ميليشيا الجولاني تنتزع مهرجان الرمان من أهالي دركوش: المغرم عليهم والمغنم لها

ميليشيا الجولاني تنتزع مهرجان الرمان من أهالي دركوش: المغرم عليهم والمغنم لها

تتجهز بلدة دركوش بريف إدلب لبدء مهرجان الرمان السنوي بنسخته الخامسة، والذي ابتكره الأهلي لعرض إنتاجهم من هذه الثمرة التي تشتهر بها المنطقة، وأصبحت رمزاً للبلدة، إلا أن هذه النسخة تختلف عن سابقاتها في السنوات الماضية، فبعد أن كان يشرف على المهرجان لجنة من أهل البلدة، قامت ميليشيا الجولاني بوضع يدها على هذه الفعالية لتصنع منها إنجازاً زراعياً تنسبه لحكومة الإنقاذ التابعة لها. 

وأعلنت وزارة الزراعة في "حكومة الانقاذ" رعايتها للمهرجان، لتتحكّم بهذه الفعالية وتُقصي اللجنة الأهلية التي تهدف وفق القائمين عليها إلى التآلف والتضامن الاجتماعي بأجواء كرنفالية قبل الهدف الاقتصادي الذي له مكانة أيضاً منها.

في البداية قامت ميليشيا الجولاني عبر أذرعها في المنطقة بالتدخل في المهرجان بهدف الاستحواذ عليه والتسويق لها لتحسين صورتها من خلاله، وهذا العام تمكنت من السيطرة عليه بشكل كامل، حيث عمدت على تغيير موعده عن الأعوام السابقة في 10/10 والذي يصادف ذكرى تحرير بلدة دركوش من سيطرة ميليشيا أسد عام 2012.

مهرجان للخطابات الرنانة 

 

وقال أحد مزارعي الرمّان في  دركوش "فضّل عدم ذكر اسمه خوفاً من الاعتقال" لأورينت نت، "لقد شاركت بأول نسختين للمهرجان الذي كنّا نعتبره جزءاً من هويتنا لأنه يعرض أبرز مواسمنا وأهم منتوجاتنا لكن ومنذ نسخته الثالثة أصبح لتلميع صورة الهيئة وحكومة الإنقاذ وانحرف المهرجان عن مساره الشعبي".

وأضاف: "أصبحت نشاطاته حالياً خطابات رنانة، ومعارض يدوية وأنشطة أخرى مثل العروض المسرحية التي لا تمت لواقعنا ولا لثقافتنا ولا حتى للرمان بصلة وأنا من النسخة الثالثة لم أعد أشارك".

وأشار إلى أنه في أي مكان تُقام فيه مهرجانات تكون تحت رعاية الحكومة المحلية هذا أمر طبيعي، ولكن الأمر مختلف عما تفعله الهيئة التي تريد رعاية المهرجان دون تقديم أي تكاليف.

 

خسائر المزارعين

بدوره، ذكر "خالد .م" مزارع وأحد سكان دركوش لأورينت نت إنه "بالنسبة لتكلفة المهرجان كانت من جيوب الأهالي، حتى بعد ما تبنّت إدارة منطقة جسر الشغور ووزارة الزراعة رعايته وأطلقت حملة لجمع التبرعات وحضّت الميسورين على الدفع".

وأردف أن "أحد أهداف المهرجان بدايةً الترويج لمحصول الرمّان ولفت الأنظار لدعم المزارعين والاهتمام بجهودهم، ومساعدتهم على تحمّل تكاليف الإنتاج، لكن ما حدث العكس، فرغم وجود ما يُسمى وزارة الزراعة في حكومة الإنقاذ والتي تتباهى برعايتها للمهرجان، إلا أنها ومنذ تأسيسها لم تقدم شيئاً للمزارعين ولم تدعم سلسلة الإنتاج ولا حتى ساعدت المزارعين بتسويق محصولهم من الرمان، وبقي المزارع يتحمّل خسائره نتيجة ارتفاع التكاليف بدءاً من المحروقات وصولاً للمبيدات الحشرية وتكاليف أخرى أثقلت كاهله وكبدته خسائر كبيرة." 

 

مهرجان للعروض المسرحية

من جانبه، قال "مؤيد" تاجر وصاحب بستان رمّان لأورينت نت، "كان هدفنا الأول من المهرجان تسليط الضوء على المنتج المحلي وعرضه وعرض أصنافه المتعددة والمتنوعة، خاصة أن الغالبية لا تعرف أنواع الرمان، فمن خلال المهرجان نركز على عرض الأصناف والمنتوجات وإظهار جودتها، بالإضافة لعرض بعض الأكلات الشعبية والتراثية وعرض طريقة صناعة دبس الرمان المنتج في دركوش أيضاً لأن هذا الموسم لا يُباع بأسعار متناسبة مع كلفة إنتاجه".

وتابع: "لكن المهرجان لم يعد يلبي حاجة المزارعين وهدفه الرئيسي والذي هو عرض المنتوج وأصبح عبارة عن عروض مسرحية ومعارض للأشغال اليدوية، وكان ذلك واضحاً من خلال جدول أعمال المهرجان وأنشطته التي لا تعود على المزارعين بفائدة".

يشار إلى أن ميليشيا الجولاني لم تسيطر على مهرجان الرمان فقط، بل إن هناك عشرات المشاريع في إدلب صرفت عليها المنظمات الدولية والمحلية آلاف الدولارات وجاءت في نهاية المطاف الميليشيا لتدشّنها وكأنها هي من أنجزتها.

التعليقات (1)

    مهاجر

    ·منذ سنة 6 أشهر
    عصابات الهاكانا وشتيرن الصهيونية الجولانية هي أكبر بلاء ابتليت به سورية. هذه العصابة العميلة الخائنة تحصل على أكثر من ٦٠٠ الف دولار يومياً من باب الهوى لتصرفه على المخبرين وازلامها في المحرر.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات