابٍ متفجر،.. وفي الحالتين سيكون الشعب اللبناني حطبَ المحرقة؟!

أكثرية مقادة وأقلية تقود

من يحكم من، القلة أم الأكثرية؟! ومن يحامي عن من: الحكومة أم شعبها، السلطة أم مواطنوها؟!

الآن فقط اكتشف ما تعنيه لعبة السياسة، أعرف كيف يتحول البعض إلى ممسكي رقاب،.. ويتحول البعض إلى مجرد رقاب ممسوكة!..

حين يتحول الشعب إلى قطيع، تسهل قيادته إلى المراعي والحظائر،.. لكننا وبكل أسف أقول وفي كل بلاد العرب أقل من قطيع ماشية،.. لأننا لا نقاد إلى المراعي الخضراء،.. ولا يُعتنى بنا جيداً،.. وأستغرب كيف يقبل الرعاةُ زعماؤنا تجويعنا والشاة الهزيلة لا تصلح للذبح. كيف يذبحوننا كل يوم، ونحن عجاف ونحيلون وغير صالحين للأكل؟؟

العلّة ليست في القطيع، بل في حكم الرعيان مع اعتذاري من منصور الرحباني. القطيع - أي نحن-  تعودنا الماع والنعم. والرعاة خاصتنا، تعوّدوا الاسترخاء في قصورهم تاركين أمرنا للعصا وسياسة التجويع.

أنا مجرد نعجة، لكن لا يأبه أحد لتسمينها ورعايتها وجيراني كلهم مثلي،.. الحي الذي أقطنه،.. البلدة،.. الوطن كله حظيرة.. وحين يختلف الرعاة على الماشية،.. يصير من السهل أن يصل إلى أهدافه الذئب،..

الذئابُ تنهشنا، والرعاة في وادٍ آخر.. الجوع يقطعنا.. والرعاة يقطعون في مناسباتهم قوالب الكاتو..

الفقر يسحقنا.. والرعاة، يتجولون في العواصم يتسوّلون من أجلنا الدولارات التي تذهب إلى أرصدتهم..

متى تنقلب الماشية على الراعي؟!

أظن الحل الوحيد لننجو من الهزال والمذبحة.. أن نتذكر أننا شعب من بشر وناس وأننا لسنا غنماً وأبقاراً ودواجن.. عندها فقط، ستتحول الجمهورية إلى وطن، لا حظيرة،.. ويمتلئ فخامة الفراغ براعٍ لا يتحالف مع الذئب؟!!

 

التعليقات (1)

    جلجامش بن اوروك

    ·منذ سنة 11 شهر
    الحل هو ان تعود سوريا موحدة بخارطتها الطبيعية الشام كله والعاصمه دمشق والحكومة ديمقراطية. الاستعمار قسم الولايات العربية الاصلية الى ال 23 شئ عربي لكي يقسم مجمتمعاتنا عموديا وافقيا. رحم الله الملك فيصل الاول
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات