إدلب تطلق مهرجانا للزهور.. والإقبال الكبير يفوق التوقعات (صور)

إدلب تطلق مهرجانا للزهور.. والإقبال الكبير يفوق التوقعات (صور)

اشتهرت دمشق على مدى خمسين عاماً بمعرض الزهور السنوي فيها، الذي أقيم لأول مرة في حديقة (الجاحظ) بمنطقة المالكي الأرستقراطية عام 1973، واستمر لمدة عشر سنوات في ذات الحديقة.. قبل أن ينقل إلى حديقة فندق الشيراتون، ثم إلى حديقة تشرين.. اليوم إدلب تطلق معرضاً للزهور في دورته الأولى.. لتضيف إلى حياة السوريين النازحين إليها شيئا من البهجة والعطر، فلطالما ارتبط اسم الورد وشكله بالراحة النفسية والسعادة الداخلية، ولطالما كان محط أنظار الجميع والباحثين عن الطمأنينة وتبادل مشاعر الألفة. 

بعيداً عن أجواء القصف والدمار وقسوة التهجير والنزوح، أقيم المهرجان الأول للزهور ونبات الزينة في حديقة التحرير وسط مدينة إدلب، ليضم عشرات من الأنواع والأشكال المحلية والمستوردة ذات الأحجام والألوان المختلفة والمبهجة، أورينت نت زارت المهرجان وأعدت التقرير المصور التالي.

مهرجان الزهور.. غاية وتنوّع

أنّى أدرتَ طرفك بين رفوف تلك الأزهار، وقلّبت ناظريك على ألوانها البديعة وأشكالها المختلفة، تحار عينك في تأمل هذا الجمال الرباني الذي أبدع هذه المناظر، وأطلق تلك الروائح التي تعبق في المدى الممتلئ بالناس، ضمن جو من التنظيم والعرض المميز، تلفّه حالة من التنافس في إبراز الجمال الأكثر، عن مهرجان الزهور الأول بإدلب تحدّث (يوسف السيد) مدير الحديقة قائلاً: تم التعاون مع إدارة منطقة إدلب بالتنسيق مع CITY PARK منذ عدة أيام للخروج بفكرة المهرجان الأول من نوعه، للعمل على إرجاع الخضرة لمدينة إدلب وعرض جماليتها، والتركيز على اهتمام الناس بهذا الجانب رغم كل الصعوبات التي يعيشونها، وإحياء مهنة البستنة التي هُمّشت خلال سنوات الحرب العشر، ضمّ المهرجان خمسة مشاركين من أصحاب المشاتل من مدينة إدلب وبنّش وسرمين، وبلغت أعداد أنواع الزهور أكثر من مئة نوع، وسيستمر المهرجان لمدة أسبوع"

من جهته تحدث (عبد اللطيف طعمة) أحد المتطوعين بفريق السواعد الخضراء عن دورهم الرديف في المهرجان قائلاً "بعد التنسيق مع إدارة المهرجان قدمنا إلى حديقة التحرير، لتعريف الزائرين بنباتات الزينة وطرق استعمالها وزراعتها والظروف البيئية المناسبة واحتياجها من الأسمدة وكمية الضوء والماء،ووضعنا بطاقات تعريفية على كل نوع من النبات، ونحن كفريق تطوعي أغلبيتنا من طلاب الهندسة الزراعية لدينا إلمام بالزراعة، تجذبنا هكذا مهرجانات بهدف المساهمة بالتنمية الزراعية والقطاع الزراعي، بعد أن أصابه الضعف"

بين المحلي والمستورد.. 

