تعرّف إلى جيش روسيا داخل ميليشيات أسد.. معهد متخصص ينشر الأسماء والأرقام

تعرّف إلى جيش روسيا داخل ميليشيات أسد.. معهد متخصص ينشر الأسماء والأرقام

وثّق تقرير لمعهد الشرق الأوسط وجود 4 ميليشيات رئيسية تعمل كوكلاء لروسيا في سوريا ومتورّطة بدماء السوريين، وذلك بعد أن استتبّ الوضع نسبياً لروسيا وميليشيات أسد في سوريا مع هدوء الجبهات وانشغال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحربه ضد أوكرانيا.

وذكر التقرير الذي حمل عنوان: "من قوات النمر إلى اللواء 16: تطور وكلاء روسيا السوريين"، أن روسيا اعتمدت على العديد من الميليشيات داخل سوريا وتسعى في الوقت الحالي للاستفادة من تجربتها هناك في حربها ضد الأوكرانيين، خاصة بعدما أدركت قواتها مدى أهمية إعادة بناء ميليشيا أسد المحطَّمة وتحويلها إلى وحدات قتالية أكثر تماسكاً وفعالية.

تشكيل فيلقين جديدين 

وفي سبيل بسط سيطرتها على الأراضي السورية واحتلالها ركّزت روسيا في البداية على تشكيل فيلقين جديدين تولّت قيادتهما ودعمهما بشكل مباشر، حيث كانت ميليشيات أسد تعمل بشكل أشبه بفصائل مسلحة متباينة تندمج داخل وخارج غرف العمليات، بدلاً من كونها قيادة عسكرية واحدة متماسكة، وفق ما أفاد التقرير.

وتابع: "استخدمت هذه الوحدات الروسية المشكّلة رواتب عالية واستفادت من عرض المصالحة لإغراء الميليشيات والمتهرّبين من الخدمة العسكرية والفارّين من الخدمة العسكرية، الذين سيخدمون جنباً إلى جنب مع الضباط القدامى والخريجين الجدد من الأكاديميات العسكرية.

الوكيل السوري الأول لروسيا

واستعرض التقرير معلومات عن الوكيل السوري الأول لروسيا في سوريا، وهي ميليشيا قوات النمر التي أُنشئت في الأصل في عام 2013 وقادتها المخابرات الجوية في دمشق، حيث قامت على مزيج من عناصر من المخابرات الجوية، ومقاتلي القوات الخاصة السابقة، وميليشيات محلية، معظمها من الأقليات خاصةً من الريف المحيط بحمص وحماة، إلا أن الميليشيا تطوّرت لاحقاً إلى قوة عسكرية أكثر تقليدية، أُعيدت تسميتها إلى الفرقة الخامسة والعشرين لمكافحة الإرهاب.

ولفت إلى أنه عقب التدخل الروسي في أيلول 2015، ألحق الضباط والقوات البرية الروسية أنفسهم بقوات النمر سيئة السمعة، التي بنت لنفسها اسماً كوحدة هجومية رئيسية لميليشيا أسد بعد أن اضطلعت بدور قيادي في كسر حصار سجن حلب المركزي في مايو/أيار 2014.

 على الورق، كانت ميليشيا النمر عبارة عن وحدة ضخمة قوامها 12000 فرد، منهم 2-4 آلاف مقاتل منظّمين في تشكيلات متحركة بحجم سَرِيّة وكتيبة، ويقودها أمراء الحرب المحليون، فيما شكل موقعها الجغرافي في حمص وشمال غرب حماة ميّزة للعمليات الدفاعية على طول جبهة إدلب والعمليات الهجومية في أماكن أخرى من البلاد.

ميليشيات الفيلقين الرابع والخامس

وجاءت أول تجربة لروسيا في تكرار هذا النموذج بعد شهر من بدء تدخلهم في سوريا، عندما أعلنوا تشكيل الفيلق الرابع، حيث يشير اسم الوحدة الجديدة إلى أنه كان من المفترض استخدامها على نطاق واسع في العمليات الهجومية في جميع أنحاء البلاد. لكن بصرف النظر عن المشاركة في هجوم 2016 شمال اللاذقية، ظلت الوحدة في مهمة دفاعية في منطقة محدودة في اللاذقية وشمال غرب حماة، وأدّى الاعتماد الشديد على المتطوعين، والأداء الضعيف في هجوم 2016، ومشاكل التجنيد إلى نتيجة مخيّبة للآمال لروسيا وفق التقرير.

