أثارت الاعترافات التي بثّها التلفزيون الرسمي لنظام أسد لقاتل الطفلة (جوى استانبولي) موجة كبيرة من السخط والغضب في صفوف الموالين، بعد أن أدلى القاتل بـ (رواية غير مُقنِعة) ومناقضة تماماً لجميع التقارير الطبية والأمنية التي أُعلن عنها بعد العثور على الجثة، إضافة لمحاولة تلفزيون أسد حذف فيديو الاعترافات من الصفحات الموالية، التي سرعان ما نشرت الفيديو مع سيل من التهم والانتقادات، في محاولة للتغطية على الأكاذيب التي أدلى بها القاتل.
وجاء في اعترافات الجاني ويُدعى (مدين الأحمد)، والذي أعلنت ميليشيات أسد أنه يسكن في نفس الحي (حي الزهراء الموالي بحمص) وجارٌ للضحية، أنه قام بخنق الطفلة لمدة 10 دقائق بعد استدراجها والاعتداء عليها، ثم قام برميها في حاوية نفايات.
صفحات موالية تكذّب الرواية بـ 4 دلائل
وكذّبت صفحات موالية صحة الرواية التي أدلى بها القاتل خلال اعترافاته، مشيرة إلى أنها تختلف كليّاً عن المعلومات التي أدلت بها داخلية أسد خلال ما أسمته (عملية البحث عن قاتل الطفلة جوى)، حيث قالت صفحات من بينها (الجميلية الآن) الموالية في منشور لها على فيسبوك أن كلام القاتل يناقض نتائج البحث الجنائي والطب الشرعي، لأن تقرير الطبيب الشرعي أكد أنه لا يوجد أية علامات على اغتصاب الطفلة، وهو ما نفاه القاتل باعترافه عندما ذكر أنه اغتصب الطفلة، إضافة لتقرير آخر أكد وفاة الطفلة بضربة على الرأس، فيما أكد القاتل أنه خنق الضحية، فضلاً عن إعلان أمن أسد عثوره على الطفلة في مقبرة (النصر)، أما القاتل فقد أكد أنه رماها في حاوية للقمامة بالحي نفسه.
وطرحت الصفحة عدة أسئلة حول تفاصيل الجريمة، خاصة بما يتعلق بعمليات البحث في الحي التي أعلن عنها، مشيرة إلى أنه كيف بالإمكان إخفاء الطفلة في المنزل القريب من منزل ذويها، في وقت قامت به دوريات الأمن بتفتيش كل شبر من الحي برفقة الكلاب البوليسية حتى الثالثة بعد منتصف الليل.
محاولات حذف
ووسط الاتهامات والتناقضات بين رواية القاتل ورواية داخلية أسد حول الجريمة، حاول تلفزيون أسد الرسمي حذف الفيديو من الصفحات الموالية في محاولة منه لـ (لملمة الفضيحة)، حيث كتب الفنان الموالي (بشار إسماعيل) منشوراً على صفحته في فيسبوك، أعلن من خلاله محاولة وزارة الإعلام حذف فيديو الاعترافات، إلا أنه عزا ذلك لما أسماه (كلمات غير مهنية) وردت ضمن اعترافات قاتل الطفلة.
موالون: رواية كاذبة وهذا الدافع منها
وردّ المعلقون على منشور (إسماعيل) بالقول، إن محاولات الحذف ليست بسبب السماح ببث كلمات غير مهنية، وإنما في محاولة للتغطية على (كذب الرواية) التي أدلى بها نظام أسد حول تفاصيل مقتل الطفلة، حيث أكد أحد المعلقين أن الاعترافات ما هي إلا (سيناريو مكتوب) وأن برود أعصاب القاتل خير دليل على وجود (كذب في القضية)، أما آخر فقد اعتبر أن أمن أسد استقدموا شخصاً لإلصاق التهمة به من أجل إسكات الشارع الذي بدأ يضغط عليهم.
وقد أجمعت غالبية التعليقات على التناقض بين اعترافات (القاتل) وبين روايات أجهزة أمن أسد وطبّه الشرعي خلال فترة البحث، إضافة للعلامات الجسدية التي ظهرت على القاتل عند اعترافه، كثبات الصوت وعدم الخوف ووجود زلات في المعلومات حول ما قام به بعد ارتكابه الجريمة.
مصادر خاصة: من ظهر في الصورة قائد شبيحة
وفي ظل الجدل الحاصل، كشفت مصادر خاصة لـ أورينت نت أن المدعو (مدين الأحمد) ما هو إلا عنصر سابق في مجموعات الشبيحة (كتائب البعث) بين 2012 - 2015، حينما تم تسليح السواد الأعظم من أحياء الموالين في مدينة حمص كـ (الزاهرة وعكرمة والنزهة) بشكل عشوائي وبلا حسيب أو رقيب.
ومع أول إعلان لها يتعلق بـ (القبض على القاتل)، حاولت داخلية أسد تبرير ما قام به المجرم وأخفت معلومات مهمة تؤثّر في مجرى القضية قانونياً، وذلك عبر إلصاق دافع الجريمة بـ (الحالة النفسية المَرَضية والمادية السيئة له)، إضافة لادعائها بأن القاتل معروف بتعنيف زوجته وأطفاله وأن دافع القتل لديه بالأساس "غريزي".
التعليقات (7)