فلم وثائقي عن حياة المعتقلين في سجون أسد يحصد جائزة دولية في مهرجان كان

حصد فيلم "صراع البقاء" الوثائقي للسوريَّين عبدو مدخنة (إخراج) وساشا العلو (سيناريو)، جائزة الدولفين الفضي كأفضل فيلم ديكو دراما في مهرجان كان للإعلام المؤسسي والتلفزيون بعد منافسة مع 800 عمل من أكثر من 40 دولة.

ووقع اختيار لجنة التحكيم في المهرجان على الفيلم الذي يرصد دورة حياة المعتقلين السوريين في سجون ميليشيا أسد، بعيداً عن التعذيب بالطرق التقليدية.

وأنتج الفيلم عبر شركة Art production لصالح قناة الجزيرة ليوثق عبر المشاهد التمثيلية وشهادات الناجين، الصراع الذي يعيشه المعتقلون في أقبية ومسالخ الأسد.

وفي تصريح لأورينت نت، قال مخرج الفيلم عبدو مدخنة إن الفيلم يحاول أن يشرح الآليات والأساليب التي يلجأ إليها المعتقلون في سجون الأسد في صراعهم للبقاء على قيد الحياة، وللحصول على الطعام والشراب داخل تلك السجون.

وأضاف أن الفيلم فاز بجائزة الدولفين الفضي كأفضل فيلم ديكو دراما في مهرجان كان بعد منافسة مع 800 عمل من أكثر من أربعين دولة.

ولفت إلى أن الفيلم الذي نال الجائزة عن (أفلام الشركات أو المؤسسات الإعلامية) يستند إلى شهادات عدد كبير من المعتقلين والمعتقلات، إضافة إلى أخصائيين نفسيين وممثلين عن شبكات ومنظمات حقوقية محليّة ودوليّة.

ووفق ساشا العلو، فإن الكثير من الناس يعتقدون أن حياة المعتقلين في سجون الأسد تقتصر على التعذيب التقليديّ فحسب؛ إلا أنهُ في الحقيقية، ليس إلا جزءاً من خط إنتاج الموت الطويل.

وأضاف العلو في تصريح لأورينت نت، أن فيلم (صراع البقاء) يُركّز على دورة حياة المعتقلين ضمن ميكانيكية خاصة ومدروسة للموت، وصراعهم للبقاء في مواجهة أشكاله المختلفة، بدءاً من الصراع مع الحاجات الأساسية التي تغيب بشكل ممنهج، مروراً بالصراع مع الأمراض التي تودي بحياة الآلاف منهم، والنظام الغذائي المُصمم لإنهاء آدميتهم، إضافة للصراع مع اليأس وما يتخلله من حالات اضطراب نفسيّ (فمن ينجو ببدنه قد لا ينجو بعقله).

وأشار إلى أن أهمية الفيلم تنبع من كونه أداة في حفظ الذاكرة، والتحشيد لقضية أكثر من 200 ألف سوري من المغيبين قسراً في معتقلات مخابرات الأسد بمصير مجهول، مقابل مليون ومئتي ألف مواطن سوري خاضوا تجربة الاعتقال أو الاحتجاز في سوريا بعد 2011.

وتُكرّمُ جوائز "كان" سنويًا أفضل أفلام الشركات في العالم، والإنتاج الإعلامي عبر الإنترنت والأفلام الوثائقية في أحد أهم مراكز السينما: في مدينة كان، فرنسا. وهو المهرجان الوحيد لأفلام الشركات التي تقام في هذه المدينة.

154 ألفاً مغيّبون قسرياً في سوريا

وفي 15 أيلول الماضي، ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها، أن ميليشيات الأمن والميليشيات المحلية والأجنبية تسيطر على نقاط التفتيش ومراكز الاحتجاز في مناطق سيطرة أسد، وتستمر بعمليات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والموت بسبب التعذيب ضد المواطنين بمن فيهم اللاجئون أو النازحون العائدون إلى مناطق سيطرة ميليشياته.

وأواخر شهر آب الماضي، نشرت الشبكة تقريراً حول الاختفاء القسري في سوريا في ظل حكومة ميليشيا أسد، حيث تصدّر أسد مشهد انتهاكات حقوق الإنسان عبر اعتقال أو احتجاز أو التغييب بشكل قسري لأكثر من 135 ألف شخص من أصل 154 ألفاً في عموم سوريا.

وأشار التقرير إلى استمرار حكومة ميليشيا أسد منذ مطلع عام 2018 بتسجيل جزء من المختفين قسرياً على أنهم متوفون عبر دوائر السجل المدني، وبلغت حصيلة الحالات الموثقة بحسب التقرير ما لا يقل عن 1072 حالة كشفت ميليشيات أسد عن مصيرهم بأنهم قد ماتوا جميعاً بينهم 9 أطفال وسيدتان منذ مطلع عام 2018 حتى آب 2022، ولم يُكشف عن سبب الوفاة، ولم تُسلّم جثامين الضحايا لأُسرهم أو إعلامها بمكان دفنهم.