"أهداف متباينة وبلا أسئلة".. مؤتمر صحفي يكشف خلافات روسيا والأردن حول سوريا

"أهداف متباينة وبلا أسئلة".. مؤتمر صحفي يكشف خلافات روسيا والأردن حول سوريا

أظهرت تصريحات وزيري خارجية روسيا والأردن خلال مؤتمر صحفي، عُقد اليوم الخميس، في العاصمة الأردنية عمّان، عمق الخلافات بين البلدين حول الملف السوري.

وخصص وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قسماً كبيراً من كلمته خلال المؤتمر للحديث عن الملف السوري، على عكس نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي ركّز على العلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون الاقتصادي بينهما.

التنسيق بشأن سوريا محلّ بحث

وقال الصفدي إن المباحثات مع لافروف تركزت على الأزمة السورية، وخصوصاً الوضع في الجنوب السوري والأخطار الكامنة من حالة اللااستقرار التي تعمّق معاناة السوريين وتهدد الأمن الوطني في الأردن.

وأضاف أنه بحث مع لافروف الخطوات المطلوبة لتحييد هذا التهديد وتوفير الحد اللازم من الاستقرار في الجنوب السوري، حيث خطر تهريب المخدرات إلى الأردن وعبره، وكذلك الميليشيات التي تدعم عمليات التهريب هذه، إضافة لتزايد البؤر الإرهابية في المنطقة.

وأكد الصفدي ضرورة التنسيق بين روسيا والأردن في التصدي لهذه التحديات في الجنوب السوري، لافتاً إلى أن هذا محل بحث واسع بين الجانبين.

مغازلة الروس مجدداً

وشدد الوزير الأردني على أنه مع استمرار هذا الوضع في الجنوب السوري، سيواصل الأردن العمل بكل ما يلزم من أجل حماية أمنه الوطني.

وكرر الصفدي مغازلة الروس، بقوله إن الوجود الروسي في الجنوب السوري هو عامل استقرار، في ظلّ عدم التوصل لحل سياسي في سوريا إلى الآن، مضيفاً أنه استعرض مع لافروف الجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية القرار الأممي رقم 2254.

وأشار إلى أنه أكد للافروف أهمية تجديد القرار الأممي 2642 الذي يعتبره الأردن ضرورياً لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري، كما أطلعه على مبادرة طرحتها بلاده حول بلورة دور عربي جماعي لحل الأزمة السورية. 

عدم اكتراث روسي

من جانبه، لم يكترث لافروف على ما يبدو للأولويات التي طرحها نظيره الصفدي، وركز خلال كلمته على التعاون بين البلدين، واقتصر حديثه حول الملف السوري على تصريحات مكررة ومختصرة.

وقال لافروف إن هناك آفاقاً جيدة بين البلدين وفي مجالات التعليم والزراعة، وفي مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، وخاصة لاستخدام النظائر للأغراض الطبية، وكذلك في مجال البنية التحتية للنقل.

ولم يتطرق الوزير الروسي أبداً إلى المخاوف الأردنية من الوضع في الجنوب السوري، مكتفياً بالحديث عن القرارات الأممية بشأن سوريا، وتأكيده دعم المبادرة الأردنية في الجامعة العربية لحل الأزمة السورية.

واللافت للانتباه أن المؤتمر الصحفي انتهى فو انتهاء تصريحات لافروف، دون أن يسمح للصحفيين بتوجيه الأسئلة للوزيرين، فيما يبدو أنه محاولة لعدم كشف عمق الخلاف بين البلدين خاصة حول الملف السوري.

وكان الصفدي أعلن بوقت سابق، أن وزراء الخارجية العرب اتفقوا على ضرورة إنهاء القضية السورية، مؤكداً وجود دور عربي قيادي لحلها، وبما يتيح حلاً سياسياً يحفظ لسوريا وحدتها.

وذكر أن "موقف العرب كلهم واضح، نحن نريد علاقات طيبة مع دول الجوار كافة، كما نرفض أي تدخلات في شؤون الدول العربية، ونؤكد أن العلاقات مع دول الجوار يجب أن تُؤسّس على مبادئ احترام الآخر وحسن الجوار".

ويشتكي الأردن من تزايد عمليات التهريب في جنوب سوريا إلى الأردن أو عبره إلى دول أخرى، وخاصة تهريب المخدرات، متهماً وقوف ميليشيات إيرانية وراء جزء من هذه العمليات.

وكانت القوات الأردنية أعلنت سابقاً إطلاق عدة عمليات عسكرية على طول الحدود الأردنية - السورية، لمكافحة عمليات التهريب من سوريا، كما أنها تعلن بشكل شبه أسبوعي عن إحباط محاولات تهريب مخدرات وأسلحة قادمة من سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات