في إحدى الأمسيات في بيت عمي محمد الماغوط كنت نهماً لسماع أرائه حول ما يجري في المنطقة والعالم، وكان يقول لي دائماً: "أن أمريكا تقود العالم إلى الخراب.. ولا توجد قوة جاهزة في العالم لردعها"
ذهب محمد الماغوط وبقي كلامه.. ومن وحي هذا الكلام أستطيع أن أتخيل هذا الحوار:
س: ما هو البلاء الأعظم للبشرية؟
- تجار الأسلحة… ومن معهم
س: من معهم؟
- أحزاب وساسة وحكام ومناجم ومسوقون وفتن ومهربون وثورات ومهرجانات وطوائف كلها تعمل لصالح تجار الأسلحة ومنذ بدء الملكية الخاصة وحتى الآن.
س: ما انعكاسات ذلك على ما يجري في بلادنا؟
ما يجري في بلادنا هو معركة حامية الوطيس بين الناس العزل وبين سماسرة الأسلحة وسماسرة البندورة وسماسرة الأراضي وكل خدم النظام الرأسمالي.
س: والمعارضة المسلحة؟
- طالما هي مسلحة فهي في خدمة تجار الأسلحة في النهاية.
س: ما مستقبل الصراع في سوريا؟
- صراع
س: ما دور المثقفين في هذا الصراع؟
- مثل دور من ينقل الماء بالمصفاة.
س: ما مستقبل سوريا؟
- مستقبل سوريا مزيد من الخدمات الطبية والمساعدات الغذائية والأحذية البلاستيكية ودورات المياه البلاستيكية المتنقلة.
س: والحكام؟
- يتقاضون ثمن دماء شعوبهم بالعملة الصعبة وتشحن إلى بنما.
س: والمعارضات في كافة الدول؟
- يهدونها أسلحة لتتقاتل مع بعضها.
س: كيف يمكن القضاء على تجار الأسلحة؟
بعدم استخدام الأسلحة.
س: والحدود؟
ج: يعاد بناء الحدود، وكلفة البناء من البنك الدولي بفوائد وإزالة الأنقاض تقوم بها الشعوب بأيام وطنية.
س: ما هو رأيك بالموت؟
الموت ليس هو الخسارة الكبرى .. الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا ونحن أحياء.
س: رأيك بالهيئة العليا للمفاوضات؟
الكل متفقون على بيع كل شيء ولكنهم مختلفون على الأسعار!
س: يتهمك البعض أنك نسيت هموم الوطن؟
هل أبكي بدموع فوسفورية حتى يعرف شعبي كم أتألم من أجله؟
س: يقولون إن الحرية فوضى؟
لو كانت الحرية ثلجاً لنمت في العراء.
س: كيف ترى دمشق؟
مدينتي محجبة، ولكن بالياسمين..
س: كيف ترى التدخل الأجنبي بسوريا؟
على كل جندي أجنبي يجب أن لا يعود براً أو جواً أو بحراً إلى بلاده سليماً معافى إلا إذا كان مهاجراً مغلوباً على أمره.
س: رأيك بالسلام العربي؟
عندما يلوح العربي بغصن زيتون فإنه يلوح به كمقلاع .
س: ماذا قدمت للوطن؟
الوطن يئن ويبكي على مدار الساعة، وأنا كالأم الحائرة لا تعرف سوى أن تصلي، وتضمه إلى صدرها، وتستعجل قدوم الصباح.
س: ما هو رأيك بالثورة؟
لم أستطع تدريب إنسان عربي واحد على صعود الباص من الخلف والنزول من الأمام فكيف بتدريبه على الثورة."
س: كيف ترى أطراف الصراع في سوريا؟
"اتفَقوا...... على توحيد الله و تقسيم الأوطان...!"
س: رأيك بما يجري في العالم؟
"كل طبخة سياسية في المنطقة أمريكا تعدها وروسيا توقد تحتها وأوروبا تبردها وإسرائيل تأكلها والعرب يغسلون الصحون."*
__________________
* بعض الإجابات في هذا الحوار منتقاة من كتابات نشرها محمد الماغوط
التعليقات (9)