جددت الولايات المتحدة الأمريكية تأكيدها على ضرورة خروج ميليشيا الجولاني (هيئة تحرير الشام) من منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، بعد اتهامات عديدة للميليشيا بالتخفّي وراء رايات حلفائها من ميليشيا "الجيش الوطني" للبقاء في المنطقة.
ورداً على سؤال لأحد الصحفيين حول عدم انسحاب "تحرير الشام" من مدينة عفرين والتخفّي وراء رايات حلفائها من فصائل (العمشات والحمزات) قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في مؤتمر صحفي، أمس، "لست في وضع يسمح لي بتقديم تقييم أكثر، إنه شيء نراقبه عن كثب".
كما أكد المتحدث الأمريكي على وجود أدوات لدى بلاده وبالتنسيق مع شركائهم الدوليين لإخراج ميليشيا الجولاني من المنطقة وقال: "هذا شيء ركزنا عليه مع الشركاء في المنطقة، بالطبع، لدينا مجموعة من الأدوات وسنواصل معايرة تلك الأدوات بشكل مناسب”.
كما لفت برايس إلى أن "عدم الاستقرار في سوريا، وقدرة الجماعات المتطرفة والجماعات الإرهابية على استخدام الأراضي السورية لتشكيل قاعدة للتخطيط، هو مصدر قلق لنا جميعاً”، بحسب تعبيره.
التصريحات الأمريكية جاءت خلال مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الخارجية وتطرق خلاله للتطورات الأخيرة في مناطق الشمال السوري ولا سيما التغيير في خارطة التوزع الفصائلي بريف حلب الشمالي، والذي انتهى بتوسع سيطرة ميليشيا الجولاني نحو مناطق الجيش الوطني وسيطرته على عفرين ومحيطها.
وشهدت مناطق ريف حلب خلال الأسابيع الماضية نزاعات فصائلية تمثلت باشتباكات عنيفة بين ميليشيات (الجولاني) وحلفائه (العمشات والحمزات) من جهة، وبين ميليشيات (الفيلق الثالث) التابع للجيش الوطني، وانتهت تلك الاشتباكات بوقف جزئي لإطلاق النار بعد تدخل الجيش التركي ونشر آلياته في المنطقة وإجبار "تحرير الشام" على سحب قواتها من المناطق التي سيطرت عليها مؤخرا في عفرين ومحيطها شمال حلب.
لكن تقارير إعلامية عديدة شككت بانسحاب "تحرير الشام" من عفرين رغم التصريحات الرسمية والصور التي وثقت انسحاب أرتالها وقواتها العسكرية والأمنية من المنطقة، حيث تفيد المعلومات بإبقاء الميليشيا على عناصر "الجهاز العام" التابع لها بغطاء ورايات ميليشيات حلفائها من (الحمزات والعمشات وأحرار الشام) وجميعها فصائل تابعة للجيش الوطني.
وكانت السفارة الأمريكية في سوريا عبر عن موقفها بتغريدة لها على حسابها في دمشق وقالت: "تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق إزاء أعمال العنف الأخيرة في شمال غرب سوريا، وعلى جميع الأطراف حماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم".
التعليقات (1)