شارك في المهرجان عدد من أصحاب المشاتل المحيطة بمدينة إدلب، وأحضروا معهم نباتاتهم، بهدف الترويج لها بطرق عرض جذابة، وتسليط الضوء على أهميتها في تعديل المناخ والمزاج وتشجيع الناس على إعادة الاهتمام بالزراعة، كلٌ حسب استطاعته، وعدم الاقتصار على النباتات كركن صغير على هامش المنازل، وعن الغاية والهدف من المشاركة في المهرجان حدثنا( حسن الراعي) صاحب أحد المشاتل قائلاً "لبينا الدعوة للمشاركة، بغية تشجيع الناس على الزراعة المحلية على الشرفات والأسطحة وليس الاقتصار فقط على أصيص زينة على زاوية رف صغير، باعتبار أن القطاع الزراعي في المحرر يشهد تراجعاً كبيراً، فيجب إعادة الرونق له بدءاً من الأصغر حتى الأكبر، ونحن نقوم بما نستطيعه، وليست غايتنا تسويق موجوداتنا فقط، باعتبار ان المبيعات لا تسد كلفة نقل وتنسيق الورد في الحديقة"

بدوره تحدث (محمد بلشة) أحد المشاركين قائلاً "سعدنا كثيراً بالفكرة والمشاركة، وأنا شاركت بجميع الأصناف المحلية المعروفة بالصالونات مثل السجاد والقرنفل والريحان والحبق وقلب عبد الوهاب والتويا والسرو العطري والمجنونة والتي يتراوح سعرها بين 5 إلى 300 ليرة تركية للقطعة الواحدة"

وعن الأصناف المستوردة حدثنا (عادل أبو فؤاد) أحد المشاركين "تتراوح أسعار الزهور المستوردة من 50 ليرة تركية وحتى 100 دولار، مثل الغاردينيا، الأندريوم برتيون، كراسينا، وهذه تعدّ أنوعاً رخيصة بعض الشيء، أما الأنواع المستوردة الغالية فمثلاً غاردينيا حجم كبير، الفيكوس، الكوتشوك التركي، سيف الملك، ونستوردها من تركيا إلى المحرر عن طريق التجار، وهي تحتاج إلى عناية فائقة ودراية كبيرة في عالم البستنة"

الإقبال وآراء الناس

شهد المهرجان إقبالاً منقطع النظير من كافة أطياف النسيج السوري في مدينة إدلب الذين وجدوا فيه فسحة أمل ومتنفساً طبيعياً للخلاص من أكدار الحياة وضوضاء المدينة (أحمد العلي) أحمد الزائرين عبّر لأورينت نت عن سعادته بهذه الفكرة وأضاف "نحن كأبناء ريف كانت الزراعة عندنا تجري منا مجرى الدم، وقلما تجد بيتاً ليس فيه غطاء أخضر متنوع، ولكن حُرمنا منه سبب النزوح من جهة وضيق المساحات في منازل المدينة من جهه أخرى، وحضرت اليوم مع أسرتي لاستذكار أيام قريتنا، ولنختار أصنافاً صبارية وجورية لزراعتها على البلكون لكسر الروتين الجامد"

من جهتها قالت السيدة (أم باسل) المهتمة بتنسيق الورود "أتيت للمهرجان بهدف الاطلاع على الأصناف المستوردة والجديدة التي حضرت بقوة في هذا المكان، نعم كانت بعض أسعار المستوردات غالية نوعاً ما، ولكن يستطيع أي شخص شراء قطعة ورد يزين بها منزله ويخلق طقساً جميلاً لنفسه وخاصة مع ارتشاف فنجان قهوة الصباح" أما السيد (غازي مصطفى) فقال "تفاجأت بسطحية معلوماتي عن أنواع النباتات والزهور، حيث كنت كالكثيرين لا أعرف سوى الحبق والجوري، ولكن حضر في المهرجان الكثير من الأشكال الغريبة والأسماء الأغرب ذات اللون والرائحة المميزة حتى في عالم الصبار الذي نعتبره من الشوكيات لاحظنا عدة أشكال وألوان مختلفة، وفكرة المهرجان رائعة تسلط الضوء على التنوع الزراعي، وممتع لنا ولمن حضر، لأنه جمع كل ماهو جديد وفريد من نوعه ونتمنى زيادة مثل هذه الفعاليات للخروج من حالة البؤس والسوداوية والبحث عن الأمل والجمال الذي لازال موجوداً في بلدي الحبيب.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات