عقاب من نوع آخر .. ميليشيا أسد تسمح بعودة جزئية لأهالي الحجر الأسود وتضع شرطين للموافقة

دعا محافظ القنيطرة التابع لحكومة أسد “معتز جمران” خلال الأسبوع الجاري لإعادة تأهيل البنى التحتية من كهرباء ومياه شرب وطرقات وإزالة للأنقاض في منطقة الحجر الأسود جنوب دمشق، وذلك تمهيداً لعودة عدد كبير من العائلات من أهالي القنيطرة والجولان النازحين إلى الحي وإعادة الحياة كما كانت عليه سابقاً قبل عام 2011، بحسب وصفه.

وزعمت وكالة أنباء ميليشيا أسد "سانا"، أن ورشات الصيانة تواصل أعمال ترحيل الأتربة والأنقاض وفتح الشوارع الرئيسية والفرعية في أحياء تشرين والثورة في تجمع أحياء الحجر الأسود جنوب العاصمة دمشق تمهيداً لعودة المزيد من العائلات من المهجّرين بحسب قولها، وهو ما تنفيه الحقائق والوقائع على الأرض بحسب ناشطين ومهجّرين من الحي.

عودة ضئيلة لعائلات موالية

بدوره قال "منصور البقاعي" من ناشطي الحجر الأسود لموقع أورينت نت، إن ادّعاءات إعلام ميليشيا أسد بعودة قسم كبير من عائلات حي الحجر الأسود جنوب دمشق، كلام مُنافٍ للحقيقة ولم يتجاوز عدد العائلات التي عادت منذ إعلان المحافظة فتح باب العودة للأهالي نهاية عام 2021 أربعمئة عائلة فقط.

وأضاف البقاعي أن معظم العائلات التي عادت هم من أبناء حي الحجر الأسود الذين كانوا يقطنونه قبل عام 2012 وهم من النازحين أصلاً من القنيطرة ومعظمهم من الموالين لميلشيا أسد من أعضاء حزب البعث ومن عناصر الفرقة الرابعة والميليشيات التي تقاتل في صفوف قوات أسد مثل لواء القدس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكتائب أحمد جبريل.

وذكر أن هذه العائلات معروفة بقربها من مخابرات أسد، وقد عادوا إلى أحياء "الثورة" و"الأعلاف" و"الوحدة" في الحجر الأسود دون أن يكون هناك أدنى مقومات من الخدمات بعكس ما زعمه أعلام أسد.

موافقة لعودة 200 عائلة بشروط

من جهتها ذكرت مصادر محلية أن هناك موافقات أمنية من استخبارات ميليشيا أسد لعودة نحو 200 عائلة من أهالي منطقة "الحجر الأسود" جنوب العاصمة دمشق إلى منازلهم بحسب شبكة "صوت العاصمة" .

وأضافت الشبكة، أن استخبارات ميليشيا أسد بدأت بالعمل على إصدار وثائق للعائلات المشمولة في القائمة الجديدة، تمكّن حامليها من دخول المنطقة عبر الحواجز الأمنية المحيطة بها.

وأشارت إلى أن استخبارات أسد حرمت جميع العائلات التي صدرت برقية اعتقال بحق أحد أفرادها من الأفرع الأمنية أو محكمة الإرهاب من العودة إلى المنطقة، لافتة إلى أنها حرمت أيضاً المعتقلين السابقين بقضايا "الإرهاب" من الموافقة الأمنية.

فيلم على أنقاض المهجّرين

وكانت موجة واسعة من الجدل والانتقادات طالت نجم أفلام الفنون القتالية الممثل الصيني جاكي شان، وذلك لاختياره منطقة "الحجر الأسود" المدمّرة في ضواحي دمشق موقعاً لتصوير فيلمه الجديد"Home Operation" في شهر تموز الماضي.

وتداول مغردون مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو، تُظهر كادر تصوير الفيلم وخلفهم أبنية محطمة ومهجورة، جراء القصف الجوي الذي تعرضت له منطقة الحجر الأسود خلال حرب سوريا.

ورأى مغردون ونشطاء كثر أن تصوير أفلام على أنقاض بيوت السوريين المهجّرين "ينتهك حُرمة الضحايا وعائلاتهم"، الذين أُجبروا على ترك الحجر الأسود ولم يعودوا إليها.

الثورة في الحجر الأسود

يُذكر أن أهالي الحجر الأسود شاركوا في الثورة منذ بدايتها، وخرج أبناء المنطقة التي تعد واحدة من أكبر تجمعات أبناء الجولان المحتل في دمشق وريفها، في مظاهرات وتعرّضوا للاعتقال والقمع على يد ميليشيا أسد ثم تعرضوا لاحقاً للقصف والتنكيل من قبل "داعش" وبعدها التهجير في الشهر الخامس من عام 2018، ويعيش عدد من سكانها حالياً في بعض مخيمات الشمال السوري.

والحجر الأسود هي بلدة وناحية إدارية تابعة إدارياً لمحافظة دمشق، وتبدأ حدودها من نهاية "شارع 30" في مخيم اليرموك، وتمتدُّ لتتصل بمشارف بلدة سبينة، وتحدُّها من جهة الغرب منطقة القدم، وهي مشهورة بأن غالبية سكانها هُم نازحون من منطقة الجولان المحتلة.