"فكرتهن سوريين".. هي عبارة أطلقها مدير مدرسة لتبرير إطلاق النار على أطفال كانوا يلعبون في مدرسة في إحدى المناطق اللبنانية، في مؤشر مؤسف حول ارتفاع موجة العنصرية التي تقودها أحزاب سياسية تجاه اللاجئين السوريين لبنان.
وفي التفاصيل، ذكرت قناة (صوت بيروت إنترناشونال) أن مدير إحدى المدارس في منطقة المرج بالبقاع الغربي في لبنان، أطلق النار على أطفال كانوا يلعبون في ملعب المدرسة عند ساعات المساء، في وقت تغلق المدارس أبوابها بسبب العطلة الصيفية.
وتروي والدة إحدى الطفلات في لقاء مصور أجرته القناة، أن ابنتها وبعض أصدقائها (بنات وصبيان) وجميعهم تحت السن القانونية، تسلّقوا جدار المدرسة الواقعة في الحي الذي يقطنون فيه وذلك بهدف لعب "الكرة" في ملعب المدرسة، الأمر الذي دفع مدير المدرسة لإطلاق النار تجاه الأطفال لدخولهم المدرسة دون إذن.
وقال أهالي الأطفال الذين تعرضوا للترهيب إن المدير أطلق النار بغزارة من بندقيته باتجاه أطفالهم لإخراجهم من باحة المدرسة، ولاحقهم بتهديدات وشتائم ترافقت مع الرصاص، وتوجيه السلاح بشكل مباشر تجاه إحدى الطفلات، الأمر الذي أدى لحالة ذعر وصراخ بينهم، كما أصيبت طفلة بحالة إغماء نتيجة الذعر والخوف أثناء ملاحقتها وتوجيه السلاح إليها.
لكن جريمة إطلاق النار تجاه أطفال صغار من شخص يعدّ قدوة مجتمع، حاول مدير المدرسة تبريرها بجريمة عنصرية فاقت حدود المعقول وتجاوزت سقطات الإنسانية حين حاول التبرير بأن الدافع كان ظنه أن الأطفال من اللاجئين السوريين.
وقالت والدة إحدى الطفلات في اللقاء الذي أجرته القناة اللبنانية: "أول الحديث قال (المدير) فكرتهم حرامية، طلعت مرتو عالبلكون قالت فكرناهن سوريين.. إذا فكرتوهن سوريين ولا فلسطينيين ولا لبنانيين، بحقلكن تقوصوا عليهن؟".
في حين أصر الأهالي المعنيون على تحويل القضية للقضاء والسلطات الأمنية، ورفضوا مبادرات الصلح التي تسعى لطي الملف وتبرئة الجاني الذي فرّ هارباً بعد ارتكاب الجريمة، كما استنكر الأهالي تبرير المدير وزوجته الجريمة بقولهم إنهم "فكرناهن سوريين"، وطالبوا وزارة التربية بمتابعة الأمر ومراجعة أمر المدير كونه لا يملك مؤهلات تربوية بعد الحادثة.
ويعاني اللاجئون السوريون في لبنان من حملات تضييق واسعة من قبل المنظومة الحاكمة التي تحمّلهم مسؤولية جميع أزمات البلاد للتهرب من فسادها وجرائمها الكبرى، حيث وصل التضييق لحملات عنصرية ممنهجة يقودها كبار السياسيين، في وقت ما زالت فيه سوريا غير آمنة لعودة اللاجئين بسبب دمار منازلهم وأحيائهم وبسبب الملاحقة الأمنية المتواصلة تجاههم على خلفية مواقفهم المناهضة لميليشيا أسد.
ويستضيف لبنان نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري، مسجَّلين بشكل رسمي بحسب الإحصائيات اللبنانية والأممية، ودخل هؤلاء اللاجئون الأراضي اللبنانية منذ عام 2011، هرباً من بطش ميليشيات أسد وإيران وخاصة "حزب الله" اللبناني الذي ساهم بتدمير عشرات المدن والقرى وتحويلها لمقرات عسكرية لميليشياته بعد تهجير أهلها.
التعليقات (6)