رغم العقوبات "شريان النفط" يواصل التدفق لمناطق ميليشيا أسد.. و"قسد" تبيعه أردأ نوع

رغم العقوبات "شريان النفط" يواصل التدفق لمناطق ميليشيا أسد.. و"قسد" تبيعه أردأ نوع

تشير عمليات نقل النفط من مناطق ميليشيا قسد في شمال وشرق سوريا إلى مناطق سيطرة ميليشيا أسد عن طريق ميليشيا القاطرجي، إلى تجاهل ما تسمى "الإدارة الذاتية" للعقوبات الغربية المفروضة على نظام أسد، إذ إن قسد تعول على عائدات النفط لدعم ميزانيتها.

ورغم الحديث عن توقف مفاجئ لعمليات نقل النفط من حقول النفط بالحسكة نحو مناطق سيطرة أسد، والتي تقوم بها ميليشيا القاطرجي، إلا أن الأمر ربما يكون مؤقتا بسبب خلاف ما، ومن المؤكد أنه لن يستمر طويلا.

كما أنه لا يمكن لميليشيا أسد الاستغناء عن كميات النفط هذه في ظل قلة الإنتاج بمناطق سيطرتها والصعوبات التي تواجهها باسيتراد المادة من الخارج.

نفط الحسكة بالدرجة الأولى

ويتم نقل النفط بالدرجة الأولى من حقول الحسكة، وكذلك من دير الزور عبر صهاريج القاطرجي إلى مصفاة حمص. 

"حسن"، وهو اسم مستعار لمهندس يعمل في أحد حقول النفط بالحسكة قال لـ"أورينت نت": "إن الطاقة الإنتاجية لحقول النفط التي تديرها الإدارة الذاتية تتراوح بين 250- 300 ألف برميل يومياً".

وأضاف أن هذه القدرة تتوزع بين حقول الحسكة ودير الزور مجتمعة، منها ما يقارب 100 ألف برميل يتم استخراجها من حقول دير الزور فقط، والباقي من الحسكة، 20 ألف برميل من حقل رميلان وبنسبة أقل من حقول منطقة المالكية مثل كراتشوك والسويدية وعليان وليلاك وبدران وعودة وخربة".

وأشار "حسن" إلى أن هناك آباراً صغيرة أخرى منتشرة في الحسكة قرب المالكية وإنتاجها أقل من 5 آلاف برميل يومياً، أما في جنوب الحسكة فتنتج حقول الشدادي حوالي 15 ألف برميل يومياً، مع آبار منطقة الهول، وأبرز تلك الحقول (الجبسة وجبيبة وغونة والعوينات ومركدة، وتشرين).

النفط الرديء لميليشيا أسد

ويشهد سعر برميل النفط الذي تبيعه "الإدارة الذاتية" لميليشيا أسد تذبذباً، إذ ليس هناك سعر ثابت، وبحسب ما أفاد مصدر خاص "أورينت نت" تتراوح أسعار النفط الخام مابين 30 - 60 دولاراً للبرميل حسب الجودة.

وبالغالب تبيع "الإدارة الذاتية" نفطاً مكرراً للنظام، وتختلف جودته حسب مرّات التكرير، إذ إن النفط مرتفع الجودة هو الأغلى ثمناً والمكرر مرة واحدة ويسمى بـ"الحار"، وهو عادة ما يتم استخراجه من حقل رميلان.

وكانت "الإدارة" قد منعت مؤخراً بيع النفط من حقل "تشرين" جنوب الحسكة، بسبب جودته العالية، واكتفت ببيع ميليشيا أسد نفطاً مكرراً من حقل "جبيبة" في الشدادي.

وذكر المصدر أن أعداد الصهاريج التي تنقل النفط من حقول الحسكة ودير الزور إلى مناطق سيطرة أسد تصل في بعض الأحيان إلى نحو 100 صهريج يومياً، وتنخفض في أحيان أخرى إلى بين 20 و30 صهريجاً يومياً.

وأشار إلى أن صهاريج القاطرجي تنقل أيضاً 20 صهريجاً أسبوعياً يتم شراؤها عبر مهربين من مصافي النفط البدائية (الحرّاقات) المنتشرة في مناطق الجزيرة بدير الزور. 

آلية نقل النفط 

وعن آلية نقل النفط يقول الصحفي مدير موقع "نهر ميديا" المحلي عبد السلام الحسين لموقع "أورينت نت"، إن "مجموعة القاطرجي تنقل النفط من مناطق سيطرة قسد نحو مناطق سيطرة ميليشيا أسد ضمن الإتفاق المُبرم بين الطرفين".

وأوضح أنه يتم نقل النفط من حقول رميلان عبر صهاريج تتراوح سعتها بين 150 و200 برميلاً، أما حقول الشدادي، ومناطق دير الزور فتستخدم غالباً صهاريج تتسع لـ 100 برميل.

