ميليشيا أسد تُخضع الغوطة الشرقية لرابع تسوية أمنيّة: هدفان ومسرحية إعلامية

ميليشيا أسد تُخضع الغوطة الشرقية لرابع تسوية أمنيّة: هدفان ومسرحية إعلامية

بدأت ميليشيا أسد خلال الأسبوع الحالي، إجراء "تسوية جديدة" شملت مدينة دوما وما حولها في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وذلك بعد أن دمّرت الميليشيا على مدى سبع سنوات بلداتها وقتلت الآلاف من أبنائها وهجّرت عشرات الآلاف منهم.

وشهدت عملية التسوية وجود الشرطة العسكرية الروسية وحضور شخصيات عسكرية وسياسية وحزبية من ميليشيا أسد في مبنى بلدية دوما.

وقالت صحيفة "الوطن" الموالية، إن التسوية الجديدة بدأت الإثنين في مبنى بلدية دوما، وتستمر لعشرة أيام وستشمل جميع المطلوبين والمتخلفين عن خدمتي العلم الإلزامية والاحتياطية والفارين منهما، من أبناء دوما وعدرا البلد والنشابية وعربين وكفربطنا وسقبا وعين ترما وزملكا، إيذاناً بعودتهم إلى حياتهم الطبيعية في المجتمع بين رفاقهم في صفوف ميليشيا أسد.

استعراض إعلامي ومشاركة بالإجبار

وأوضح الناشط الثوري عماد صوان من الغوطة الشرقية لموقع أورينت نت، أن عملية التسوية هذه ليست الأولى من نوعها، بل هي الرابعة التي تجري بالمنطقة منذ عام 2018.

وذكر أن الأفرع الأمنية لميليشيا أسد أجبرت طلاب المدارس من الذكور والإناث وكذلك الموظفين في الدوائر الحكومية على المشاركة في المهرجان المرافق لعملية "التسوية"، وذلك في استعراض إعلامي بات ظاهرة مكشوفة في أي فعالية تنظمها حكومة ميليشيا أسد.

وقال صوان إن هدف ميليشيا أسد وبمباركة من القوات الروسية حشد أكبر عدد من شبان الغوطة الشرقية ورفدهم في تشكيلات وميليشيات نظام أسد سواء أكان ذلك في الخدمة "الإلزامية والاحتياطية"، أو تطويعهم في الميليشيات الرديفة، مثل ميليشيا "كتائب البعث" وميليشيا "درع العاصمة".

زج شبان الغوطة في الجبهات

وذكر صوان أن "التسوية" موجهة نحو الاستفادة من الخزان البشري الكبير الذي تمثله الغوطة الشرقية، والتي تضم 58 مدينة وبلدة وقرية، وذلك عبر استقطاب المتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، الذين لا يزالون يرفضون الالتحاق وذلك عبر إغرائهم بالعفو الأخير الذي أصدره رأس نظام أسد منذ أشهر.

من جهته، صرح رائد الساعور، أحد أبناء مدينة دوما لموقع أورينت، أن "التسوية" في الغوطة تأتي في سياق سلسلة من "التسويات" أجراها النظام، وشملت عدة مناطق في ريف دمشق بدءاً من الكسوة وزاكية وداريا والتل ومعضمية الشام وصولاً لبلدات القلمون الشرقي والغربي.

وأشار إلى أن الهدف من هذه "التسويات" رفد ميليشيا أسد بعناصر جديدة، وزجهم في جبهات القتال الساخنة والتي باتت تستنزف الكثير من العناصر إن كان مع تنظيم "داعش" في البادية أو مع فصائل المعارضة في إدلب.

مسرحيات هزلية لإهانة الحاضنة الثورية

ولفت الساعور إلى أن نظام أسد يتعمد دائماً جعل دوما ومدن الغوطة مركزاً للمسرحيات الهزلية من التسويات والانتخابات، فقد قام في الـ25 من شهر أيار/ مايو عام 2021 بزيارة مدينة دوما التي دمرتها طائراته واستخدم فيها السلاح الكيماوي، وذلك لتعمد الإساءة للمدينة التي كانت معقلاً كبيراً للثورة ولقوات المعارضة.

وذكر أن ميليشيا أسد تتعمد مشاركة مجموعة من أبناء الغوطة ممن يعملون في الفرق الحزبية والمشايخ لإعطاء زخم لمسرحياته كمثال مشاركة مدير أوقاف ريف دمشق والمنحدر من مدينة عربين الشيخ "خضر شحرور" في "احتفالية التسوية" وإلقائه كلمة تحث على ضرورة التحاق الشبان بجبهات القتال إلى جانب ميليشيا أسد، وكذلك فعل الشيخ "بشار الوزير" على نفس المنوال.

والجدير بالذكر أن الغوطة الشرقية بمدنها وبلداتها كانت من أولى المناطق التي خرجت عن سيطرة نظام أسد بدءاً من عام 2012، وبقيت محاصرة لسبع سنوات وسيطرت ميليشيا أسد بتاريخ 12 نيسان عام 2018 على كامل الغوطة بعد أن فرضت "تسوية" على الفصائل العسكرية إثر شن أعنف حملة برية وجوية لاقتحام الغوطة الشرقية، بمشاركة ميليشيات أسد وإيران وبإسناد جوي روسي.

التعليقات (1)

    سوري مُشرد

    ·منذ سنة 6 أشهر
    الشعب السوري المسحوق المُعدم محاصر من كل الجهات من عصابات النظام النصيري الطائفي و عصابات الشمال(المحرر) إما الخدمة في إحدى الميلشيات أو الموت في أقبية السجون أو الموت جوعاَ أو الموت في البحر!!!
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات