في ذكراها العاشرة.. الغارديان تنشر تفاصيل جديدة عن مجزرة داريا وتضعها بيد العدالة الدولية

في ذكراها العاشرة.. الغارديان تنشر تفاصيل جديدة عن مجزرة داريا وتضعها بيد العدالة الدولية

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تفاصيل جديدة تتعلق بمجزرة داريا التي ارتكبتها ميليشيات أسد بالمدينة غرب دمشق في 25 آب 2012 وراح ضحيتها نحو 700 شخص، وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة على وقوعها.

واعتمدت الصحيفة في تقرير لها على نتائج توصل لها فريق من المحققين من سوريا، أو من أصل سوري، بدعم من مجموعة مناصرة الكونسورتيوم البريطاني السوري (SBC)،حيث قام بتعقب الناجين والشهود المنتشرين في جميع أنحاء العالم لتسجيل وتحليل شهاداتهم، فيما تم تغيير أسماء بعض المحققين لأسباب أمنية.

تقرير يكشف تفاصيل المجزرة

وأوضحت أن الفريق يأمل في أن تستخدم هيئات الأمم المتحدة ومؤسسات قانونية أخرى النتائج، التي نُشرت اليوم الخميس، لمحاكمة بعض المسؤولين في حكومة ميليشيات أسد.

وأشارت الصحيفة إلى أن التفاصيل تُسجل كأول تقرير كامل عن المذبحة التي ارتكبتها ميليشيات أسد في داريا، والتي خلفت 700 قتيل حيث يمكن أن تساعد في تحقيق العدالة للضحايا.

وقالت الغارديان قُتل ما لا يقل عن 700 شخص عندما اقتحمت القوات الموالية لبشار الأسد البلدة في الفترة ما بين 24 و 26 أغسطس/ آب2012. وتوجهت القوات من باب إلى باب لتقتل وتعتقل الرجال والنساء والأطفال، في حين كان الناس المذعورون يختبئون في الأقبية.

وذكر التقرير أن "هذا التقرير يسجل الفظائع التي ارتُكبت في داريا بناء على شهادات الشهود والضحايا، وبالتالي تخليد رواياتهم والاحتفاظ بسجل للأجيال القادمة".

كما يوضح أنه على الرغم من مرور 10 سنوات وجمع الأدلة الجوهرية، فإن المساءلة والعدالة ما زالت بعيدة عن متناول سكان داريا.

خيبة أمل

وأضاف أنه على الرغم من خيبة أمل أهالي داريا في النظام الدولي، قدّم الشهود شهادتهم، وسردوا الجرائم البشعة التي ارتكبتها ميليشيات أسد في داريا، بناءً على اعتقادهم أن قصتهم ليست جديرة بالتوثيق فحسب، بل قد تساعد يوماً ما في جلب العدالة والمساءلة".

وقالت الغارديان إنه في ذلك الوقت، اعتُبرت أحداث داريا، على بعد أميال قليلة من دمشق، أسوأ مجزرة منفردة في الحرب، ووصفها نظام الأسد بأنها عملية لمكافحة الإرهاب، أما على الصعيد الدولي، لم يتم توثيقها إلى حد كبير، باستثناء إشارة موجزة في تقرير أوسع للأمم المتحدة عن سوريا في عام 2013، والذي أقر بارتكاب ميليشيات أسد جرائم حرب وقال إن هناك حاجة لمزيد من التحقيق.

ونقلت الصحيفة عن ياسمين نحلاوي المتخصصة في القانون الدولي والوقاية من الفظائع قولها: "اخترنا التحقيق في هذه المجزرة لأنها كانت بداية حل اللغز في داريا"، مضيفة "اشتبك الجيش من قبل في مناوشات ودخل المدينة وأطلق النار على المتظاهرين، لكن هذا كان أول حدث كبير أدى إلى دوامة الحملات المستهدفة ضد المدينة ومذابح أخرى وحصار وقصف".

وقالت المحققة يافا عمر التي تذكرت سماع القصف من منزلها وسط دمشق: "إذا سمحت بحدوث هذه الجرائم في سوريا فسيصبح ذلك هو القاعدة وسيحدث في أماكن أخرى"، مضيفة "إن قيام السوريين بذلك يمهد الطريق أمام الضحايا في البلدان الأخرى لاستخدام نفس الأدوات لتحقيق العدالة".

روايات الشهود

ونقلت الغارديان عن شهود عيان في الأيام التي سبقت المجزرة، قولهم إنه تم استجواب العديد منهم حول الأحداث لأول مرة، وأن حكومة أسد وحلفائها قصفوا بشكل عشوائي أحياء في جميع أنحاء داريا، مما أسفر عن مقتل وإصابة المدنيين.

وقال أحد الشهود: “بدأ تصعيد النظام ضد مدينة داريا في اليوم الأول أو الثاني من العيد (19 أو 20 آب). أصبح القصف أسوأ من المعتاد. كان هناك قصف بقذائف الهاون وأنواع أسوأ من القصف بأسلحة لم نكن نعرفها".

