تفاصيل جديدة حول استبدال قائد "مغاوير الثورة": اتفاق بين الجيش وقوات التحالف وأسئلة المستقبل حاضرة

تفاصيل جديدة حول استبدال قائد "مغاوير الثورة": اتفاق بين الجيش وقوات التحالف وأسئلة المستقبل حاضرة

علمت "أورينت نت" أن قوات التحالف الدولي و"جيش مغاوير الثورة" توصلا إلى اتفاق حول قضية قيادة الجيش، الأمر الذي يُتوقع أن ينهي التوتر الذي نشب بين الطرفين خلال الأيام الأخيرة الماضية.

وبينما لم يتم الكشف عن تفاصيل الاتفاق، قالت مصادر مطلعة إن ممثلين عن قوات التحالف والقوات الأمريكية العاملة في "قاعدة التنف" العسكرية الواقعة في منطقة الـ٥٥ بالبادية السورية، التقت مع ممثلين عن المجلس العسكري لـ"جيش مغاوير الثورة" حيث تبادل الطرفان وجهات النظر بما يخص قرار تعيين قائد جديد للجيش، وخرجا باتفاق لإنهاء الأزمة التي تسبب بها هذا الموضوع.

قرار مفاجئ وتوتر كبير

وكانت قوات التحالف التي يهيمن عليها ممثلو القيادة المركزية للقوات الأمريكية الوسطى، قد أصدرت قراراً بإحالة العميد مهند الطلاع، القائد العام لجيش مغاوير الثورة للتقاعد وترفيعه إلى رتبة لواء، مع تعيين النقيب محمد فريد القاسم في منصب قائد الجيش بعد منحه رتبة عقيد.

قرار أثار احتجاجات داخل مخيم الركبان الملحق بقاعدة التنف، والذي تسكنه غالبية من عوائل عناصر وقادة جيش مغاوير الثورة، كما تسبب بإثارة حفيظة المجلس العسكري للجيش الذي أصدر بيانين بهذا الخصوص كان آخرهما يوم الإثنين، وعبّر فيهما عن عدم القبول بهذا القرار.

ومنذ لحظة الإعلان عنه، اعتصم العشرات من سكان المخيم تعبيراً عن رفض القرار أيضاً، بينما أبلغ قسم كبير من ضباط المجلس العسكري لـ"مغاوير الثورة" قوات التحالف عدم قبولهم بالتغيير الذي فُرض عليهم، ما استدعى إرسال مسؤولين من قيادة القوات الأمريكية الخاصة من أربيل إلى قاعدة التنف من أجل التفاوض معهم يوم الأحد.

وبالتزامن مع ذلك فرضت قوات التحالف حصاراً على المحتجين وأبلغتهم بأن القرار لا عودة عنه، وأنه بإمكان الرافضين له من العسكريين تسليم سلاحهم ومغادرة القاعدة مع من يريد ذلك من سكان مخيم الركبان، قبل أن يتدخل القائد الجديد لجيش المغاوير ويلتقي بالرافضين لقرار تعيينه، الأمر الذي ساهم بتخفيف حدة التوتر والتوصل لاحقاً لاتفاق يوم الثلاثاء.

لماذا أقيل الطلاع؟

قرار إقالة العميد مهند الطلاع جاء بشكل مفاجئ، حيث تم الإعلان عنه يوم الجمعة بشكل غير رسمي، بالتزامن مع وصوله إلى تركيا لقضاء إجازة دورية مع عائلته، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً حول أسباب هذا القرار.

الفرضية الأولى التي تم تداولها هي رفض الطلاع توجهات أمريكية لدمج "جيش مغاوير الثورة" مع ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بينما تحدثت الفرضية الثانية عن خلافات بينه وبين قيادة قوات التحالف بسبب الحصار الخانق المفروض على مخيم الركبان، والمعاناة المستمرة لسكانه في توفير المواد الأساسية من الغذاء والدواء.