ومع فشل مشروع الفيلق الرابع في تلبية آمال روسيا، بدأ الجيش الروسي ببناء تشكيل عسكري آخر بهدف معالجة العديد من المشاكل التي تواجه الفيلق الرابع، حيث تم الإعلان عن تشكيل الفيلق الخامس الجديد رسمياً في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، بتدريب وقيادة وتمويل من قبل الروس، وكانت وفاة الفريق فاليري أسابوف خير دليل على مدى تدخل قواته في سوريا.

كان للفيلق سجلّ انتشار مشكوك فيه، مع تأكيدات بسوء المعاملة ونقص الدعم من الوحدات الروسية الشريكة، لا سيما خلال حملة صيف 2017 في وسط سوريا، ومع ذلك، أصبح الفيلق منذ ذلك الحين وجهة بارزة لفصائل الثوار المتصالحة، لا سيما من جنوب سوريا، وفق "معهد الشرق الأوسط".

ثمانية ألوية

تتكون ميليشيا الفيلق الخامس من ثمانية ألوية - تتألف من الناحية النظرية من نحو 2500 إلى 3500 جندي لكل منها - في حين سمح حجم وهيكل الفيلق لروسيا بتوسيع نفوذها في جميع أنحاء البلاد، ونشر الألوية في وقت واحد إلى كل جبهة نشطة تقريباً، لكن ثبت أيضاً أنه من المستحيل على موسكو، أو الأسد، دعم جميع الألوية الثمانية في وقت واحد.

ويرجع ذلك وفق التقرير إلى التباين في الخبرة القتالية وفعالية ألوية الفيلق إذ إن لدى اللواء الأول علاقة وثيقة مع الجيش الروسي، حيث يشترك في نفس القواعد مع الروس في شمال غرب حماة ويتلقى تدريبات منتظمة على المدفعية من الضباط الروس.

كما يتمركز اللواءان الثاني والثالث في شمال حماة وقد قاتلا بشكل مكثف في الهجمات هناك وفي جنوب إدلب. وعلى العكس من ذلك، يعتبر اللواءان الرابع والسابع أضعف بكثير من بقية ألوية الفيلق الخامس، حيث يعتمدان بشكل أكبر على السوريين الذين أجروا مصالحات والمجرمين الصغار المعتقلين، بينما يتمركز اللواء الرابع شرق حمص واللواء السابع في دير الزور.

ميليشيا اللواء الـ16

جاء أول ذكر للواء 16 على مواقع التواصل الاجتماعي في 25 حزيران / يونيو 2020، وهو نتاج من ميليشيات الفرقة الـ25 والفيلق الخامس، ويتمركز على خطوط التماس في حلب وإدلب بشكل أكبر، إذ يعتبر اللواء 16 في وضع جيد للرد على أي تصعيد على طول الجبهات التركية في عفرين ودرع الفرات ومنبج، بالإضافة إلى لعب دور قيادي على الجبهات الجنوبية الغربية لكل من حلب وإدلب.

الغزو الروسي

ويدخل الغزو الروسي على سوريا عامه الثامن، ولا زالت آلة القتل الروسية تحصد أرواح السوريين، تحت مزاعم "الحرب على الإرهاب"، وهي الذريعة التي اتخذتها روسيا مبرراً لتدخلها المباشر في سوريا.

وفي 30 من أيلول 2015، شنت الطائرات الروسية أولى غاراتها في سوريا مستهدفة مدينة جسر الشغور بريف إدلب، وواصلت منذ ذلك التاريخ شن مئات آلاف الضربات التي استهدفت المناطق الخارجة عن سيطرة ميليشيا أسد، لتحولها إلى مناطق شبه مدمرة.

وتسببت روسيا بمقتل وجرح أكثر من 12 ألف مدني في سوريا في الفترة الممتدة من 30 أيلول 2015، وحتى 20 أيلول 2021، وفق أرقام نشرتها منظمة "الدفاع المدني السوري"، ليؤكد هذا الرقم أن شعار "محاربة الإرهاب" لم يكن إلا كذبة لتبرير الحرب على السوريين.

التعليقات (1)

    سعيد شلبي

    ·منذ سنة 7 أشهر
    نظام بشار المجرم مع نظام بوتين الأشد إجراما ومع نظام ملالي إيران الأكثر إجراما يشكلون محور الشر في العالم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات