الوضع الاقتصادي المتردي بمناطق أسد يُجبر معظم أهالي الغوطة الشرقية على عدم إرسال أولادهم للمدارس

الوضع الاقتصادي المتردي بمناطق أسد يُجبر معظم أهالي الغوطة الشرقية على عدم إرسال أولادهم للمدارس

تتجدد مشكلة تأمين مستلزمات الدراسة في كل عام بالنسبة لعائلات الطلاب في الغوطة الشرقية، وذلك نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي بالنسبة لأكثر من 80 % من الأهالي، ما اضطر نسبة لا يستهان بها من الآباء إلى عدم إرسال أولادهم إلى المدارس  بسبب عجزهم عن تأمين متطلبات المعيشة من طعام وشراب فكيف بهم بتأمين أغراض الدراسة؟.

وقال حسن البقاعي من مدينة دوما لموقع أورينت نت: “لم أستطع إرسال أولادي الأربعة إلى المدارس حالي كحال المئات غيري في الغوطة الشرقية لأن تأمين مستلزمات الطالب الدراسية من لباس وقرطاسية تكلف نحو 300 ألف ليرة ولا أستطيع دفع مليون ومئتي ألف ليرة لإدخال أولادي الأربعة إلى المدرسة”.

وأضاف حسن" “لم يعد يوجد في الغوطة الشرقية مؤسسات أهلية أو خيرية تُعنى بمتابعة الأسر الفقيرة ومساعدتهم في تحمل متطلبات الدراسة للأبناء وهذا ما جعل أُسراً كثيرة تحجم عن إرسال أولادها إلى المدارس” مع بداية العام الدراسي 2022-2023.

أما السيدة روضة الطويل من سكان منطقة المرج في الغوطة الشرقية، فقد اشتكت من أنه لم يُفتتح إلا عدد قليل من المدارس في بلدات المرج وذلك بسبب ضعف الكثافة السكانية هناك والدمار الكبير الحاصل في المدارس. 

وأشارت في حديثها لموقع أورينت، إلى أن بعض التلاميذ يُضطر للمشي نحو 4-6 كيلومترات للالتحاق بالمدارس كما في بلدات البلالية والأحمدية والدير سلمان، وهذا ما يؤدي لإحجام الأهالي عن إرسال أولادهم للمدارس، فضلاً عن العجز في تأمين المستلزمات المدرسية.

حكومة أسد تعترف بالمشكلة

وكانت أستاذة علم الاجتماع في جامعة دمشق التابعة لحكومة أسد هناء برقاوي، كشفت أن هناك عائلات سورية باتت مُجبرة على إخراج أطفالها من المدارس بسبب عجزها عن شراء المستلزمات الدراسية من أقلام ودفاتر وغيرها، في مناطق سيطرة ميليشيا أسد.

وذكرت برقاوي في حديثها لإذاعة (ميلودي إف إم) الموالية، أن "كلفة الطالب المرتفعة تدفع بعض الأهل لأن يُخرجوا أولادهم من المدرسة".

وأضافت أن "هناك سيدة امتنعت عن إرسال ابنتها إلى المدرسة بسبب العجز عن شراء القرطاسية المكلفة جداً، حيث يبلغ متوسط كلفة التلميذ الواحد 400 ألف ليرة، فقط للمستلزمات الدراسية".

انتشار عمالة الأطفال

واعترفت برقاوي بانتشار عمالة الأطفال بنسبة كبيرة في مناطق سيطرة ميليشيا أسد، في حين كانت سابقاً تقتصر على مهن محددة وفي فصل الصيف فقط، أما حالياً فإن الأطفال يعملون في كل المهن.

وأوضحت أن “عمالة الأطفال ارتفعت بنحو 20 إلى 30 مرة عن فترة ما قبل 2011”، مرجعةً السبب إلى "الوضع الاقتصادي والخلافات الأسرية، كالطلاق وتفكك العائلة التي ازدادت نسبها بشكل كبير".

يشار إلى أنّ عشرات المدارس في الغوطة الشرقية تعرضت خلال فترة الحصار للدمار نتيجة القصف الشديد من قبل ميليشيا أسد، وقد صنفت وزارة تربية نظام أسد مؤخراً (4000) مدرسة خارج الخدمة في سورية بسبب الدمار الهائل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات