بعد إطلاق حكومة ميليشيا أسد ما يسمى منصة الحجز الإلكتروني للحصول على موعد لاستصدار جواز سفر، تفاءل البعض بأنها ستخفف من الازدحام وستسرع العملية، ولكن ما لبثت أن توقفت عن العمل بعد أسابيع من إطلاقها، وما تبع ذلك من مواعيد عشوائية ووهمية كأن يحصل الشخص على موعد بتاريخ قديم قد يصل إلى 50 عاماً، الأمر الذي أغضب الموالين ودفعهم لمهاجمة داخلية أسد المسؤولة عن استصدار الجوازات ووجهوا اتهامات لوزيرها محمد رحمون بالسرقة واستغلال الوضع.
جوازات فورية وسرقات
وأثار منشور تم نشره في مجموعة تحمل اسم (أخبار الهجرة والجوازات في سوريا بدقيقة) موجة من الغضب بين الموالين، بعد أن قدم صاحب المنشور عرضاً لاستخراج جواز سفر فوري (بنفس اليوم)، مقابل مبالغ مالي يصل إلى 3 ملايين ونصف المليون ليرة سورية، في وقت يعاني الآلاف ممن يرغبون بمغادرة البلاد والتخلص من الوضع الكارثي فيها من الحصول على جواز سفر، بسبب الوسيلة الوحيدة (المنصة) التي يمكن للمواطنين التسجيل على موعد من خلالها.
وطالت التعليقات الغاضبة (الضباط المسؤولين عن استصدار الجوازات) واتهمتهم باستغلال الأزمة لتحقيق الثروة، إضافة لاتهامات مماثلة طالت وزير داخلية أسد محمد رحمون، حيث جاء في تعليق أحدهم على المنشور قائلاً: "عملو تاغ لـ رحمون لأنو هو عم يبيعون"، فيما حمّل آخر فئة من الشعب مسؤولية المساهمة في هذه السرقات، معتبراً أن نشر مثل هذه العروض والإقبال عليها، ما هو إلا مساهمة في السرقات.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تم طرح عروض أخرى في نفس المجموعة من أجل الحصول على مواعيد جوازات سفر قريبة، وذلك لقاء مبالغ مالية أيضاً وصلت إلى 500 ألف ليرة سورية، وهو ما وصفه أحد المعلقين على تلك المنشورات بأنه (تجارة رابحة) للمسؤولين عن استصدار الجوازات.
كيف تتم عمليات البيع
وقال أسامة عبد الرحمن الأحمد من مدينة حلب، إنه حاول قبل شهرين استخراج جواز سفر عبر أحد السماسرة قبل أن يخرج (تهريب) إلى تركيا لأورينت نت: "قبل شهرين وفي محاولة يائسة، حاولت استخراج جواز سفر عبر أحد السماسرة ويدعى (علاء ناولو) مقابل مبلغ مليوني ليرة سورية، وعندما سألته عن طريقة ذلك أجاب بأنه تربطه صلة قوية مع بعض الموظفين في الداخل، وأن هؤلاء الموظفين يؤمنون عملية الاستخراج الفورية، عبر منح موعد قريب جداً".
وأضاف: "دفعت له نصف المبلغ على أن يتم تسليم الجواز بعد 4 أيام فقط، إلا أن الأخير لم يعد يرد على اتصالاتي أبداً، فما كان مني إلا أن قصدت سمساراً آخر واشترطت معه ألا يتم الدفع لحين استخراج الجواز، كما تقدم أحد أقاربي للحصول على جواز بنفس الطريقة، وقد تم بالفعل استخراج الجواز خلال 3 أيام فقط مقابل مبلغ مليونين و 700 ألف ليرة سورية، في حين كان هناك الآلاف ممن ينتظرون الحصول على موعد عبر (المنصة الفاشلة)"، مشيراً إلى أنه تراجع عن قراره في آخر لحظة وقرر السفر (تهريب).
مواعيد تثير السخرية
وقبل أسبوع أثار موعد الحصول على جواز سفر من مديرية الهجرة والجوازات بدمشق سخرية واسعة، بعد أن منحت المنصة صاحب الطلب موعداً قبل نحو 50 عاماً، حيث كان موعد الطلب بتاريخ (31/12/1969)، ورغم ذلك تم منح مقدّم الطلب رقم حجز وبيانات كاملة بالموعد.
التعليقات (2)