باغت الطيران الإسرائيلي نظام أسد بغارات "نهارية" استهدفت مواقع ميليشياته وحلفائه الإيرانيين في محيط العاصمة دمشق، ضمن إصرار إسرائيلي على مواجهة المشروع الإيراني والتصدي له في سوريا، وبأسلوب غير معتاد كون القصف وقع خلال ساعات النهار على خلاف مئات الغارات التي جرت في الأشهر والسنوات السابقة.
وأفاد مراسلنا ليث حمزة أن القصف الإسرائيلي وقع بعد ظهر اليوم واستهدف مواقع ميليشيات أسد وإيران في منطقة الديماس التابعة لمنطقة الزبداني، وفي محيطها، بريف دمشق الغربي الشمالي، فيما فشلت الميليشيا بالتصدي لتلك الصواريخ رغم إطلاق عشرات صواريخ الدفاع الجوي تجاهها.
وأوضح المراسل أن الغارات استهدفت المطار الشراعي ومحيطه بمنطقة الديماس، إضافة لاستهداف موقع آخر في منطقة تلال ضاحية قدسيا بالقرب من الديماس، وسط أنباء عن مقتل وإصابة عدد من عناصر الميليشيات وتدمير مستودع أسلحة وذخيرة في تلك المواقع.
وبحسب مصادر محلية نقل عنها المراسل، فإن وسائط دفاع ميليشيا أسد، تعاملت بكثافة صاروخية مع الغارات الإسرائيلية "النهارية" من خلال إطلاق عشرات الصورايخ من مواقعها في جبل قاسيون ومحيط الكسوة والزبداني وقدسيا، مع سقوط بعض مخلفات تلك الصورايخ على منازل المدنيين في ضواحي دمشق.
رسالة إسرائيلية
وبدورها قالت وزارة دفاع ميليشيا أسد في بيان اليوم، إن "العدو الإسرائيلي نفذ عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة" واستهدف بعض النقاط في محيط مدينة دمشق"، زاعمة أن وسائط دفاع الميليشيا الجوي تصدت للصواريخ الإسرائيلية وأسقطت عدداً منها، دون وقوع أي خسائر بشرية.
في حين أشار مركز (ألما) الإسرائيلي البحثي، إلى أن الغارات الإسرائيلية "النهارية" الأولى منذ تشرين الأول 2021، استهدفت “الممر الإيراني” في مطار الديماس بريف دمشق الغربي، حيث وجه المركز الإسرائيلي رسالة لنظام أسد قال فيها: "مع هجوم غير عادي في وضح النهار في دمشق في الوقت الحالي، توصيتنا لقوات الدفاع الجوي السورية: إذا دافعت عن هدف، فإنك تصبح هدفًا"، مؤكداً وقوع خسائر كبيرة في صفوف ميليشيا أسد في الغارات الأخيرة قبل أيام (ليلة السبت) على صعيد العناصر والأسلحة والمعدات، إلى جانب اعتراف روسي بتدمير منظومة رادار (دفاع جوي) للميليشيا في محيط مطار دمشق الدولي.
كما أشار (ألما) الإسرائيلي في بيانه اليوم، إلى أن "الجيش السوري" ليس هدفاً أساسياً لإسرائيل، لكن محاولاته التصدي للصورايخ الإسرائيلية جعله هدفاً في بنك الأهداف الإسرائيلية التي تحاول استهداف الإيرانيين في سوريا، وقال التقرير: "يتم تنفيذ هجمات تهدف إلى إحباط وتعطيل وتأخير تهريب الأسلحة والبنية التحتية للإنتاج، يبدو أن الأضرار التي لحقت بمسارات الممر الجوي والبحري هي الأشد خطورة، في المقابل، كان الممر البري أقل تضرراً. وفقاً للتقارير الإسرائيلية، هناك نجاح بنسبة 70٪ في إعاقة نقل الأسلحة ونحو 90٪ في تدمير البنية التحتية لإنتاج الأسلحة على الأراضي السورية".
With an unusual daylight attack in Damascus right now, our recommendation to the Syrian Air Defense Forces: If You Defend a Target, you Become a Target.
— Israel-Alma (@Israel_Alma_org) October 24, 2022
تصعيد بعد انقطاع
وتأتي الغارات الأخيرة بعد غارات مشابهة وقعت ليلة السبت الماضي، واستهدفت مواقع ميليشيات أسد وإيران محيط مطار دمشق الدولي والمطار الشراعي في منطقة الديماس، وأسفرت عن خسائر كبيرة في المعدات والأسلحة، إضافة لوقوع قتلى وجرحى بصفوف الميليشيا، إلى جانب أضرار مادية وقعت في منطقة مساكن الديماس نتيجة سقوط أحد صواريخ الدفاع الجوي التابعة لميليشيا أسد فوق المدنيين.
وجاء القصف بعد نحو شهر على انقطاع الغارات الإسرائيلية عن مواقع الميليشيات في سوريا، والتي كان آخرها قصف مطار دمشق وأسفر عن مقتل خمسة من عناصر ميليشيا أسد بينهم ضباط، في حين تسبّبت غارات إسرائيلية أخرى في حزيران الماضي بإخراج المطار عن الخدمة لنحو أسبوعين، كما استهدفت إسرائيل مرتين مطار حلب الدولي الشهر الماضي.
وتعد الغارات الأخيرة نادرة الحدوث كونها وقعت في وضح النهار خلافاً لمئات الغارات الأخرى التي يشنها الطيران الإسرائيلي على مواقع ميليشيا أسد وإيران داخل الأراضي السورية والتي تكررت بشكل لافت خلال العامين الحالي والماضي، وأدت لخسائر واسعة في صفوف الميليشيات على مستوى العناصر والضباط والأسلحة والمواقع المستهدفة، ما دفع روسيا للخروج عن صمتها واستنكار ذلك القصف باعتباره "ينتهك سيادة" حليفها أسد.
آخر الغارات "النهارية" التي استهدفت أسد وحلفاؤه وقعت في 30 من تشرين الأول عام 2021، واستهدفت حينها مستودعات أسلحة وذخائر للميليشيات الإيرانية (حزب الله) بمقرات (الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة) في منطقتي قدسيا والديماس، غرب دمشق، إضافة لخسائر في صفوف الميليشيات من قياديين وعناصر.
التعليقات (5)