لكن مصادر أخرى تحدثت لـ"أورينت نت" عن أسباب أخرى قد تكون وراء إقالة الطلاع من منصبه، حيث استبعدت أن تكون قوات التحالف قد طلبت اندماج "جيش مغاوير الثورة" مع "قسد"، كاشفة عن ثلاث نقاط بهذا الخصوص ترى أنها لعبت دوراً حاسماً في ذلك.

المصادر قالت إن قرار استبدال الطلاع كان متخذاً منذ وقت سابق من قبل قيادة "قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب" التابعة للتحالف الدولي، لكن تم تأجيل تنفيذه إلى حين تعيين قيادة جديدة مكانها، وهو ما جرى في الثالث والعشرين من أيلول/سبتمبر المنقضي.

وترجح هذه المصادر أن تكون علاقة الطلاع مع السلطات الأردنية وكذلك مع بعض القوى العراقية، بالإضافة لوجود عائلته في تركيا قد لعب دوراً حاسماً في هذا القرار.

وبهذا الخصوص تؤكد المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن القيادة في الأردن اتهمت الطلاع بالمسؤولية عن نقطة تهريب تربط بين العراق وسوريا والأردن من خلال إحدى النقاط الحدودية قرب التنف، وهو الأمر الذي سبق وأن أبلغ جيش مغاوير الثورة عمّان أن لا دور له فيه.

السبب الآخر الذي قد يكون لعب دوراً حاسماً في اتخاذ قوات التحالف قرار استبدال الطلاع هو وجود علامات استفهام، كما تقول المصادر، حول علاقة الأخير مع بعض الشخصيات العراقية غير المريحة لقوات التحالف، وفي مقدمة هذه الشخصيات الشيخ خميس الخنجر، زعيم تكتل "عزم" البرلمانية.

وبالإضافة إلى ذلك، لا تستبعد المصادر أن تكون الزيارات المتكررة للطلاع إلى تركيا من أجل قضاء الإجازة مع عائلته المقيمة هناك، قد ساهمت بزيادة التحفظات الأمريكية عليه، خاصة مع التوتر في العلاقات بين واشنطن وأنقرة مؤخراً، بسبب تباين المواقف حول العديد من الملفات، ومن بينها الموقف من الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث كشفت عن عرض الجانب الأمريكي على الطلاع نقل أفراد عائلته من تركيا إلى ألمانيا لكنه رفض.

مستقبل "مغاوير الثورة"

"أورينت نت" حاولت وبشكل حثيث التواصل مع الطلاع للتعليق على هذه النقاط، إلا أن الاتصال به لم يكن متاحاً على مدار الأيام الماضية، لكن مقربين منه استبعدوا أن يكون ما سبق هو سبب استبداله.

وحول مستقبل جيش مغاوير الثورة وعلاقته بقوات التحالف، أكد هؤلاء أن الطلاع حريص على استمرار عمل الجيش وتجاوز كل الخلافات من أجل المصلحة العامة، وأنه أبلغ ذلك المجلس العسكري والضباط فيه منذ وقت مبكر من الأزمة.

وبالفعل فقد نشرت حسابات "الجيش" على مواقع التواصل الاجتماعي، التي يديرها مقربون من الطلاع، منذ يوم الأحد الماضي، صوراً وأخباراً تتحدث عن "لقاء قائد "جيش مغاوير الثورة" المعين حديثاً، فريد القاسم، بقيادة الجيش، من أجل مناقشة انتقال السلطة والعمليات المستقبلية" الأمر الذي اعتُبر بمثابة انفراجة وتأكيد على حسن النية.

"إشكالية" القائد الجديد

وتقول المصادر المقربة من الطلاع إن "المشكلة ليس في استبداله، فهذا أمر طبيعي يمكن أن يحدث بأي وقت، لكن الأزمة تسبب بها اختيار القاسم بديلاً عنه" كونه شخصية إشكالية. 

