وزير العمل التركي يشيد بالعمالة السورية ويكشف تأثيرها على الاقتصاد

وزير العمل التركي يشيد بالعمالة السورية ويكشف تأثيرها على الاقتصاد

أشاد وزير العمل والضمان الاجتماعي التركي فيدات بيلجين، بالعمالة السورية في تركيا موضحاً أنها تسهم في دعم الإنتاج والنمو الاقتصادي للبلاد.

وقال بيلجين في حديث خلال جلسة افتتاحية لمشروع "دعم الانتقال إلى سوق العمل"، الأربعاء، إن مشاركة اللاجئين (السوريين) في الإنتاج تدعم النمو.. ومساهمتهم في اقتصاد البلاد مهمة".

وأضاف الوزير أنه من الصعب جداً على الأشخاص الذين اضطروا للهجرة إلى بلد آخر التمسك بالحياة، "على سبيل المثال، فرّ السوريون من الحرب ولجؤوا إلى بلدان أخرى وهم يكافحون الآن من أجل البقاء، نحن بحاجة إلى فهم هذا الموضوع، إذ إن مواصلة الحياة فقط من خلال المساعدة الاجتماعية هو مشكلة في حد ذاته".

ولفت إلى ضرورة إشراك السوريين بشكل أوسع في سوق العمل التركي، وأضاف: "لذلك، يجب أن تكون هناك فرص جديدة لربط الناس بالحياة بشكل أقوى، تلك الفرصة هي ضمان مشاركتهم في القوى العاملة، لهذا السبب، فإنني أعلق أهمية كبيرة على هذا المشروع (دعم الانتقال إلى سوق العمل) والمشاريع المماثلة له".

وقال: "إن عدد اللاجئين القادمين إلى تركيا من دول مثل سوريا والعراق يبلغ نحو 4-5 ملايين، هذه مشكلة اجتماعية في حد ذاتها، ومع ذلك، فإن بلدنا يدير هذا بنجاح كبير".

وواصل: "اليوم، تركيا بلد يبلغ دخل الفرد فيه ما يقرب من 10 آلاف دولار وعلى وشك أن يبلغ الدخل القومي 1 تريليون دولار، وعلى الرغم من الفرص التي لا يمكن مقارنتها بالدول الكبيرة في أوروبا، إلا أننا دولة وقعت على مشاريع تتطلب مسؤولية اجتماعية كبيرة"، مضيفاً عن السوريين "مشاركة أولئك الذين لديهم فرصة للانخراط في القوى العاملة مهمة للغاية".

واستطرد الوزير عن أهمية مساهمة البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والصناديق الدولية الأخرى في هذه العملية، مؤكداً أن "أهم شيء سيلزم هؤلاء الأشخاص بالحياة هو مشاركتهم في الحياة التجارية ومشاركتهم في عملية الإنتاج.. من المهم جداً لأولئك الذين لديهم فرصة للعمل، وخاصة الشباب، المشاركة في القوى العاملة، بصرف النظر عن تلقيهم المساعدات".

وشدد الوزير التركي على أن ذلك سيمكنهم من تحقيق مكاسب ستؤثر على حياتهم، وأردف: "سيواصل المهاجرون من سوريا حياتهم من خلال الانضمام إلى القوى العاملة هنا عندما يعودون إلى بلدهم غداً، سيكون لديهم مهنة.. مشاركة المهاجرين في الإنتاج تدعم النمو".

العمالة السورية في تركيا

ويواجه العمال السوريون في تركيا ظروف عمل شاقة، يتعرضون خلالها لإصابات مختلفة، قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة، ويعمل معظمهم في الإنشاءات وورشات البناء ومختلف المصانع والمعامل، بالإضافة إلى الأعمال الزراعية الشاقة.

وبحسب تقرير سابق صدر عن "هيئة الصحة والسلامة المهنية" التركية (ISIG)، فقد قضى أكثر من 17 لاجئاً سورياً في تركيا بسبب حوادث العمل، مشكّلين بذلك العدد الأكبر من بين حالات الوفاة في حوادث العمل مقارنة ببقية العمال اللاجئين من جنسيات أخرى.

والشهر الماضي، قالت صحيفة "ملييت" إن عودة اللاجئين السوريين باتت تُزعج أرباب العمل في تركيا، حيث تناولت الموضوع نفسه لكن من وجهة نظر التجار الصناعيين في "ملاطية" وسط البلاد، إذ أكدوا عدم قدرتهم على العثور على متدرب لتعليم مهنتهم وعدم رغبة الكثيرين بالعمل.

وفي مقال لها ذكرت الصحيفة أن الحرفيين اعتبروا أن أكبر مشكلة يواجهها التجار هي عدم تمكنهم من العثور على عامل "مبتدئ"، كما إن العديد من المهن معرّضة لخطر الانقراض، موضحين أنه لولا السوريون لكانت لديهم مشاكل أكبر بكثير (في إشارة إلى قيام اللاجئين بالعمل بشكل كبير في هذه المهن الصعبة).

ووسط استمرار مأساة اللجوء لدى السوريين وانعدام مستقبلهم في مناطق المعارضة وفي بلدان اللجوء وبالتزامن مع انعدام آفاق أي حل سياسي للملف السوري، بات الحديث عن هجرة السوريين إلى أوروبا خاصة من تركيا الشغل الشاغل للسوريين، وذلك بسبب مجموعة من العوامل من أبرزها تدهور الوضع المعيشي وتنامي حدة العنصرية وخطاب الكراهية، فضلاً عن خطط الحكومة التركية لإعادتهم إلى بلادهم دون وجود أي خارطة طريق واضحة وسط حديث عن تقارب محتمل بين أنقرة وأسد.

وأصبح الحديث عن ازدياد حركة هجرة السوريين إلى أوروبا روتيناً يومياً في أوساط السوريين المقيمين في تركيا، في حين كان ناشطون قد أطلقوا دعوات لإعداد قوافل كبيرة من اللاجئين للسفر إلى أوروبا تحت مسمى "قافلة النور" و"قافلة الأمل".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات