مأساة فلاحي الغوطة تتكرر.. منع البيع بدمشق ونهب الأرزاق عبر تجار معتمدين

مأساة فلاحي الغوطة تتكرر.. منع البيع بدمشق ونهب الأرزاق عبر تجار معتمدين

يعاني فلاحو الغوطة الشرقية في ريف دمشق الواقعين تحت سيطرة ميليشيا أسد من مأساة تتكرر سنوياً، وذلك بمنع إيصال محاصيلهم الزراعية إلى الأسواق المركزية في العاصمة دمشق إلا من خلال أشخاص محتكرين تسمح حكومة ميليشيا أسد لهم فقط بالدخول، ما يكبد الفلاحين خسائر كبيرة ومستمرة في إنتاجهم الزراعي الموسمي.

سرقة أرزاق الفلاحين

وقال رياض عبد الجليل مزارع من مدينة دوما لموقع أورينت نت، إن ميليشيا أسد تمنع فلاحي الغوطة من إيصال محاصيلهم الموسمية في فصل الصيف، وأهمها المشمش والدراق والأجاص والعنب وكذلك الحليب إلا من خلال شخصيات معينة تتعامل معهم، وهم من المحتكرين من أبناء المنطقة؛ أمثال عائلة المنفوش واللحام في كل من مسرابا ودوما.

وأضاف رياض أن هؤلاء التجار المحتكرين يجنون ثلاثة أضعاف سعر المنتج الذي يأخذونه من الفلاحين باستغلال واضح لجهدهم، بالرغم من وجود عشرات الأزمات الأخرى أمام الفلاحين من ارتفاع أسعار المازوت والأسمدة وقلة الأيدي العاملة، وأكد أن بعض الفلاحين يلجأ إلى إتلاف محاصيله نتيجة تحكم هؤلاء التجار في تحديد سعر المحصول وهو ما يجلب له الخسائر الكبيرة.

أهم أشجار الغوطة والوضع الراهن

من جهته قال منذر عبد العال مدير المكتب الاقتصادي في الغوطة الشرقية سابقا لموقع أورينت نت، إن محافظة ريف دمشق والغوطة خصوصاً اشتهرت بأشجارها المثمرة المتنوعة وخاصة المشمش والإجاص والدراق والعنب، وكان يستخدم المشمش في صناعة قمر الدين والمربيات، وكان يصدّر قسم كبير منه لخارج سوريا، ووصل إنتاج المشمش لأكثر من 20 ألف طن في عام 2009، والآن انحسرت زراعته وإنتاجه بسبب الضغط على الفلاحين ومصادرة أرزاقهم.

وبالنسبة للوضع الحالي للزراعة بعد 4 أعوام من سيطرة ميليشيا أسد، ذكر منذر أن الأراضي الزراعية انحسرت إلى نسبة 30 بالمئة فقط عما كانت عليه في عام 2011 نتيجة عدة عوامل أهمها ارتفاع أسعار المحروقات وعدم وجود معدات زراعية حديثة أو أسمدة للتربة، والسبب الأهم غياب الشباب القادر على العمل الزراعي نتيجة استشهاد قسم منهم أو تهجيرهم أو اعتقالهم أو سوقهم لقوات نظام أسد.

الحواجز الأمنية تقطع أوصال الغوطة

وبدوره قال حسن عباس مزارع من منطقة المرج لموقع أورينت، إن الفلاحين بمناطق سيطرة ميليشيا أسد يعانون من العديد من المشاكل فوجود الحواجز الأمنية في كل قطاعات الغوطة هو التحدي الكبير للفئة الأكبر منهم، كما ويغيب أي دعم من حكومة أسد للمزارعين في ريف دمشق والغوطة، وتفرض ظروف الغلاء في الأسمدة والأدوية الزراعية ونقص الخدمات وسواها تحديات جمّة للفلاحين من الصعب التغلب عليها.

وأضاف حسن أن عدم توفر المازوت وغلاء سعره يعدّ العامل الأبرز في ضعف الإنتاج الزراعي بالغوطة الشرقية وخاصة أن المنطقة شهدت جفافاً ونسب هطول متدنية جداً للأمطار هذا العام، وقال إن الوقود ترتبط به عدة احتياجات زراعية مثل السقاية والحراثة والنقل، وشهدت أسعار الوقود ارتفاعاً كبيراً في السوق السوداء وصل لحد 7 آلاف للتر الواحد ومع ذلك لا يتوفر دائماً.

وتابع أن من عوامل ضعف الإنتاج الزراعي أيضاً غياب الشباب القادر على العمل في الأرض والزراعة، وذلك نتيجة تهجيرهم أو سوقهم للخدمة في قوات أسد والميليشيات التابعة له.

يذكر أن الزراعة كانت تعد المهنة الأساسية لمعظم سكان غوطة دمشق، وكان لا يخلو منزل من أرض زراعية مجاورة و لكن ميليشيا أسد حوّلت تلك الأراضي إلى منطقة مهددة بالتصحر بعد 11 عاماً من حربها على الشعب السوري.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات