أحدها يتعلق بروسيا.. تقرير تركي: 3 أسباب وراء تمدّد ميليشيا الجولاني إلى مناطق "الوطني"

أحدها يتعلق بروسيا.. تقرير تركي: 3 أسباب وراء تمدّد ميليشيا الجولاني إلى مناطق "الوطني"

سلّط تقرير تركي الضوء على الاقتتال الحاصل بين ميليشيات الجولاني و"الجيش الوطني" في الشمال السوري خلال الأيام الأخيرة، موضحاً أن لدى ميليشيا الجولاني 3 أسباب رئيسية من أجل توسعة مناطق نفوذها.

وقال الكاتب سرحات إيركمان في موقع "فكر تورو" التركي، إن الميليشيات المتقاتلة في سوريا كلها متشابهة، وجميع أفرادها ملتحون ومسلحون وضد الأسد، إلا أن هناك خلافات كبيرة فيما بينهما على مناطق النفوذ، مشيراً إلى أن تحركات ميليشيا الجولاني الأخيرة تُنبئ بوجود توازنات جديدة في سوريا.

وأضاف أن هناك ديناميكيات أساسية لفهم ما حدث مؤخراً في الشمال السوري، حيث تسعى ميليشيا الجولاني إلى توسيع منطقة سيطرتها وفق ثلاثة محاور رئيسية هي: الصراع اللانهائي على السلطة داخل ميليشيات الجيش الوطني، وقدرة ميليشيا الجولاني على البقاء والتوسع، وآثار الحرب في أوكرانيا على سوريا.

صراع مستمر داخل ميليشيات الجيش الوطني

وبيّن الكاتب أن ميليشيات الجيش الوطني لا تقاتل فقط ضد الأسد بل ضد بعضها البعض، إذ يوجد صراع على السلطة وخلافات قبلية، فضلاً عن الاختلافات الاقتصادية والاجتماعية بين الناس من مختلف المناطق، والأعمال العدائية الناشئة عن تقاسم "الغنائم" منذ سنوات.

ولفت إلى أن معارضة الأسد لدى تلك الميليشيات لا تكفي لإزالة الخلافات بينهما بالرغم من كل المبادرات التي أطلقت لجمعها تحت سقف واحد، حيث وجّهت السلاح بعد فترة من الزمن ضد بعضها البعض بسبب عدم تنظيمها بجسم هرمي مركزي موحّد.

رغبة ميليشيا الجولاني بالتوسع

وحول السبب الثاني، أشار الكاتب إلى أن خطاب وسلوك ميليشيا الجولاني التي تسيطر على نحو 3 آلاف كيلومتر مربع في إدلب وتضم أكثر من 20 ألف مقاتل تابعين لها بشكل مباشر موجّه بشكل يوحي بأنه مضطر للتوسع والسيطرة على المزيد من المناطق من أجل البقاء. 

نمو وتمكين ميليشيا الجولاني يعتمد بشكل رئيسي على إشراك الجماعات المسلحة الأخرى من خلال هزيمتها أو الاستفادة من الظروف التي تؤدي إلى إضعافها وفق الكاتب، الذي قال إن للحياة الاقتصادية أيضاً في مناطق سيطرة ميليشيا الجولاني ديناميات أخرى مختلفة عن تلك السياسية والتي تتطلب بناء نظام قمعي وزيادة عدد قوات الأمن المحلية للتحكّم في منطقة جغرافية تقارب ثلث المساحة الإجمالية التي تسيطر عليها المعارضة.

إذاً، فإن للعامل الاقتصادي دور مهم في رغبة ميليشيا الجولاني بالتوسع، إذ نوّه الكاتب إلى أن إدلب منطقة لا توجد فيها موارد طبيعية، والإنتاج الزراعي فيها غير كاف، بينما الإنتاج الصناعي يكاد يكون صفراً. 

وذكر أن ميليشيا الجولاني تحتاج للسيطرة على طرق التجارة لتغطية الأجور والمعدات والتدريب والنفقات الأخرى لعشرات الآلاف من الرجال المسلحين. بما أن باب الهوى على الحدود التركية لم يكن كافياً، فقد حاولت جاهدة فتح بوابة حدودية مع إدارة الأسد، إلا أنها لم تنجح في تحقيق هذا الهدف، ويرجع ذلك جزئياً إلى ردود الفعل المحلية وإلى الحظر الروسي.

وتابع: "لهذا السبب تحتاج هيئة تحرير الشام (ميليشيا الجولاني) إلى السيطرة على بوابات أخرى على الحدود التركية، إذ إن الحياة الاقتصادية في أماكن مثل عفرين وإعزاز والباب، هي أغنى بكثير من إدلب، وذلك من أجل البقاء اقتصاديًا".

واستطرد: "عفرين جذابة اقتصادياً بسبب الزيتون من ناحية الزراعة الصناعية، وإعزاز لأنها مفترق على طرق التجارة، والباب لأنها من الأماكن النادرة في المنطقة، حيث يمكن ممارسة الأنشطة الصناعية".