وقال آخر "علمنا أن دور منطقتنا جاء عندما توقفت قذائف الهاون"، فيما قال أحد الشهود للباحثين إن المشهد في المستشفى بعد إحدى الهجمات كان "مروعاً، مثل يوم القيامة".

وتابع "كان مشهد الدم مخيفًا. ما زلت أتذكر صرخات الناس. كان الجميع ينادون باسم أحبائهم.. أتذكر أنني أتساءل عما إذا كان بعض الناس أمواتًا أو أحياء لأنهم توقفوا عن الصراخ".

وقال التقرير إن المحققين تمكنوا من التعرف على ميليشيات أسد وميليشيات إيران وحزب الله المتورطة في الهجمات من خلال زيهم وشاراتهم وأسلحتهم. كما حدد الفريق بعض الأفراد المسؤولين.

ويفصّل التحقيق أيضًا كيف كانت المذبحة وما أعقبها هدفًا لمعلومات مضللة، بما في ذلك أدلة على أن مراسلي التلفزيون ضغطوا على المدنيين المصابين بجروح خطيرة لتعزيز رواية الدولة بأن قوات المعارضة كانت مسؤولة عن عمليات القتل.

وقال المحقق أحمد سعيد، الذي نشأ في داريا، إن جهود طمس حقائق ما حدث "كانت أسوأ من المذبحة نفسها".

وأضاف أن توثيق الجرائم التي وقعت في مسقط رأسه كان صعبًا، وواصل قائلا: "تعتقد أنك أقوى وأن هذه القصص لا تؤثر عليك، لكن في بعض الأحيان تدرك أنها تؤثر عليك بطرق خفية".

وشهدت محاكمة أجريت مؤخرًا في ألمانيا إدانة ضابط سوري سابق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لكن محاولات إحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تم رفضها من قبل روسيا والصين.

الغارديان تكشف مجزرة التضامن

وفي نيسان الماضي، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، تسجيلاً يوثّق قيام ضابط صف في أجهزة ميليشيا أسد الأمنية يدعى "أمجد يوسف" بعمليات إعدام جماعية في حي "التضامن" جنوب دمشق، كما قام عناصر الميليشيا بتكويم الجثث فوق بعضها وحرقها.

ووفقاً للصحيفة البريطانية يعود تاريخ الجريمة إلى نيسان/أبريل 2013، وارتكبها عناصر يتبعون للفرع 227 (يُعرف بفرع المنطقة) من جهاز المخابرات العسكرية".

وكان موقع newlines أفاد أن عدد الضحايا الموثقين في 27 تسجيلاً بحوزة معدّي التحقيق الذي نشرته الغارديان بلغ 288 شخصاً معظمهم من فئة من الشباب وكبار السن وعدد من النساء والأطفال.

التعليقات (3)

    رامي

    ·منذ سنة 8 أشهر
    لا يوجد اشرف من جريدة الغارديان...كل الشكر والتقدير لهم

    monie

    ·منذ سنة 8 أشهر
    مذابح النظام النصيري والمليشيات المجوسية القادمة من العراق ولبنان وأفغانستان فاقت مجازر هولاكوا وكلها جرائم موثقة قتل فيها مليوني سني سوري وهجر عشرة ملاين أخرين . والمذابح والقتل والدمار يعرفه العالم أجمع ومع كل ذالك يطبع ملك الأردن ورئيس مصر والإمارات والجزائر والعالم أجمع لعن الله هيئة الأمم وحقوق الإنسان ومجلس الأمن والجامعة العبرية وأل سهود .العالم كله متآمر على أهل السنة لأنهم هم الإسلام. ملك الأردن سيسلمها كشقة مفروشة من دون قتال يذكر وسيهرب ،لى لندن لتمهيد الطريق للمجوس للوصول إلى مكة والمدينة لهدم الأماكن المقدسة فيها وذبح أهلها.أمريكا هي التي سلمت العراق وسوريا ولبنان واليمن للمجوس وحتى يقضى على الإسلام.

    monie

    ·منذ سنة 8 أشهر
    مذابح النظام النصيري والمليشيات المجوسية القادمة من العراق ولبنان وأفغانستان فاقت مجازر هولاكوا وكلها جرائم موثقة قتل فيها مليوني سني سوري وهجر عشرة ملاين أخرين . والمذابح والقتل والدمار يعرفه العالم أجمع ومع كل ذالك يطبع ملك الأردن ورئيس مصر والإمارات والجزائر والعالم أجمع لعن الله هيئة الأمم وحقوق الإنسان ومجلس الأمن والجامعة العبرية وأل سهود .العالم كله متآمر على أهل السنة لأنهم هم الإسلام. ملك الأردن سيسلمها كشقة مفروشة من دون قتال يذكر وسيهرب ،لى لندن لتمهيد الطريق للمجوس للوصول إلى مكة والمدينة لهدم الأماكن المقدسة فيها وذبح أهلها.أمريكا هي التي سلمت العراق وسوريا ولبنان واليمن للمجوس وحتى يقضى على الإسلام.
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات