انضمّت الإعلامية اللبنانية “داليا أحمد” إلى حملة التحريض العنصري تجاه اللاجئين السوريّين في لبنان، رغم أنّها تعرضت سابقاً لحملة عنصرية واسعة من مؤيدي حزب الله والمنظومة السياسية بسبب لون بشرتها وأصولها غير اللبنانية.
وفي برنامجها الشهير (فشة خلق) الذي يُعرض على قناة "الجديد" اللبنانية، قبل أيام، هاجمت داليا أحمد اللاجئين السوريين بأسلوب استفزازي ودعتهم للعودة إلى بلادهم بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، لتكون أحد أعضاء فريق العنصريين الذين يهاجمون اللاجئين مراراً دون وجه حق.
واعتبرت المذيعة ذات الأصول السودانية في برنامجها التلفزيوني أن لبنان لم يعُد قادراً على تحمُّل عبء اللاجئين بسبب الأزمة الاقتصادية الحالية، زاعمة أن اللبنانيين "تقاسموا كل شيء مع السوريين خلال فترة لجوئهم منذ 11 عاماً"، وخاصة بتقاسم المواد المدعومة حكومياً كالخبز والبنزين والكهرباء وغيرها.
المقدّمة الهجومية للإعلامية في القناة اللبنانية حملت صيغة "اللؤم" تجاه السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية، رغم أن الإعلامية كانت ضحية سابقة لحملات تنمّر وعنصرية من قبل مؤيدي أذرع إيران بسبب لون بشرتها وجنسيتها غير اللبنانية، وما تبعه من حملات تعاطف شعبي وعربي معها ضد تلك الحملات الطائفية والعنصرية.
وما يزيد الطين بلّة، أن معظم التعليقات من اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، أيدت كلام الإعلامية داليا واعتبرت أنها "قالت الحقيقة"، في إشارة إلى تحميل اللاجئين السوريين أزمات لبنان الاقتصادية والاجتماعية، مقابل غض الطرف عن فساد المنظومة الحاكمة في البلاد والتي تسعى لطرد اللاجئين خدمة لنظام أسد في سوريا.
وكانت داليا أحمد تعرضت لحملة عنصرية وتنمر في مطلع العام الحالي من قبل مؤيدي ميليشيا حزب الله وتيار العونيين على مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية مهاجمة زعيم الميليشيا ووصفه بـ "التمساح"، لتخرج في برنامجها (فشة خلق) وترد على الحملة العنصرية بمقدمة عنوانها (مشكلتكن مع الله .. مو مع لوني).
ولاقت تلك الحملة تعاطفاً إعلامياً مع الإعلامية اللبنانية على المستوى العربي والمحلي، حيث كانت (أورينت) من أوائل القنوات المتضامنة معها والرافضة لحملة التنمر العنصري التي طالتها، إضافة لتضامن دولي وأبرزه تعليق الدبلوماسي الأمريكي السابق ألبيرتو ميغويل فيرنانديز، الذي قال إنه يتضامن معها "ضد الحمقى العنصريين في خدمة إيران".
وداليا أحمد، هي سودانية الأصل من أم مصرية، قدِمت لبنان حين كان عمرها 6 أشهر وحصلت فيما بعد على جنسيته واشتُهرت خلال عملها في قناة "الجديد" اللبنانية، ولا سيما في برنامج (فشة خلق) ذي الطابع الهجومي.
ويعاني اللاجئون السوريون في لبنان من حملات تضييق واسعة من قبل المنظومة الحاكمة التي تحمّلهم مسؤولية جميع أزمات البلاد للتهرب من فسادها وجرائمها الكبرى، حيث وصل التضييق لحملات عنصرية ممنهجة يقودها كبار السياسيين، في وقت ما زالت فيه سوريا غير آمنة لعودة اللاجئين بسبب دمار منازلهم وأحيائهم وبسبب الملاحقة الأمنية المتواصلة تجاههم على خلفية مواقفهم المناهضة لميليشيا أسد.
التعليقات (12)