وبحسب الحسين، في دير الزور يتم نقل النفط من ساحات تعبئة تختص بتجميع الصهاريج وتعبئتها بالنفط والمازوت المُهرب من مناطق سيطرة ميليشيا قسد، والذي يجلبه مهربون عبر نهر الفرات ويبيعونه لوكلاء القاطرجي وبدرجة أقل تُباع كميات لوكلاء حمشو.

سائق الصهريج بحاجة لكفالة

ويحتاج السائقون الراغبون بالعمل لدى القاطرجي في نقل النفط إلى عدة إجراءات، حيث قال "زياد" وهو سائق صهريج ويعمل مع مجموعة القاطرجي: "يحتاج الراغب بالعمل بدايةً لكفالة من موظف يعمل لدى المجموعة".

وأضاف: "يتم التقدّم للعمل من قبل أهالي المنطقة الشرقية في أحد مكاتب القاطرجي في مدينة الطبقة بريف الرقة، أو في مكاتبهِ بالحسكة، وبعد أخذ الموافقة المبدئية من المكتب يُعطى السائق ورقة مَهمّة نحو الحسكة ويتوجه مع رتل للصهاريج برفقة قوات من ترفيق النفط التابعة لقوى الأمن الداخلي (الأشايس)".

وتابع: "لدى الوصول السائق إلى مكاتب النفط التابعة للإدارة الذاتية في ساحة خاصة تقع قرب مطار القامشلي، يتم فيها فحص الصهريج من قبل لجنة مختصة وتسجيل بياناته ومواصفاته.

ويدفع كل سائق بحسب المصدر، مبلغ مليونيّ ليرة سورية بدايةً لمكتب القاطرجي بالحسكة وتأخذ الإدارة الذاتية نسبة منه، بحسب المصدر، ليحصل بعد ذلك على بطاقة تُسمى "كارت العمل" بصفة سائق، كما يدفع مبلغ 20 ألف ليرة سورية للحصول على وصل المهمة الأولى، عقب ذلك يتم فرز السائق لمكانين في الحسكة، إما إلى حقول رميلان، أو حقول الشدادي، لينتظر دوره بالتعبئة، وعقب تعبئة الصهريج يتم ختم "الكارت" ومنح إذن لنقل الشحنة، ليسلك السائق مساراً محدداً مع قوات الترفيق وصولاً إلى مدينة الطبقة، حيث يبدأ دور ميليشيا القاطرجي لمرافقة الصهاريج نحو حمص.

ساحات مخصصة للصهاريج

وتمنع "الأشايس" أصحاب الصهاريج من تعبئة الوقود من الكازيات أو من السوق السوداء بل تجبرهم على تعبئتهِ من بائعين في ساحات الصهاريج الخاصة بها بمبلغ 2000 ليرة لكل لتر".

وتقسم الصهاريج العاملة بنقل النفط إلى مناطق ميليشيا أسد إلى نوعين: 

1-   صهاريج تُسمى "أوروبية" كما يسميها السائقون، مُسجلة لدى المرور التابع لـ "الإدارة الذاتية"، وغير مُسجلة لدى المرور التابع لميليشيا أسد. 

2-   صهاريج مُسجلة عند مرور ميليشيا أسد، وغير مُسجلة عند "الإدارة الذاتية".

وتتيح "الإدارة الذاتية" للصهاريج المسجلة لديها بالتحرك في مناطقها بحرية، فيما تمنع النوع الأخر وتُجبرها على البقاء في ساحات النفط فقط والتحرك بمسار نقل النفط المُحدد، وكذلك الحال بالنسبة لميليشيا أسد وحواجزها عند تعاملها مع الصهاريج غير المُسجلة لديها. 

وقال مصدر خاص قال لـ "أورينت نت": " يُشرف على ساحات الصهاريج الخاصة بالنفط أشخاص يسمونهم بالمدراء وهم تابعون لرجل الأعمال الكردي "أبو دَلو" شريك وذراع القاطرجي في الحسكة.

وأشار المصدر إلى أن "أبو دلو" يتعامل كذلك مع "الإدارة الذاتية"، وينسق رجاله بقيادة المدعو "أبو شيخو" و"أبو علي" شؤون عمليات النقل والتنسيق مع الأجهزة الأمنية ومندوبي "الإدارة".

وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن إبرام ميليشيا أسد وميليشيا قسد اتفاقاً رعاه الروس في مدينة الطبقة الشهر الماضي، نص على زيادة أعداد صهاريج النفط القادمة من الحسكة بمعدل 160 صهريجاً ستدخل إلى مناطق النظام أسبوعياً، على أن تصل لاحقاً إلى 200 صهريج، وستتكفل ميليشيا القاطرجي بنقلها وحمايتها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات