تجدد الصراع المسلّح بين الميليشيات الشيعية في العراق، وأدى لسقوط قتلى وجرحى بين الطرفين، في ظل تفاقم الصراع المدعوم من النظام الإيراني الساعي للهيمنة الكليّة على البلاد، وذلك بعد يومين على أحداث دموية شهدتها المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد بسبب الصراعات السياسية بين الميليشيات المحلية.
وذكرت وسائل إعلام عراقية أن اشتباكات اندلعت خلال الليلة الماضية بين ميليشيا (سرايا السلام) التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وبين ميليشيات (عصائب أهل الحق) التابعة لإيران في مدينة البصرة جنوب العراق، وأسفرت عن مقتل أربعة عناصر، اثنان من صفوف سرايا السلام أحدهم قيادي، وآخران من (عصائب أهل الحق).
ونقلت وكالة (رويترز) عن مسؤولين أمنيين عراقيين أن الاشتباكات الليلية بين الميليشيات الشيعية المتناحرة وقعت وسط البصرة وأسفرت عن مقتل أربعة عناصر وإصابة 10 آخرين.
دفع ذلك القيادي الصدري صالح محمد العراقي المعروف بـ "وزير الصدر" لمهاجمة متزعم ميليشيا (عصائب أهل الحق) قيس الخزعلي، وقال في منشور على "تويتر": "احذرك يا قيس إذا لم تكبح جماح ميليشياتك الوقـحة، واذا لم تتبرأ من القـتلة والمجرمين التابعين لك".
وأضاف في منشوره مخاطباً الخزعلي: "كفاك استهتاراً بـدماء الشعب أياً كانوا.. فإن أعطيت لنفسك الولاية بقتل أتباعك مثل: (ابا ذر) فلا يعني أنك تنصب نفسك جلاداً لكي تغتال كلابك المسعـورة الأسود.. والحـشـد براء منك أيها الـوقـح".
وبدورها قالت (خلية الإعلام الأمني) إن "ما شهدته محافظة البصرة جريمة قتل في مركز المحافظة وإصابة آخر، حيث ألقت القوات الأمني القبض على عدد من المشتبه بهم"، مشيرة إلى "أن الأوضاع الأمنية "مسيطر عليها".
وتأتي تلك الاشتباكات (شيعية - شيعية) التي اندلعت بين أنصار التيار الصدري وتحالف الأحزاب الموالية لإيران وسط العاصمة العراقية بغداد، قبل يومين وأسفرت عن مقتل 30 شخصاً وإصابة مئات معظمهم من الميليشيات الشيعية المتنازعة، على خلفية اقتحام أنصار التيار الصدري للمنطقة بسبب الأزمة السياسية المتفاقمة بين الأطراف العراقية.
عقب ذلك دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره للانسحاب تماماً من أمام البرلمان وإلغاء اعتصامهم، مقدماً اعتذاره للشعب العراقي الذي اعتبره "المتضرر الوحيد مما يجري"، وأمهل أنصاره ساعة واحدة للانسحاب من المنطقة الخضراء، منتقداً أعمال العنف التي وقعت في العراق منذ إعلانه اعتزال السياسة.
وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة اعتبر قبل يومين أن ما يشهده العراق "هو تصعيد خطير للغاية"، مطالباً بوقف العنف والتصعيد تجاه المتظاهرين، فيما وصفت الخارجية الأمريكية التقارير بشأن الاضطرابات في العراق وتعطيل مؤسسات الدولة بأنها "مقلقة للغاية"، ودعت جميع الأطراف للحوار من أجل تشكيل حكومة تسعى لتحقيق تطلعات العراقيين.
وجاءت تلك التطورات عقب إعلان زعيم التيار الصدري في العراق (مقتدى الصدر) اعتزاله العمل السياسي بشكل نهائي، على خلفية تعطيل الحياة السياسية وعرقلة تشكيل حكومة وطنية منذ تسعة أشهر على التوالي، بسبب الهيمنة الإيرانية التي تؤثر كلياً على المشهد العراقي.
ويعاني العراق فراغاً سياسياً متواصلاً منذ 300 يوم بسبب التناحرات السياسية الداخلية التي أبقت البلاد دون رئيس أو حكومة، مقابل إصرار "الإطار التنسيقي" وهو تحالف الأحزاب الشيعية الموالية لإيران ويتصدره المالكي، على تشكيل حكومة بزعامة محمد شياع السوداني، في ظل تزايد الأزمات على الأصعدة السياسية والاقتصادية بسبب المعرقلات الإيرانية لأي خطوات سياسية تسعى لإنقاذ البلاد من الفوضى الأمنية والفراغ السياسي.
التعليقات (1)