دعا فاتح أربكان رئيس حزب الرفاه من جديد المعارض، نجل نجم الدين أربكان "الأب الروحي" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بدء مفاوضات مع حكومة ميليشيا أسد عبر خطة تتكون من 3 بنود، محذراً من مخطط خطير يستهدف المنطقة.
مخطط خطير
وقال أربكان في بث مباشر على قناة "HaberTürk" التركية، إن الولايات المتحدة وإسرائيل تريدان إقامة دولة إرهابية في شمال سوريا، محذراً من وجود فجوة في الميدان تخدم هذا الغرض.
وأضاف أربكان أنه من أجل منع هذا المخطط يجب إرسال السوريين إلى بلادهم، والبدء بفتح قنوات اتصال مع حكومة ميليشيا أسد من أجل تنظيم عودتهم.
خطة من 3 بنود
وحول الطريقة التي سيُرسل بها السوريين إلى بلادهم، قال أربكان إنه "عندما نقول في أسرع وقت ممكن، فإننا لا نقول إننا يجب أن نرسلهم في حافلات من الصباح إلى المساء".
وأوضح أنه في سبيل ذلك يجب تحقيق 3 نقاط رئيسية وهي: أن تجلس الحكومة التركية إلى طاولة المفاوضات مع ميليشيا حكومة أسد في أسرع وقت ممكن.
وثانياً؛ أن تتم تهيئة الشروط المناسبة لضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وأن يتم ذلك عبر وساطة إيرانية كشرط ثالث.
ولفت أربكان إلى ضرورة ضمان سلامة حياة اللاجئين العائدين إلى بلادهم، زاعماً أن أسد لديه دعوات إيجابية لعودتهم.
وقال: "يجب وضع خطة وبرنامج في أقرب وقت ممكن فيما يتعلق بعودة اللاجئين اقتصادياً واجتماعياً، أعتقد أن الغالبية تودّ العودة أيضاً"، كما استشهد بالمثل التركي القائل: "وضعوا العندليب في القفص الذهبي فقال آه وطني"، وفق ما صرّح.
المعارضة التركية والموقف من أسد
وبين الفترة والأخرى يدعو العديد من الزعماء السياسيين المناهضين لتعامل حكومة أردوغان مع ملف اللاجئين السوريين في تركيا وملفات أخرى تتعلق بسياسة تركيا في الإقليم إلى بدء حوار مع ميليشيا حكومة أسد في سبيل إعادة السوريين إلى بلدهم بحجة خطرهم على الأمن القومي التركي، وفق ادعاءاتهم.
والعام الماضي، زعم الكاتب والصحفي التركي "باريش يركاداش" في لقاء تلفزيوني أن بشار الأسد بعث برسالة إلى رئيس حزب الشعب الجمهوري "كمال كليجيدار أوغلو" عقب تصريحاته بشأن اللاجئين السوريين في تركيا.
وزعم "يركاداش" أن كليجيدار أوغلو أوضح مراراً أنه سوف يرسل السوريين إلى وطنهم بإرادتهم وبموافقتهم الخاصة، وليس عبر وضعهم بالحافلات وإجبارهم على العودة بالقوة، كما أعلن استعداده للجلوس مع الأسد على طاولة المفاوضات لمناقشة هذا الأمر، إضافة إلى مسألة ما سماها "المنظمات الإرهابية" شمال سوريا.
فيما يدعو كل من رئيس حزب النصر المعارض المتطرف أوميت أوزداغ، وكذلك رئيس حزب السعادة تمل كاراملا أوغلو إلى الحوار مع الأسد وبدء صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين.
الحكومة التركية والموقف من أسد
على صعيد متصل، أبدى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إمكانية دعم بلاده لنظام أسد سياسياً، وذلك في حال محاربتها لميليشيا قسد "الإرهابية" وطردها من شمال شرق سوريا، مؤكداً ضرورة تغيير الأخير نظرته تجاه "المعارضة المعتدلة".
وقال جاويش أوغلو في حديث متلفز على قناة "تي في 100" التركية، قبل أيام، إن بلاده أجرت سابقاً محادثات مع إيران بخصوص إخراج الإرهابيين من المنطقة، مضيفاً: "سنقدّم كل أنواع الدعم السياسي لعمل النظام (أسد) في هذا الصدد" بحسب وكالة الأناضول.
ولفت الوزير التركي إلى أنه من الحق الطبيعي لأسد أن يزيل التنظيم الإرهابي (ميليشيا قسد) من أراضيه، لكن ليس من الصواب أن يرى المعارضة المعتدلة إرهابيين.
وقبل أيام كان لافتاً خروج كبير مستشاري الرئيس التركي "أيهان أوغان" بتصريح مفاجئ، اعتبر فيه أن حكومة بلاده لها رأي أكبر في مستقبل سوريا من بيت الأسد وعائلته الحاكمة هناك، مؤكداً أن أنقرة ستنشئ خطاً أمنياً جديداً (ما يسمى بالمناطق الآمنة) من حلب إلى الموصل إذا اضطرت لذلك.
ورغم أنه لم تكن هناك أي أسباب معلنة تدعو إلى هذه التصعيد، إلا أن مصادر "أورينت" أكدت أنها جاءت بمثابة إعلان عن فشل الوساطة التي أطلقتها إيران لإعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق.
ويأتي هذا في وقت تزداد فيه التصريحات والجدال حول اللاجئين السوريين في تركيا من قبل أحزاب المعارضة ورموزها سواء في الصحف أو التلفزيون، وذلك بهدف التأثير على الرأي العام في البلاد قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2023، فيما تسعى الحكومة التركية على لسان متحدثيها إلى توجيه تطمينات حول حماية اللاجئين وعدم إجبارهم على العودة.
التعليقات (8)