ونوّه إلى أنه "لا توجد لدى أي جماعة في سوريا لا تستطيع دفع رواتب رجالها المسلحين وتنظيم حياتهم الاقتصادية أي فرصة للبقاء على قيد الحياة، لذلك كان لزاماً على (ميليشيا الجولاني) أن تتوسع وإلا سوف تنهار".

الحرب في أوكرانيا

يقود ذلك وفق الكاتب سرحات إيركمان إلى أن ميليشيا الجولاني تبدو كأنها عالقة في إدلب بمثابة انتظار للانقراض، وهذا يدفع إلى الحديث حول آثار الحرب الأوكرانية.

وفي هذا الصدد، قال إن روسيا اضطرت إلى تقليص وجودها العسكري في سوريا بسبب الحرب في أوكرانيا، وبالتالي انخفض الضغط الروسي على كل من ميليشيات الجيش الوطني والجولاني، وعلى وجه الخصوص أدى انخفاض قصف إدلب إلى جعل ميليشيا الجولاني تشعر بأنها أقوى وأن لديها الطاقة للتوجه إلى مناطق أخرى.

وأشار الكاتب إلى أن ذلك نتيجة لشعور ميليشيا الجولاني بالقوة الكافية لإبراز قوتها ضد محيطها عندما انخفض الضغط العسكري عليها على عكس ما كان عليه الوضع عام 2020 عندما كانت في حاجة لدعم ميليشيا الجيش الوطني ضد روسيا ودمشق وأملاً في دعمها في القتال حال الضرورة.

خط موسكو - أنقرة - دمشق

واعتبر الكاتب أن أهم ورقة رابحة لروسيا هي وجود ميليشيا الجولاني في إدلب، فطالما بقيت الأخيرة هناك فإن إدلب ستكون هدفاً مشروعاً لروسيا التي تعتبرها إحدى أكبر عقبتين (الأخرى ميليشيا قسد) أمام سيطرة ميليشيا أسد الكاملة في سوريا.

وربما تنقذ ميليشيا الجولاني نفسها وفق الكاتب عبر تغيير اسمها والانتقال إلى الشمال والشرق باتجاه المناطق التي لا تعلّق فيها دمشق وموسكو أهمية أساسية. 

وقد يزيل هذا الوضع إحدى العقبات المهمة بين أنقرة والأسد، وبالتالي إزالة عقبة مهمة أمام التطبيع بين الأسد وأنقرة، وبعبارة أخرى، فإن أحد مفاتيح العلاقات الجديدة التي يمكن إقامتها بين تركيا وسوريا في عملية جرّت فيها الحرب الأوكرانية تركيا إلى تشابك جديد في العلاقات مع روسيا، هو انسحاب ميليشيا الجولاني من إدلب، على الأقل جزء منها وتغيير مظهرها.

مخاطر تمدد ميليشيا الجولاني

والثلاثاء، حذرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" من تقديم الدعم لميليشيا الجولاني التي استطاعت التقدم في شمال حلب، مستغلة الاقتتال الحاصل في المنطقة.

وقالت الشبكة في تقرير صدر عنها، إن أية مشاركة بأية طريقة في دعم أو تمويل أو تشجيع أو مساعدة "هيئة تحرير الشام" يُعدّ سبباً كافياً لإدراج الأفراد والكيانات على قوائم مجلس الأمن للإرهاب.

وأضافت الشبكة أن وجود الهيئة في أية منطقة يعدّ تهديداً بنيوياً وخطراً على أبناء هذه المناطق، كما إنه سوف يتسبب في عرقلة هائلة للعمليات الإغاثية، والهيئات المدنية في تلك المناطق.

وأشارت إلى أنه تبيّن عبر السنوات الماضية أن ميليشيا الجولاني لا تكترث لكل ذلك، فهي تطمح للسيطرة والحكم بالحديد والنار مهما تسبّب ذلك من انتهاكات وتداعيات كارثية على سكان تلك المناطق في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.

الفكر المتطرف لم يتغير

ولفتت الشبكة إلى أن تغيير الأسماء لا يفيد في تغيير الجوهر، فقائد "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني وهو نفسه قائد الهيئة، كما إن فكرها المتطرف لم يتغير، ولم تعلن التبرؤ منه قولاً وفعلاً، وهذا الأهم.

وبحسب الشبكة الحقوقية، استغلت ميليشيا الجولاني النزاع ضمن مكونات "الجيش الوطني"، وشنت هجوماً عسكرياً واسعاً يهدف إلى توسيع مناطق سيطرتها على حساب مناطق ميليشيات فصائل المعارضة، مبينة أن العملية العسكرية لميليشيا الجولاني شمال حلب منذ 12/ كانون الأول الجاري وحتى لحظة إعداد هذا التقرير أسفرت عن سيطرتها على مساحات واسعة من ريف محافظة حلب الشمالي تقدر بقرابة 560 كم مربع، تضم عشرات القرى والمناطق، أهمها مدينة عفرين وبلدة جنديرس، وقرى عين دارة وقرزيحل وبابليت ومعراتة.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات