دعا المجلس الإسلامي السوري العلماء والخطباء للتأكيد على أن نظام أسد وميليشياته يشكلان “الإرهاب الأكبر” بالنسبة للشعب السوري، وذلك عقب التصريحات التركية التي تعهدت بتشريع نظام أسد ودعمه على المستوى السياسي في حال القضاء على الإرهاب" المتمثل بمليشيا (PKK) وأذرعها (PYD) في مناطق شرق سوريا كونها تشكل خطراً على تركيا وأمنها القومي.
وقال المجلس في بيان له على موقعه الرسمي اليوم، مخاطباً المشايخ من الخطباء والوعّاظ والمفتين أن يكون محور خطبة غد الجمعة في جميع المساجد مركّزاً على أن "أكبر إرهابٍ يُمارس اليوم داخل سوريا هو إرهاب العصابة المجرمة الطائفية الحاكمة، فهي عدوّة لله ورسوله، كما هي عدوّة للسوريّين وللأمّة ولشعوب المنطقة برمّتها".
وأضاف البيان أن يكون المحور الثاني من الخطبة هو أن "قسد وPKK و PYD عصابات إرهابيّة، وهي من أدوات النظام الإرهابيّ المجرم في حربه على السوريّين وجوارهم التركي، وإنّ محاربة إرهابهم لا تكون بدعم وتقوية إرهابٍ آخر أكبر منه".
البيان الموجه للسوريين وخاصة بالمناطق المحررة شمال غرب سوريا، يعدّ رداً على تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو التي تعهد فيها بتقديم "كل أنواع الدعم السياسي لنظام أسد لقاء محاربة الإرهابيين في سوريا، في إشارة لميليشيا (PKK) وأذرعها السورية، والتي تشكل خطراً قومياً على الأمن القومي التركي ومصنفة على قوائم الإرهاب لديها.
وقال الوزير التركي في حديث متلفز على قناة "تي في 100" التركية، يوم أمس، إن بلاده أجرت سابقاً محادثات مع إيران بخصوص إخراج الإرهابيين من المنطقة، مضيفاً: "سنقدّم كل أنواع الدعم السياسي لعمل النظام (أسد) في هذا الصدد"، واعتبر أنه من الحق الطبيعي لأسد أن يزيل التنظيم الإرهابي (ميليشيا قسد) من أراضيه، لكن ليس من الصواب أن يرى المعارضة المعتدلة إرهابيين.
ورداً على سؤال بشأن العملية العسكرية التركية المحتملة في شمال سوريا وموقف واشنطن وموسكو منها، قال إن "الولايات المتحدة وروسيا لم تَفِيا بوعودهما بإخراج الإرهابيين من المنطقة، وهذا يدل على عدم إخلاصهما في محاربة الإرهاب".
ولاقى بيان المجلس الإسلامي السوري ترحيباً وانتقاداً في أوساط السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عدّ البعض أن البيان يحمل جرأة تحسب للمجلس الإسلامي كونه المظلة الشرعية للسوريين وثورتهم التي يتآمر عليها جميع اللاعبين الدوليين ويحاولون تعويم نظام أسد على حساب القضاء على الثورة السورية، بينما انتقد البعض الأخر البيان واعتبره رسالة انتقاد "خجولة" موجهة إلى الحكومة التركية التي بدأت تغازل نظام أسد، للمرة الأولى منذ عام 2011، كون أسد وميليشياته يشكلان العدو الأول للسوريين.
وتعدّ التصريحات التركية تحولاً واضحاً في السياسية التركية تجاه نظام أسد وميليشياته بعد 11 عاماً على انطلاق الثورة السورية التي واجهها أسد بميليشياته وحلفائه الروس والإيرانيين، وتسبب الحل الإجرامي من قبل نظام أسد وميليشياته بولادة عشرات التنظيمات الإرهابية في سوريا ودمار البلاد وقتل وتهجير الشعب السوري، لا سيما لجوء ملايين السوريين إلى دول الجوار (تركيا ولبنان والأردن والعراق) ودول أوروبا.
التعليقات (4)