ومنذ الإعلان عن تعيينه في منصبه الجديد، تداولت وسائل الإعلام أخباراً حول السجل الحقوقي للقائد الجديد لجيش مغاوير الثورة، واتهمته بالمسؤولية عن مقتل شخصين من عشيرة "بني خالد" تحت التعذيب على يد محققين تابعين لـ"لواء شهداء القريتين" الذي كان يقوده القاسم لـ"أسباب عشائرية".

لكن مصادر أخرى قالت إن تحقيقاً جرى في هذه القضية، حيث تبين أن الشخصين اللذين قضيا خلال وجودهما في الاعتقال لدى اللواء هما عنصران في تنظيم "داعش" اعتُقلا بسبب ذلك ولا علاقة للانتماء العشائري بالملف، مشيرة إلى أن التحقيقات كشفت عدم مسؤولية فريد القاسم عن الحادثة.

وينحدر محمد فريد القاسم، من بلدة القريتين بريف حمص الشرقي، وكان سابقاً مدرباً في فصيل أسود الشرقية، وانتقل بعدها إلى فصيل "جيش سوريا الجديد"، والذي تحول فيما بعد لنواة فصيل "جيش المغاوير" الحالي.

كما إن القاسم بقي معتقلاً في سجون ميليشيا أسد بين عامي 2011 و2014 قبل أن يخرج بصفقة تبادل مع اللواء الذي كان يقوده شقيقه طارق القاسم.

وحسب المعلومات التي حصلت عليها "أورينت" فإن اختيار القاسم لهذا المنصب جاء بعد اعتذار ضابط آخر برتبة عقيد، منشق عن قوات النظام وينحدر من منطقة القلمون بريف دمشق، مقيم حالياً في مناطق سيطرة الجيش الوطني بريف حلب، عن عدم قبول المنصب.

وعليه تستبعد هذه المصادر المعلومات التي تكهنت بوجود نية مسبقة وقرار جاهز لدى قيادة قوات التحالف أو الجانب الأمريكي بتسمية القاسم قائداً لجيش مغاوير الثورة، مرجحة أن الخطوة تأتي في إطار التغييرات الشاملة التي طالت قيادات هذه القوات في سوريا والعراق، وهو أمر قد يكون مرتبطاً بتوجهات جديدة لها.

ويتألف جيش المغاوير من 470 عنصراً من أبناء محافظات دير الزور وريف دمشق وحمص ودرعا، وهو التشكيل الذي ورث ما كان يعرف بـ"جيش سوريا الجديد" الذي أسسه الطلاع عام 2014 من مقاتلي محافظة دير الزور، الذين غادروا المدينة معه بعد سيطرة تنظيم داعش عليها في ذلك العام، حيث كان الطلاع رئيساً للمجلس العسكري للمحافظة، قبل تغيير اسمه إلى "جيش مغاوير الثورة" عام 2015 مع انضمام تشكيلات أخرى له، من منطقة البادية وريف حمص الشرقي وريف درعا، ومن بين هذه التشكيلات "لواء شهداء القريتين".

يبدو أن الخلاف حول استبدال قائد "جيش مغاوير الثورة" قد اقترب ليكون من الماضي، ومن الواضح أن ضباط "الجيش" والعناصر الذين رفضوا هذا القرار في البادية اضطروا للقبول بالأمر الواقع في آخر المطاف، خاصة مع عدم تفاعل قسم كبير من زملائهم معهم، وكذلك الموقف الحاسم للجانب الأمريكي بهذا الخصوص، لكن تبقى الخيارات المحدودة جداً أمام هؤلاء هي العامل الذي لعب الدور الأقوى في ذلك كما هو مرجح.

التعليقات (1)

    لعن الخير فيكم

    ·منذ سنة 7 أشهر
    حثاله صهاينه
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات