لا تخلو أخبار السوريين من حوادث الانتحار لأشخاص وضعوا حدّاً لحياتهم بعدما ضاقت بهم السبل، حيث ازدادت حوادث الانتحار في أوساط السوريين خلال الأعوام الماضية وكان آخرها أقدام سيدة سورية تبلغ من العمر 20 عاماً على الانتحار بعدما تعرضت للتعذيب على يد زوجها.
وذكرت صحيفة "ملييت" التركية، اليوم الخميس، أن فتاة سورية تدعى (ج. ح.) تبلغ من العمر 20 عاماً أقدمت على الانتحار بسبب تعنيفها جسدياً ونفسياً باستمرار من قبل زوجها (ف. ح.) الذي يكبرها بخمس سنوات وذلك في ولاية أضنة جنوب تركيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن الفتاة المتزوجة بعقد ديني (قران لدى الشيخ) كانت قد لجأت إلى أخيها (م. ح.) عقب تعنيفها من قبل زوجها وقالت له إنها تريد أن تنجوَ من زوجها وتبقى لديه فترة من الزمن، إلا أنه رفض استقبالها قائلاً: "إنه زوجك وستعودين إليه، لا يمكنك البقاء هنا".
السيدة السورية التي جاءت وعائلتها إلى تركيا من حلب عام 2014، لم تتحمل ما لاقته من رفض وظلم اجتماعي لها، خاصة أنها كانت تواجه تهماً بالخيانة فضلاً عن أنها فقدت جنينها قبل شهرين بسبب ضرب زوجها لها، فقررت إنهاء حياتها بطريقة مأساوية، وفق الصحيفة.
واستفاق سكان الحي على مشهد الفتاة السورية وهي معلّقة بحبل من رقبتها على سطح المبنى المكوّن من 3 طوابق، حيث شاهدوها في هذه الحالة عندما خرجوا لنشر الغسيل يوم أمس، ليقوموا بإبلاغ السلطات.
عقب ذلك، قدمت فرق من رجال الشرطة والإسعاف إلى المكان وتم إجراء التحقيقات من قبل رجال الشرطة في مكان الحادث، فيما تم نقل جثة الفتاة إلى مشرحة معهد الطب الشرعي بأضنة لتشريحها.
وكان أخو الفتاة قد هُرِع إلى مكان الحادثة عندما علم بوفاة شقيقته وصعد إلى السطح وعانقها وأنزلها إلى الأسفل، فيما قررت الشرطة فتح تحقيق موسَّع بملابسات القضية.
وخلال الآونة الأخيرة، زادت ظاهرة الانتحار بشكل لافت في أوساط السوريين، حيث تشكّل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية السبب الرئيسي وراء تفاقم تلك الظاهرة، وخاصة لدى فئة الشباب، في ظل انعدام بوادر المستقبل المنتظر للسوريين مع استمرار حالة اللجوء والنزوح.
وفي حزيران/يونيو الماضي، ذكرت وسائل إعلام تركية أن لاجئاً سورياً مسنّاً (65 عاماً) أقدم على الانتحار في ولاية دنيزلي جنوب غرب تركيا وذلك عبر شنق نفسه في مرحاض منزل صهر العائلة.
التعليقات (5)