خطر يهدد التعليم.. أعرق المدارس تغلق أبوابها بمناطق سيطرة ميليشيا الجولاني

خطر يهدد التعليم.. أعرق المدارس تغلق أبوابها بمناطق سيطرة ميليشيا الجولاني

يتعرض القطاع التعليمي في إدلب لخطر محدق مع إغلاق أكبر وأقدم مدارس المحافظة على خلفية غياب الدعم اللازم عن التعليم والمعلمين، في وقت تتوجه فيه الاتهامات لحكومة الجولاني (حكومة الإنقاذ) بتعمّد إهمال القطاع التعليمي بهدف تخصيص التعليم في المناطق التي تسيطر عليها.

وأفاد مراسلنا مناف هاشم، أن مدرسة (المتنبي) الثانوية، أغلقت أبوابها في وجه طلابها لعدم وجود دعم ورواتب للمعلمين، وبعد أسابيع على إضراب نفذه المعلمون للمطالبة برواتبهم، حيث تضم المدرسة نحو 900 طالب وطالبة، وتعدّ الأقدم في إدلب بعد 74 عاماً على انطلاقها.

وأضاف المراسل أن أربع مدارس أخرى أغلقت أبوابها بسبب غياب الدعم في إدلب، وهي مدارس (العروبة وحسام حجازي والثورة والعز بن عبد السلام)، في ظل حديث رسمي عن نية حكومة "الإنقاذ" المسيطرة على المنطقة عن إغلاق جميع المدارس التي تضم ما دون 6 شعب تعليمية في صفوفها.

وخلال الأسابيع الماضية، أعلن ما يزيد عن 80 معلماً ومعلمة إضرابهم عن التدريس في إدلب للمطالبة بالحصول على مستحقاتهم المالية مقابل الخدمات التعليمية التي يقدمونها في المدرستين الثانويتين الوحيدتين في المنطقة (المتنبي والثورة) اللتين تضمان أكثر من 2000 طالب من المرحلة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي، مقابل مماطلة من حكومة "الإنقاذ" بتقديم المستحقات للمعلمين رغم الوعود المتكررة.

وينعكس إغلاق تلك المدارس على مستقبل آلاف الطلاب الذين سيجدون أنفسهم أمام خيارين، إما التوجه للمدارس الخاصة في ظل أزمات اقتصادية تهيمن على الشمال السوري، وإما الحرمان من التعليم وخسارة المستقبل التعليمي سبب الظروف المحيطة في المنطقة.

وحمّل مدرّسون محليون خلال حديثهم لأورينت نت حكومة "الإنقاذ" المسيطرة على إدلب، مسؤولية الانهيار الحاصل في القطاع التعليمي في إدلب ولا سيما إغلاق أعرق وأقدم مدارسها، متهمين الحكومة بالدفع نحو تخصيص التعليم وتحويل المدارس من عامة لخاصة طمعاً بجني الأموال لخزينة الحكومة.

ودعا ناشطون لوقفات احتجاجية للتعبير عن الغضب الشعبي بسبب إغلاق "أعرق وأقدام المدارس" بسبب الإهمال المتعمد من حكومة الجولاني (حكومة الإنقاذ)، خاصة وأن مدرسة (المتنبي) الثانوية، كان لها الفضل في تخريج آلاف الأطباء والمهندسين وغيرهم من كبار الشهادات العليا في إدلب وما حولها.

بدورها، اعتبرت (نقابة المعلمين السوريين) في إدلب، أن توقف الدعم عن مدرسة ثانوية المتنبي ومعظم المدارس الثانوية في إدلب وريفها، "مؤشر خطير في سير العملية التعليمية في هذا المنطقة"، وطالبت "كافة المعنيين" بالتحرك السريع لتدارك العواقب التي ستنجم عن توقف تلك المدارس.

واقع تعليمي في خطر

في عام 1948 افتتحت مدرسة (المتنبي) للمرحلة الإعدادية، وفيما بعد استُحدث فيها (الصف العاشر) لتجنيب الطلاب عناء السفر إلى مدرسة حلب الثانوية في تلك الفترة، لتبقى أهم المدارس الثانوية منذ ذلك الوقت وحتى إغلاقها تعسفياً في وجه طلابها تعللاً بغياب الدعم.

ويبلغ عدد المدارس في مديريات التربية الأربع بمناطق الشمال السوري (المحرر) 1500 مدرسة موزعة على مناطق إدلب وحماة وحلب والساحل، ويبلغ عدد الطلاب فيها ما يزيد عن 350 ألف طالب وطالبة، في حين بلغ عدد المدرسين المتطوعين حتى نهاية العام الماضي في المديريات الأربع (6156) مدرساً متطوعاً، وسط تقديرات بوجود 110 آلف طالب وطالبة من الطلاب المتسربين من التعليم.

وكان فريق (منسقو استجابة سوريا) حذر من الخطر المحدق بقطاع التعليم في محافظة إدلب وخاصة في مخيمات النازحين، حيث وضّح الفريق حينها أن العجز بلغ 85 بالمئة في القطاع التعليمي، مع تسرب ما يزيد عن 10 آلف طالب من المدارس بسبب الفقر.

غير أن القطاع التعليمي في محافظة إدلب، يعاني من ضعف كبير في الدعم المالي بسبب توقف الدعم من قبل الجهات الدولية على خلفية سيطرة ميليشيا الجولاني على المنطقة وكذلك المؤسسات التربوية، في حين تركز حكومة الجولاني على الجوانب الاقتصادية ضمن اختصاصها الحكومي مقابل إهمال قطاعات أخرى أساسية في المحافظة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات